تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - 01 - 10, 04:41 م]ـ

العلاقة بين المدوَّنة والمسند! (6)

( ... تابع لما سبق)

• مسائل من الجزء الأول من المدوَّنة:

جميع ما مضى يتعلَّق بالجزء الثاني من المدوَّنة، ولكنَّه ينطبق أيضاً على الجزء الأول، وإن لم أقف عليه بعد!

فقد استخرج متعصِّبة الإباضية نصوصاً من ذلك الجزء تشهد بزعمهم لصحَّة المسند، واتَّضح أنها على العكس! وهي:

(1) جاء في المدوَّنة 1/ 26 - 27: (قال أبو المؤرِّج: أما الركوع فيقول: "سبحان ربي العظيم" وأما في السجود فيقول: "سبحان ربي الأعلى" فإذا سجدت فضع كفيك للسجود، وقل حين تطأطئ رأسك للسجود: "الله أكبر" وإذا رفعت رأسك فقل: "الله أكبر" وإذا كنت في أول ركعة تريد القيام فانهض قائماً حين ترفع رأسك من السجدة الأخيرة قبل أن تستوي جالساً، وإذا كانت الركعة الثانية فاجلس، وتشهَّد في كل ركعتين تجلس فيها من الصلاة المكتوبة أو التطوع ...

ومما سألتهم عنه وأخبرني من سألهم عنه: سألتهما: عن التكبير والقراءة والركوع والسجود.

قال الربيع: حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة كبر حين يقوم فيها، وإذا ركع كبر، وإذا طأطأ رأسه في السجود كبر، وإذا رفع رأسه من السجود كبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا كله. قلت: أيقرأ في الأولى والعصر بشيء غير الفاتحة؟. قالوا جميعاً: لا؛ إلا بفاتحة الكتاب سراً فيما بينك وبين نفسك).

وإليك ما ورد في مسند الربيع:

الباب التاسع والثلاثين: في الركوع والسجود وما يفعل فيهما

230 - أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلما نزل (فسبح باسم ربك العظيم) قال: اجعلوها في ركوعكم. فلما نزل: (سبح اسم ربك الأعلى) قال: اجعلوها في سجودكم.

231 - أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي وعن لبس المعصفر وعن خاتم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع والسجود.

232 - أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، قال من خلفه: ربنا ولك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. قال أبو هريرة: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا.

233 - أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم بأصحابه فلما فرغ من صلاته قال لأصحابه: من المتكلم آنفا وهو يقول: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. قال رجل منهم: أنا يا رسول الله. قال: لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً.

234 - أبو عبيدة قال: بلغني عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت كأني تحت شجرة أقرأ (ص والقرآن) فلما بلغت السجدة، سجدت الشجرة ثم قالت: ربي أعطني بها أجرا وضع عني بها وزرا وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته. قال أبو سعيد: فأخبرت بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نحن أحق بالسجود من الشجرة. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص وسجد وقال هذا القول.

انظر إلى التناقض والإشكال العظيم!

أبو المؤرِّج يصف لأبي غانم هيئة الركوع والسجود التي يعرفها العامَّة والأطفال والعجائز، ولكنَّه لا يروي الأحاديث الواردة في مسند الربيع عن الموضوع، مع أنها روايات أئمة المذهب! ولعله لم يسمع بها أصلاً!

وأبو غانم يروي حديثاً في الباب عن الربيع عن أبي عبيدة عن جابر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم! ولكنَّ ملفِّق مسند الربيع لا يعرف هذا الحديث!

والإباضية المعاصرة لا تثير هذه المباحث، ولا ترى أن هناك إشكالاً أصلاً!

(2) جاء في المدوَّنة 1/ 27 (قال الربيع: حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة كبر حين يقوم فيها ... إلخ).

وهذا الحديث من طريق الربيع لا يوجد في مسند الربيع! كالعادة!

وإن تعجب فاعجب لقول بعضهم، الذي يتناقلونه في مواقعهم ومشاركاتهم لشدَّة إعجابهم به:

الدليل على أن المسند كان مشهورا، ذكره في كتب معاصريه ومن جاء بعده، من ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير