تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم (ص95 ترجمة أبي أحمد الزبيري، وص 167 ترجمة عبيد الله بن موسى) وتاريخ بغداد (939 ترجمة محمد بن عبد الله الزبير، أبي أحمد الزبيري)

والخلاصة أن عبيد الله بن موسى، وأبا أحمد الزبيري، وإن كانا ثقتين في حديث سفيان الثوري، فإنهما دون الطبقة الأولى من أصحابه في الضبط والإتقان، والصواب في الحديث - إن شاء الله تعالى - الوقف

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:19 م]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

فقد أورد أبو عبد الرحمن هذا الحديث في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين:

ج1/ ص135

160 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5/ ص361)

23762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّى بِالنَّاسِ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِى رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّى بِالنَّاسِ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ». فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَىٌّ.

قال أبو عبد الرحمن: (هذا حديثٌ صحيحٌ)


وترقيم الحديث، ورقمه في إتحاف المسند المعتلي، من قِبَل نسخة المكنز، (معتلى 1268 مجمع 5/ 181) وهو في نسخة دار الرسالة برقم 23448، وطبعة دار الفكر برقم 23060 (أخذا من طبعة بيت الأفكار الدولية، الثانية)

وقد تبادر إلى ذهني أن عبد الصمد بن عبد الوارث خالف فيه أصحاب زائدة، إذ أنهم رووه عن زائدة عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنِ أبي بردة عَنْ أَبِيهِ، به (تحفة الأشراف - 9112)
منهم:
1 - الحسين بن علي الجعفي (صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب 46، حديث 678، صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب 21، حديث 975، المسند 20230)
2 - الربيع بن يحيى البصري (صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب 19، حديث 3385)
3 - أبو سعيد مولى بني هاشم (المسند 20231)
4 - عبد الله بن رجاء (فضائل الصحابة، 582، ومستخرج أبي عوانة،)

وتلك الرواية هي الصواب، كما ذكر الدارقطني في العلل (1302)، وذكر الاختلاف على زائدة، لكن لم يذكر عبد الصمد بشيء:
قال أبو بكر البرقاني رحمه الله:
((
س1302 - وسئل عن حديث أبي بردة عن أبي موسى: مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
(مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، قال مروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف)
فقال: يرويه عبد الملك بن عمير عن أبي بردة،
ورواه عنه أبو الأشهب جعفر بن الحارث،
وزائدة، واختلف عن زائدة،
فقال أحمد بن يحيى الصوفي عن حسين الجعفي عنه، عن عبد الملك عن أبي بردة عن أبي موسى عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس بمحفوظ،

والصواب عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر فصلى بالناس، فقالت عائشة: إن أبا بكر
وكذلك قال عباس الدوري عن حسين عن زائدة))

لكن تبين لي بعدُ أن عبد الصمد روى الحديث على الصواب، وأنه محفوظٌ عنه، وأن الذي في المسند لعله تصحيفٌ قديم:

ففي كتاب الفضائل، للإمام أحمد (بتحقيق وصي الله بن محمد عباس، ط/ دار ابن الجوزي) قال رحمه الله
140 - قثنا عبد الصمد ابن الوارث، قثنا زائدة قثنا عبد الملك ابن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس فقالت عائشة يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس فإنكن صويحبات يوسف فأم أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي.

وهذا الحديث هو الذي نحن بصدده، والصواب أن الإسناد واحد!

وفي المستخرج لأبي عوانة:
حدثنا يزيد بن سنان البصري قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: ثنا زائدة، ح.
وحدثنا الدوري قال: ثنا حسين الجعفي، ح.
وحدثنا يعقوب بن سفيان، ومحمد بن صالح كيلجة قالا: ثنا عبد الله بن رجاء قالوا:
ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق متى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس؛ فإنكن صواحبات يوسف، قال: فصلى أبو بكر بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي قال الجعفي: فصلى أبو بكر بالناس حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبقية لفظ عبد الصمد، وقال عبد الله بن رجاء في حديثه: قال ثلاث مرات: مروا أبا بكر يصلي، وفيه فصلى أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث عبد الصمد: قام أبو بكر بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، اختصر كيلجة يقال إن: في هذه الأحاديث إباحة البكاء في الصلاة وبيان خلافة أبي بكر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليؤمكم أقرؤكم. وقد كان في أصحابه من هو أقرأ منه وفيهم من هو أرفع وأبين صوتا منه للقراءة، وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم مر غيره يصلي بالناس؛ فإنه لا يستطيع وإنه أسيف وإنه رقيق وإنه يبكي في صلاته، فلم يأمر غيره ولم يرض بغيره، فدل قوله في خبر أبي مسعود حيث قال: ولا يؤمن رجلا في سلطانه أنه الخليفة عليهم بعده، والله أعلم».

وفي مسند الروياني:
* نا محمد بن بشار، نا عبد الصمد، نا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال صلى الله عليه وسلم: «مروا أبا بكر يصلي بالناس».

وعليه، فالحديثُ هو الذي في الصحيحين عينه، إلا أنه من رواية عبد الصمد عن زائدة، اللهمَّ إلا أن يكون عبدُ الصمد حدَّث به مرة على الخطأ، فهو خطأ وينبغي نقل الحديث إلى كتاب الأحاديث المعلة، أو تصحيف قديم في المسند، فينبغي التنبيه عليه،

وفي الحالتين، ينبغي حذفه من الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين،
والله تعالى أجلُّ وأعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير