وعلى هذا فإنى قولى "ليس لك سلف فيه" أمر جدير بالنظر، إذ إدعاء إجماع المتأخرين على خلاف ما عند المتقدمين إدعاء بأن الله عز وجل ترك الأمة فى الضلال المبين على مدار ما يقرب من عشر قرون أو يزيد حتى أقام الله فى المئة الرابعة بعد الألف ليصحح لأئمة الحديث المتأخرين كلهم ما خفى عليهم من عمل المتقدمين، كل هذا وقد وصلهم من كتب المتقدمين ما لم يصلنا، ولم يصل إطلاع واحد من أهل عصرنا لا المعلمى ولا الألبانى ولا شاكر ولا غيرهم من المعاصرين إلى ماوصل إليه أقل رجل من المتأخرين.
أفيعقل بعد هذا أن يكون قولك صحيحا وليس لك فيه سلف من بعد المئة الرابعة أو الخامسة؟
أمر يصعب تصوره أخى الحبيب.
أما أن دعواك لا تنتقض إلا ببيان مخالفة البخارى وأمثاله لدعواك فقول غريب، إذ أنك المخالف أخى الفاضل، فدعواك أصلا لاتثبت إلا بذكر ما يوافق كلامك من كلامهم رحمهم الله تعالى.
وفوق هذا فقد نقلت عن البخارى وأمثاله ما يعضد كلامى ويخالف كلامك، فلم أجد منك جوابا تجاهه إلا الحديث عن تأثرى بالمتأخرين.
أما أنك أيها الفاضل لم ترد بأن لفظ الحسن عندهم طرفة، فكذلك لم أقصد من " حكم اصطلاحى " إلا مرتبة من المراتب، وكلامى واضح فى سياقه فلا أدرى لم الالتزام بظاهر ينقضه السياق؟!
جعلت الحسن فى مشاركتى غير الصحيح، وجعلته غير الضعيف، وقلت أيضا، نعم قد ينسحب إطلاقه على علو إسناد أو حسن معنى، فلا أستطيع أن أنفى ذلك أو أثبته.
فلاشك بعد ذلك أنى أقصد مرتبة من مراتب القبول أو الضعف.
و بخصوص قولك " وما يصح في الحسن من أن الأشبه أنه إطلاق لا اصطلاح، وأنه ليس بمرتبة جزما يمكن أن يقال في "ثابت " أو "قوي " أو "متصل " ونحوها، وهذه لا يكاد أحد يزعم أنها مرتبة، بل ولا اصطلاح سوى المتصل."
فلست أدرى حقا هل يخالف أحد فى أن " ثابت " أو " قوى " مرتبة ترادف عندهم مرتبة " الصحيح"، أرجو بيانه.
وأخيرا بخصوص قولك: " ما ذكرتَ مِن أنه حتى على رأيي - الشاذ في نظرك ربما - فإن طرح السؤال ممكن .. الخ، هو عندي خارج من نفس طيبة متأثرة بالطريقة الفاشية في تناول علوم الحديث مع ما فيها من خلل يسير هذا من نتاجه. وبقية الكلام في الردود السالفة التي كتبتُها إن كان فيها ما قد يفيد."
فكلامك فيه غمز لست أدرى سببه، والاقتصار على الغمز دون إجابة أمر لا يحسن بمثلك.
يغفر الله لى ولك.
هب أن المتأخرين يسمون الحديث الضعيف " طماطم"، فقال الشوكانى أن البخارى لا يجوز الاحتجاج بالطماطم.
أفيصح الجواب أن البخارى لم يعرف مرتبة اسمها طماطم؟!
مع الاعتذار للعلم وأهله على استعمال لفظ الطماطم فى مثل هذا الموضع.
أخى الفاضل، أنا هنا لأتعلم منك ومن الإخوة الكرام، فأرجو ترك الغمز أو ماقد يفهم منه الغمز لكيلا تصد نفسى بغير إرادة منى عن علم عندك ليس عندى.
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
من العبارات الرائقة الرشيقة قول الحافظ الذهبي في سير النبلاء (7/ 339. ترجمة محمد بن طلحة):
ويجيء حديثه من أداني مراتب الصحيح، ومن أجود الحسن، وبهذا يظهر لك أن "الصحيحين" فيهما الصحيح، وما هو أصح منه، وإن شئت قلت: فيهما الصحيح الذي لا نزاع فيه، والصحيح الذي هو حسن، وبهذا يظهر لك أن الحسن قسم داخل في الصحيح، وأن الحديث النبوي قسمان ليس إلا: صحيح، وهو على مراتب، وضعيف وهو على مراتب. والله أعلم. اهـ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:05 ص]ـ
جعلت الحسن فى مشاركتى غير الصحيح، وجعلته غير الضعيف، وقلت أيضا، نعم قد ينسحب إطلاقه على علو إسناد أو حسن معنى، فلا أستطيع أن أنفى ذلك أو أثبته.
فلاشك بعد ذلك أنى أقصد مرتبة من مراتب القبول أو الضعف.
أما ما يحسنه الترمذي، فقد أفصح الترمذي نفسه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "حديثٌ حسن". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه. ففي علل الترمذي الصغير (مطبوع على هامش السنن ج5) (ص758): قال أبو عيسى: «وما ذكرنا في هذا الكتاب "حديث حسن"، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجهٍ نحو ذاك، فهو عندنا "حديث حسن"».
¥