فكلام صاحب تحفة الأحوذي عن ما يرويه شعبة عن الطبقات العليا لا عن مشايخه و لو تأملتم قول المباركفوري الذي نقلته لما وقع لكم هذا الاشتباه
وللفائدة أنقله مع تلوين محل الشاهد
قال المباركفوري:
قلت لم يقل أحد من أئمة الحديث أن السند الذي فيه شعبة بريء من التدليس بل قالوا إن شعبة لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما هو مسموع لهم
و قال:
فإن قلت ما أخرج أبو داود عن أبي إسحاق كيف يكون إسناده صحيحا وأبو إسحاق هذا هو السبيعي وكان قد اختلط في آخر في عمره ومع هذا قد كان مدلسا قلت نعم لكن رواه عنه شعبة وهو لا يحمل عن شيوخه إلا صحيح حديثهم
فلا إشكال في قول المباركفوري
وما نقله الحافظ ابن رجب في شرح العلل عن علي بن المديني أن شعبة وجدوا له غير شئ يذكر فيه الإخبار عن شيوخه، ويكون منقطعا.
وبين ما فعله شعبة في حديث تسوية الصفوف وغيره وإن كان في ذلك قد بين أنه سأل
وبين هذا
الجواب: أما ما نقله ابن رجب عن المديني فهو مجمل غير مفصل و هو معارض بنص ابن أبي حاتم الذي كان يحكم باتصال روايات شيخ شيخ شعبة لأن شعبة رواها! و هذا الأمر يحتاج إلى بحث موسع و استقراء .. و لكن الجواب المجمل عن هذه القضية أننا لا ندعي العصمة لشعبة فقد يخطيء بالتصريح بالسماع في سند منقطع .. كما كان يخطيء في أسماء الرجال لكن هذا نادر مقارنة مع ما أصاب فيه و مثل هذا لا يقدح لا في ضبط شعبة و إتقانه و لا في صحة القاعدة التي قرره شعبة بنفسه و الله و أعلم
قال الدراقطني: وأخرج مسلم حديث قتادة عن سالم عن معدان عن عمر موقوفاً في الثوم والبصل من حديث شعبة وهشام.
وقد خالف قتادة في إسناده ثلاثة ثقات رووه عن سالم بن أبي الجعد عن عمر مرسلاً، لم يذكروا فيه معدان وهم منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وعمرو بن مرة ورواه عن منصور جرير بن عبد الحميد، ورواه عن حصين جماعة منهم أبو الأحوص وجرير وابن فضيل وابن عيينة.
ورواه عن عمرو بن مرة عمران البرجمي، وقتادة وإن كان ثقة وزيادة الثقة مقبولة عندنا فإنه مدلس ولم يذكر فيه سماعه من سالم فاشتبه أن يكون بلغه عنه فرواه عنه
وهو هنا لم يبين أنه سأل
بل بين شعبة أنه سأل قتادة عن كل ما رواه فقد تقدمت روايات عامة تتعلق بهذا المسألة
و يكفينا قوله: كفيتكم تدليس ثلاثة!
ثم إن ما ذكرته خارج عن محل البحث و هو اتصال روايات شيوخ شعبة عن مشايخهم
أما ما نقلته عن الدارقطني فهو يتعلق بالاختلاف في الإسناد لا بالتدليس!
الثانية: إن قلنا أنه روى عن المدلسين ما دلسوا هل بين ذلك في كل حديث دلسوه سواء في طبقة شيخه أو شيخ شيخه
ودليل ذلك
أظن أنه سؤال مكرر! و قد تقدم الجواب عنه
الثالثة: وهو نحو قوله كفيتكم حديث قتادة وأبي إسحاق والأعمش
و نحو تفقد شعبة لفم قتادة لمعرفة ما دلسه مما لم يدلسه
وتركه وعدم أعتنائه لما لم يصرح فيه بالتحديث
فسوف يأتي الكلام عليها
بعد أن أسمع كلامك حفظك الله حول ما مضى
إن شاء الله تعالى
.
عذرا شيخنا أرجوا أن تبينوا مذهبكم في هذه القضية
هل ترون عدم صحة قاعدة الحكم باتصال روايات شعبة عن المدلسين بالتفصيل الذي قدمته في هذا البحث؟؟
و حياكم الله
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 05:37 م]ـ
و للمزيد عن قضية رواية شعبة ما لم يفصح عن سماع شيخه فيه ينظر هذا الرابط المفيد للأخ المفيد هشام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=742783&postcount=8
و قد جمعت مسودة البحث في ملف وورد
و سأقوم بالزيادة عليها و تنقيحها لاحقا إن شاء الله
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 05:40 م]ـ
أستاذنا الكريم ابن السائح جزاك الله خيرا على الفوائد التي سطرتها يراعتك
و لم يكن قصدي الاعتراض على مسألة حكم التركيب في الأسماء بل في تصرفك في اسم المؤلف لأن هذا قد يوقع المبتدئين أمثالي في اشتباه
هذا و العلم لله
و حياك الباري و زوجك الحواري و الجواري!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[10 - 03 - 09, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا حسان، ويا ليت الموضوع يُثبت.
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 06:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا حسان، ويا ليت الموضوع يُثبت.
حياك الله أخي إسلام و هذا من حسن ظنك بي
أنا مشغول الان عن موضوعي هذا برسالتي العلمية
و لكن كلما عثرت على فائدة سأضيفها
قال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى في غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل ص 12
· قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال البرديجي: هذه الأحاديث كلها معلولة، وليس عند شعبة منها شيء، وعند سعيد بن أبي عروبة منها حديث، وعند هشام آخر وفيهما نظر. انتهى
و قد نقله الشيخ من " ملحق شرح علل الترمذي " (ص732)
قلت و فيه فائدة أن شعبة لم يرو هذا الأحاديث لعدم اتصالها!