تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الدليل على ضبط الصحابة للحديث؟]

ـ[خالد البحريني]ــــــــ[21 - 02 - 09, 02:48 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وصل اللهم وسلم على محمد

سؤال شغل بالي مدة طويلة ... ما الدليل على أن كل الصحابة رواة الحديث ضبطهم تام؟

إذ لا تلازم بين العدالة والضبط ..

بعضهم مقل جداً فكيف عرفنا أنه ضبط الحديث الذي رواه (خصوصاً إن لم يشاركه غيره من الصحابة في روايته)؟

مسألة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر الحديث ثلاثاً ونحو ذلك لا يمكن أن يكون دليلاً أن الصحابي قد ضبط الحديث، ولا ينطبق الكلام هذا على مراسيل الصحابة ..

أرجو أن أجد جواباً شافياً ... بارك الله في علمكم ..

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 02 - 09, 04:38 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤالك هذا لا يختلف عن قولنا (ما الدليل على أن الإمام مالكا رحمه الله ضبط هذا الحديث بعينه)؟

وذلك لأن كون الإمام مالك ضابطا في الجملة، ليس دليلا على أنه قد ضبط جميع الأحاديث التي رواها، فما الدليل على أنه قد ضبط هذا الحديث بعينه؟ لا سيما إذا كان قد تفرد بروايته؟

الجواب أن تقول: هو عدل ضابط، فالأصل أن يكون ما رواه مضبوطا إلا إن دل دليل على خلاف ذلك.

وهذا هو الجواب بعينه عن ضبط الصحابة، فإن الأصل أن الصحابة ضابطون؛ إذ لم يعرف خطأ الضبط فيهم إلا نادرا.

وكل شبهة نوردها على ضبط الصحابة في هذا الباب يرد مثلها على رواية العدل الضابط في الحديث الذي تفرد به.

وهناك نكتة أخرى في هذه المسألة، وهي أن خطأ الضبط يرجع في الجملة إلى أحد أمرين:

- الخلط في المروي، بأن يروي الحديث بغير ألفاظه.

- الخلط في الراوي، بأن يروي الحديث عن غير صاحبه.

فأما الأمر الأول فحتى لو سلمناه فإن رواية الصحابي للحديث بالمعنى لا ينبغي أن يتنازع في قبولها؛ لأنه صاحب اللغة، وهو أعلم بالمعاني.

وأما الأمر الثاني فهو إن كان واردا على من بعد الصحابة فليس واردا على الصحابة؛ إذ يبعد جدا أن يخلط الصحابي فيمن حدثه أنه هل هو الرسول أو غيره!

يعني مثلا: قد نتصور أن الراوي أخطأ في السند، فروى الحديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثلا؛ لأن هذا هو الجادة، في حين إن الصواب عن مالك مرسلا مثلا.

لكن يبعد جدا أن نتصور أن الصحابي سمع الحديث من غير الرسول فنسبه للرسول صلى الله عليه وسلم.

تأمل!

ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[21 - 02 - 09, 08:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لعل أخي خالد البحريني يقصد أن ما تقرر في كتب المصطلح هو الكلام عن عدالة الصحابة فقط - فجميعهم عدول بالنص والإجماع - دون الكلام عن ضبطهم.

وأنه لا تلازم بين العدالة والضبط؛ وهذا كلام منضبط.

وضبط الصحابة يتضح إذا نظرت من جهة كون جلهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة , فكل اعتمادهم علي الحفظ لا غير.

ولم يكن هذا حال الصحابة وحدهم , بل حال كل العرب في تلك الفترة الزمنية , إذ تجد أحدهم يحفظ المعلقات ومعها مثلها من المنثورات الومنظومات.

وكان ذلك بما حباهم الله من قوة الحافظة لأنها وسيلتهم الوحيدة لحفظ ما عرفوه من العلوم لندرة من كان يعرف الكتابة فيهم.

لذلك وصفهم الله {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم}.

وقول الرسول صلي الله عليه وسلم " نحن أمة أمية ... " الحديث.

مع مراعاة ما جاء في الحث علي حفظ الحديث , مثل قول الرسول " نضر الله أمرئ سمع مقالتنا فأداها كما سمعها " الحديث.

وفيه دلالة قوية علي أهمية الحفظ وفائدته , كما أن به حث علي الحفظ ليحظي بدعاء النبي صلي الله عليه وسلم.

وليس معنى هذا أنهم كانوا لا ينسون شيئاً أبداً , فما زال الصحابة يستدرك بعضهم علي بعض , حتى جائتنا السنة غضة كما نطق بها رسول الله.

وما أمثل علي ذلك من كتاب (الإجابة لما استدركته عائشة علي الصحابة).

والله الهادي إلي سبيل الرشاد.

ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[21 - 02 - 09, 08:49 م]ـ

أضف إلي قوة حافظتهم ونقائها؛

- أنهم رأوا النبي صلي الله عليهم وسلم وعايشوه وسمعوا منه؛ وليس رائٍ كسامع.

- أنهم ينقلون عمن أوتي جوامع الكلم صلي الله عليهم وسلم.

والله أعلي وأعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير