تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 01 - 10, 08:47 م]ـ

العلاقة بين المدوَّنة والمسند! (3)

( ... تابع لما سبق)

المثال الثاني:

يوجد في المدوَّنة (باب اللهو)، وفيه أحاديث غير قليلة!

منها ما يرويه الربيع عن أبي عبيدة!

ومنها ما يرويه الربيع عن غير أبي عبيدة!

ومنها ما يرويه غير الربيع عن أبي عبيدة!

ومنها ما يرويه غير الربيع عن غير أبي عبيدة!

وكلها على شرط المسند! لأن المسند يشتمل على أحاديث وآثار عن أبي عبيدة وعن غير أبي عبيدة!

وكلها من حيث الصحة كأحاديث المسند! فالرواة هم الرواة! والمدرسة هي المدرسة الإباضية البصرية!

والمتوقَّع من الربيع، وهو عمدة الإباضية في الحديث، والذي يصنِّف لهم (الجامع الصحيح)، أن يكون أكثر إحاطة بالروايات الإباضية من الفقيه أبي غانم!

ولكن واقع هذا المسند العجيب هو العكس!

فأبو غانم أعرف بالربيع ورواياته من مصنِّف المسند المنسوب إلى الربيع!

ولا يوجد (باب اللهو) في المسند أصلاً!

وإليك صورة (باب اللهو) من المدوَّنة:

http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=73368&stc=1&d=1262972364

وهذه بعض التعليقات:

• عدد الأحاديث والآثار في هذا الباب غير الطويل 15 حديثاً (وقد وضعنا على رؤوسها خطوطاً حمراء)، وهذا العدد في باب واحد غير قليل.

وقد ذكر البوسعيدي في كتابه (رواية الحديث عند الإباضية) أن المدوَّنة تشتمل على 140 حديثاً مرفوعاً، و 245 من آثار الصحابة. وما أدري ما دقَّة هذه الأرقام، وما أجزاء المدونة التي نظر فيها. ولكنَّ من الواضح أنها تشتمل على كثير من الروايات الإباضية، وربما يمكن استخراج مسند منها ينافس مسند الربيع!

وقول أبي عكرمة أعلاه (إن كنتَ طالب حقّ ... المدوَّنة كتاب فقهي أساسا ولم يكن كتابا حديثيا ... ولأنه كتاب فقهي فالأحاديث فيه قليلة) -- هو قول من يرتجل كلاماً لأجل المناظرة!

• هذه الأحاديث الكثيرة لا يوجد شيء منها في مسند الربيع بن حبيب، ولم يعقد باباً لهذا الموضوع!

• من هذه الأحاديث ثمانية يرويها الربيع عن أبي عبيدة وغيره، ولم يعرفها مصنِّف المسند المنسوب إلى الربيع! ولا سيما قول أبي غانم (حدثني الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، عن أبي عبيدة عامر بن الجراح، عن النبي صلَّى الله عليه وسلم ... إلخ). فهذا الحديث يجب أن يوجد في مسند الربيع، ولكنَّه لا يوجد فيه!

• ومنها سبعة يرويها غير الربيع عن أبي عبيدة وغيره، ولم يعرفها مصنِّف المسند المنسوب إلى الربيع!

• أبو غانم هو فرع من شجرة علم الربيع! ومع ذلك فهو أعلم بروايات الربيع، وروايات أبي عبيدة، والروايات الإباضية عموماً، من الربيع نفسه!

• قال السالمي (ثم إنه [الورجلاني] ضم إلى ذلك [أي أصل المسند] روايات محبوب عن الربيع، وروايات أفلح عن أبي غانم، ومراسيل جابر بن زيد، وجعل الجميع في الجزء الرابع من الكتاب). ولكنَّ هذه الأحاديث الخمسة عشر لا توجد في ملاحق الورجلاني أيضاً! فلا أدري هل أسقط المدوَّنة من الاعتبار! أم أنه لم يقف عليها أصلاً! أم أنها أيضاً كتاب مزيَّف؟! والإباضية المعاصرة تقول - والعهدة عليهم - إن المدوَّنة باقية برواية عمروس، أي في الأقاليم المغربية! فكيف وقف الورجلاني على مسند الربيع المجهول عند أسلافه ولم يقف على المدوَّنة المشهورة؟!

وطبعاً كتم السالمي جهل مصنِّف المسند القديم المزعوم، وجهل مرتِّبه أو مصنِّفه الورجلاني، بزبادات المدوَّنة! ولم يكتب هذه الأحاديث الكثيرة في شرحه الطويل على المسند!

لقد اتسع الشرح لكل شيء إلا لزيادات أبي غانم! ولم ترد لفظ (المدوَّنة) في شرح السالمي، ولا اسم (أبي غانم) إلا ما ذُكر آنفاً!

فما أكثر الألغاز الإباضية التي تحتاج إلى حلّ!

• الربيع يروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا يحلّ تعليم الجواري المغنيات ولا شرائهنّ ولا بيعهنّ ولا اتخاذهنّ ... والذي نفسي بيده إلخ). قال الألباني رحمه الله في تحريم آلات الطرب (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8 / رقم 7749 و 7805 و 7825 و 7855 و 7861 و 7862) من طريقين عن القاسم بن عبد الرحمن عنه [أي عن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه]. قلت: وقد كنت أوردته من أجلهما في " الصحيحة " برقم (2922) ثم تبين لي أن في أحدهما ضعفا شديدا فعدلت عن تقويته إلا نزول الآية فإن لها شواهد عن غير واحد من الصحابة).

فمن الغريب أن ينفرد الربيع بإسناد هذا الحديث إلى ابن عباس رضي الله عنه!

ومثله كثير من الأحاديث التي توجد في كتب السنة بأسانيد مغايرة!

• كما روى قولاً لعلي رضي الله عنه (من باع جاريته وفيها شيء من هذه الملاهي والباطل ولم يبيِّن للمشتري، فإنها تقوَّم قيمة عدل، ويردّ البائع على المشتري ما ازداد من ثمن الجارية لمكان غنائها ولهوها)، وقولاً لعمر رضي الله عنه (ومن الأمور اللازمة للإمام الواجبة عليه أن ينهى عن الغناء سرًّا وعلانية، والأعواد والبرابط والمصافق وجميع الأدوات، والكرك وما أشبهه، والدفّ والمزمر [أو المزهر] والعود). وكلا القولين أشبه بكلام الفقهاء منهما بكلام الصحابة!

• وإذن فقول أبو عكرمة أعلاه (أبو غانم لا يحتاج إلى النقل من كتاب للربيع لأن شيخه الإمام الربيع أمام ناظريه ... كيف سيفضل النقل من الكتاب على الرواية الشفهية المباشرة؟؟!!! وهذا هو حال المتعاصرين يا صديقي)) -- كله كلام إنشائي لم يَدْرِ طبيعة العلاقة بين الكتابين! وهو معذور ما دام أن علماء الإباضية قد جحدوا ذلك عنه!

( ........... يتبع إن شاء الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير