تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة ماجستير (سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث)]

ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 12:41 ص]ـ

نال الطالب أحمد الطاهر درجة الماجستير في الحديث النبوي وعلومه من كلية الشريعة في جامعة دمشق عن رسالته (سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث ـ دراسة تأصيلية تطبيقية) وكانت الرسالة بإشراف الدكتور نصار نصار، والدكتور بديع السيد اللحام مناقشاً، والدكتور عبد القادر الحسين مناقشاً أيضاً، وقد حصل الباحث على تقدير جيد جداً.علماً بأن البحث كان من الصعوبة بمكان حيث تناول الباحث جزئية بسيطة، وشرع في التأصيل والتطبيق، والتبويب والتقسيم، وجمع كماً كبيراً من المصادر والمراجع والأبحاث حول هذه الجزئية ينوف عن المائتين، وتناول كل ماله صلة بهذا الموضوع وإن كان يسيراً.

ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 12:51 ص]ـ

مقدمة الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

رب كما أنعمت فزد

الحمد لله على ما ألهم، وعلمنا ما لم نكن نعلم، وكان فضل الله علينا عظيماً، وصلى الله على السّيّد الأكرم، المُعطى جوامع الكلم في الموقف الأعظم، وسلّم تسليماً، ورضي الله تعالى عن الآل والأصحاب أهل الفضل والكرم، وعن التابعين ومن تبعهم، وزاد الجميع تشريفاً وتعظيماً.

? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ?. [آل عمران:102].

? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً?. [النساء:1].

? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً _ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ?. [الأحزاب: 70،71].

أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله علينا ـ ونعمه لا تُعدّ ولا تُحصى ـ أنْ منّ علينا ببعثة سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ نبيه ومصطفاه وخيرته من خلقه أجمعين، فأكمل به هذا الدين، وأتم به النعمة. قال تعالى:? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ?. [المائدة:3].

وقد تكفّل الله ـ جلّ في علاه ـ بحفظ ذلك الكتاب المبين الذي أنزله على رسوله عليه الصلاة والسلام، وقيّض لسنّته المطهرة علماء أفذاذاً، ومحدثين نقّاداً، يذبّون عنها، ويحافظون عليها.

وبذل هؤلاء الجهابذة قصارى جهدهم في الحفاظ على هذا المعين الثَّرِّ، فقعّدوا القواعد، ووضعوا الموازين، وسنّوا القوانين التي تكفل حمايته من أن تَنْدَسَّ فيه أصابع اللئام وتُدْخل فيه ما ليس منه.

كما اشتمل علم الحديث على كثير من القواعد التي تبحث في أحوال الرواة، وتبين صحة الأحاديث التي وردت من طريقهم، وتكشف عما فيها من علل، مما يعرف بعلم الجرح والتعديل، أو علم نقد الرجال، حيث يُعَدَّ هذا العلم عصب علوم السنة.

ولمّا لم يكن هناك سبيل إلى معرفة سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام إلا من جهة النقل وجب أن نميز بين العدول الضابطين من الرواة، وبين أهل الوهم والغفلة، وسوء الحفظ، والكذب منهم.

وقد تعدّدت عبارات العلماء وتنوعت في تعديل الرواة وجرحهم، ومنها وصفهم للراوي بسوء الحفظ. ولما كان سوء الحفظ سبباً من أسباب الطعن في الراوي من جهة ضبطه، وكانت معرفة المقبول من الرواة متوقفة على معرفة الطعن وأسبابه، وأثر هذا في الحكم على الحديث، قرّرتُ أن أتكلم عن سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث؛ حيث تظهر فيه عظمة المحدثين، وعظمة منهجهم النقدي الدقيق؛ الذي يسبر الأغوار، ويبلغ الأعماق، ويعطي لكل واحد ماله، ويبين ما عليه، حتى عرفوا رضي الله عنهم الأحفظ فالأحفظ، والأضبط فالأضبط من النقلة والرواة.

سبب اختيار البحث: إنّ من أهم الدوافع التي أكدت رغبتي، وشجعتني على اختيار هذا الموضوع منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص.

فالدافع العام: تعلقي الكبير بالسنة النبوية الشريفة، وحبي العظيم لها، جعلني الله عزّ وجلّ من خدامها وأهلها علماً وعملاً. آمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير