تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد طالعتُ ردك على ما سبق أن كتبتُه في المسألة المُثارة هنا، وأشكر لك التزام القول الحسن، وحِفظا للأوقات فإني أختصر تعليقي - على الكلي والفرعي - في نقاط موجزة هي:

1 - مجمل ما تفضلتَ بذِكره مبني على ما قرر في كتب علوم الحديث في هذه المسألة، والنهج الذي أقلد أهله وأتدين به يقضي بأنا بعد دراسة كتب القوم وتأملها وجدنا أن فيها صوابا كثيرا غير مستغرب، وفيها تنظيرات مبنية على طريقة أهل أصول الفقه وأسلافهم، أو هي جمع بين آرلاء أو عبارات تنقل عن أهل العِلم دون النظر - في أحايين- إلى مدى مطابقة التقرير النظري لواقع الرواية والنقد عند أئمة هذا الشأن الذين هم - بالإجماع - أهله وحملته، ومَن بعدهم متلمس لطريقتهم لا يحق له أن يأتي برأي نظري من عند نفسه وينسبه لهذا العِلم دون أن يستقيه من معين أئمة القرون الأولى.

2 - بناء على النقطة الأولى أقول إن دعواك أني لم أسبق إلى ما سطرته قد تصح أن عنيتَ كتب "مصطلح الحديث " المتأخرة، ولا ينتقض كلامي إلا ببيان مخالفة البخاري وأمثاله لدعواي عندها أتراجع وأستغفر الله تعالى وأسلم للقول الحق. وكم من مسألة مقررة - بما يشبه ما كتبتَه - وهي عند التعامل مع آثار الأئمة (بذهن خال من أفكار مسبقة سوى صريح العقل وصحيح التأمل في مدلولات كل كلامهم لا بعضه) في غاية الانتقاض، والأمثلة كثيرة منها عامة مسائل الحديث الحسن نفسه!

3 - كررتَ غير مرة أن ((لفظ " حسن " حكم اصطلاحى)) وأنا لم أدع - رعاك الله - أن لفظ "الحسن" في كلام أبي حاتم والبخاري أو ابن المديني أو شعبة أو إبراهيم النخعي كان طرفة أو كلمة لا يراد بها معناها كـ "تربت يداه ". بل هي وصف موجه - بالضرورة - لموصوف يُنظر في شأنه ويُعمل كلام الإمام على وجهه، وإن أردتَ أن تجعله اصطلاحا - بعد دراسة منهجية سديدة وتأمل منضبط - فلا ضير في ذلك ولو خولفتَ، لكني إنما نفيتُ أن يريد بها البخاري " مرتبة ".

فمجمل ردك علي مبني على أني نفيت أنه اصطلاح، وأنا إنما نفيت أنها مرتبة. والفرق واضح. وأزيده وضوحا بما يلي:

لو قام طالب علم بدراسة لتحسينات البخاري، وخرج بنتيجة فيها جواب عن كل إيراد تقريباً ومفادها أن الحسن عند البخاري هو الفرد، أو هو المتكلم فيه بنوع إعلال، أو نحو ذلك فلا مانع - نظريا - من قبول رأيه وخلاصة دراسته. لكن أن يُزعم - على ما في كتب " المصطلح " بأن الحسن مرتبة مستقلة عند الترمذي، بله شيخه البخاري، بله من قبله .. فهذا هو المستبعد المنتقد الذي يرده واقع عبارات القوم بل وتبويبات بعض الأئمة بهذه الكلمة ... الخ.

يضاف إلى ما سبق أنه لو سمى الوصف مرتبة (مع كون تفاصيل دراسته وقوله تجعله اطلاقا لهم من عدة إطلاقات أو احتى اصطلاحا) فإن الخلاف هنا لفظي لكنه مؤذ ينبغي أن يحرر.

وما يصح في الحسن من أن الأشبه أنه إطلاق لا اصطلاح، وأنه ليس بمرتبة جزما يمكن أن يقال في "ثابت " أو "قوي " أو "متصل " ونحوها، وهذه لا يكاد أحد يزعم أنها مرتبة، بل ولا اصطلاح سوى المتصل.

4 - ما ذكرتَ مِن أنه حتى على رأيي - الشاذ في نظرك ربما - فإن طرح السؤال ممكن .. الخ، هو عندي خارج من نفس طيبة متأثرة بالطريقة الفاشية في تناول علوم الحديث مع ما فيها من خلل يسير هذا من نتاجه. وبقية الكلام في الردود السالفة التي كتبتُها إن كان فيها ما قد يفيد.


إذا طالبتُ بالحقوق " الفكرية " لهذه الدعوى وأن أبا عذرها تلميذ كثير الجهل فسأفزع إليك شاهد إثبات على أني السابق إليها بعجرها وبجرها (وجه مبتسم بقوة)!

ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:11 م]ـ
المكرم الأخ (محمد البيلى)

لقد طالعتُ ردك على ما سبق أن كتبتُه في المسألة المُثارة هنا، وأشكر لك التزام القول الحسن، وحِفظا للأوقات فإني أختصر تعليقي - على الكلي والفرعي - في نقاط موجزة هي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير