تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما ترك شعبة رواية من دلس فلو تأملت في النصوص المتقدمة ستجدون أنه كان يترك تحمل ما لم يصرح به شيوخه بالسماع .. مثل

الجرح والتعديل - الرازي - ج 1 - ص 169

قال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن وذكر شعبة فقال سمعته يقول: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال (سمعت) و (حدثنا) تحفظته فإذا قال (حدث فلان) تركته.انتهى

الجرح و التعديل 2/ 34

عن عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت شعبة يقول كنت انظر إلى فم قتادة فإذا قال للشئ حدثنا عنيت به فوقفته عليه وإذا لم يقل حدثنا لم اعن به. انتهى

سنده صحيح و فيه أن شعبة كان لا يعتني بما لم يصرح فيه قتادة بالسماع

و كان ينهى الرواة عن رواية ما ثبت تدليس مشايخه فيه مثل

الجرح والتعديل - الرازي - ج 1 - ص 167

عن بشر بن المفضل قال قدم علينا إسرائيل فحدثنا عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئا، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا، فقال يا مجنون هذا حدثنا به أبو إسحاق فقلت لابي إسحاق من عبد الله بن عطاء؟ قال شاب من اهل البصرة قدم علينا، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به، فقلت من حدثك؟ قال حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر ابن حوشب انتهى

و زيادة للفائدة أزيد هذه النصوص التي تبين أن شعبة كان لا يلتفت إلى الأحاديث التي لم يصرح فيها شيوخه المدلسين بالسماع

تهذيب الكمال - المزي - ج 7 - ص 360 - 361

وقال عفان، عن حماد بن سلمة: جاء شعبة إلى حميد فسأله عن حديث لأنس فحدثه به، فقال له شعبة: سمعته من أنس، قال: فيما أحسب، فقال شعبة بيده هكذا، وأشار بأصابعه: لا أريده، ثم ولى، فلما ذهب قال حميد: سمعته من أنس كذا وكذا مرة ولكني أحببت أن أفسده عليه. وفي رواية أخرى، ولكنه شدد علي فأحببت أن أشدد عليه

تهذيب الكمال - المزي - ج 7 - ص 361

وقال يحيى بن أيوب، عن معاذ بن معاذ: كنا عند حميد الطويل، فأتاه شعبة، فقال: يا أبا عبيدة حديث كذا وكذا تشك فيه؟ فقال: إنه ليعرض لي أحيانا. فانصرف شعبة، فقال حميد: ما أشك في شئ منها، ولكنه غلام صلف أحببت أن أفسدها عليه

و هنا سأتعرض للجواب عن قولكم

وبين ما فعله شعبة في حديث تسوية الصفوف وغيره وإن كان في ذلك قد بين أنه سأل

وبين هذا

فأقول: نص الرواية

الجرح والتعديل - الرازي - ج 1 - ص 169 - 170

حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول سمعت شعبة يقول: كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال للحديث (حدثنا) عنيت به فوقفته عليه، وإذا لم يقل (حدثنا) لم أعن به، وانه حدثنا عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم فان تسوية الصف من تمام الصلاة فكرهت ان أوقفه عليه فيفسده علي فلم أوقفه عليه.انتهى

قلت: في هذا الأثر فائدة و هي أن عادة شعبة إهمال ما لم يصرح فيه قتادة بالسماع

الثانية: أن شدة تعلق شعبة بالحديث جعله لا يسأل قتادة عن السماع في هذا الحديث

الثالث: أن هذا الحديث قد رواه شعبة و قد بين أنه لم يسأل عن سماع شيخه فهو مما يشهد لصحة الأثر الذي رواه ابن مهدي عنهّ!

و هذه الروايات تثبت أن شعبة لم يكن يروي ما لم يفحص عن السماع فيه عن شيوخه المدلسين خاصة مثل قتادة و حميد الطويل

و أما أن شعبة استقصى أم لا فهذا يحتاج إلى استقراء تام لأحاديث شعبة و أنا لم أصل بعد إلى هذه الدرجة كما أني قد ذكرت أن بحثي مختصر!

وكيف نوفق بين هذا القول

والقول الذي نقل الألباني إن قول: إن السند الذي فيه شعبة بري من التدليس لم يقل أحد به على الأطلاق

الجواب: هذا وهم فليس القول قول الإمام الألباني بل قول الحافظ المباركفوري و قد بين معناه الشيخ خليل بقوله:

قال الحافظ ابن حجر: فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة، أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع، ولو كانت معنعنة)).

هذا في حال شيوخه فحسب، وأما الطبقة العليا عنه، فقد قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي (1/ 20): وأما القول بأن السند الذي فيه شعبة بريء من التدليس فلم يقل بهذا الإطلاق أحد)). والله أعلم. انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير