فهذه شهادة لهم بالامانة وقد استشهد الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض اليهودعلى اية الرجم في التوراة فاعترف بها بعضهم لما اقسم عليه بالله الذي انزل التوراة على موسى وما روي من قبول النبي صلى الله عليه وسلم ثم ابي موسى الاشعري رضي الله عنه لشهادتهم في الوصية عملا بالقران مبني على ان الاصل في خبر الانسان الصدق وان كان كافرا وانه لا يعدل عن هذا الاصل الا عند وجود التهمة وعليه جمهور السلف وهو يستلزم اثبات عدالتهم كما تقدم عن الحافظ ابن حجر وبهذا يسقط قياس الكافر على الفاسق وقد قبل المحدثون رواية المبتدع الذي يحرم الكذب مطلقا او فيما عدا تاييد بدعته انتهى ()
من تفسيره وسياتي مزيد توضيح
قلت واخرج البخاري في قصة الحديبية
وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول قال فانطلق حتى أتى قريشا قال إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ()
قال الخطابي وفيه جواز الاعتماد على خبر الكافر إذا قامت القرينة على صدقه مستدلا بأن الخزاعي الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا له ليأتيه بخبر قريش كان حينئذ كافرا
أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بتعلم كتاب زفر فتعلمت له أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أي النبي صلى الله عليه وسلم هو عطف على أمرني لبيان علة الأمر ما آمن زفر على كتابي أي أخاف إن أمرت يهوديا بأن يكتب كتابا إلى اليهود أو يقرأ كتابا جاء من اليهود أن يزيد فيه أو ينقص فتعلمته أي كتاب زفر حتى حذقته بذال معجمة وقاف أي عرفته وأتقنته وعلمته فكنت أكتب له أي للنبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب أي إذا أراد الكتابة ومطابقة الترجمة للحديث في قوله ما آمن زفر فإن من كان حاله أن لا يعتمد عليه في الكتابة فكيف يعتمد على روايته بالأخبار والله أعلم ()
الكافر الغير أصلي "المرتد او المكفر ببدعة"
في الكفاية
الحسين بن يحيى قال سمعت الفضل بن مروان يقول كان المعتصم يختلف الى على بن عاصم المحدث وكنت امضى معه اليه فقال يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا أبا الحسن أما تروى أن القدرية مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروى عنه قال لأنه ثقة في الحديث صدوق قال فان كان المجوسي ثقة فما تقول أتروى عنه فقال له على أنت شغاب يا أبا إسحاق قلت وهذا الاعتراض المذكور في الخبر لازم ولا خلاف ان الفاسق بفعله لا يقبل قوله في أمور الدين مع كونه مؤمنا عندنا فبأن لا يقبل قول من يحكم بكفره من المعتزلة وغيرهم أولى
ثم ذكر حجج من يفرقون بين الكافر الاصلي و غيره
الى ان قال ويلزمهم على هذا الفرق ان يقبلوا خبر الكافر الأصلى فإنه يعتقد الكفر ديانة
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - 04 - 06, 09:02 م]ـ
1 - ذكر الخطيب في الكفاية قول ابن عبد البر ان كل حامل علم معروف بالعناية فيه فهو عدل محمول امره على العدالة حتىيتبين جرحه لقوله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله الحديث وضعف زين الدين العراقي استدلال ابن عبد البر بالحديث
جزاك الله خيرا
أرجو توثيق نقل الخطيب في الكفاية عن ابن عبد البر
على أنني أكاد أجزم بعدم صحة ذلك
ولم أر الخطيب نقل في تصانيفه عن ابن عبد البر شيئا، وإن كنت أتمنى أن أرى ذلك، لطرافته وغرابته
¥