تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[27 - 08 - 10, 04:15 م]ـ

سلام عليكم

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد

فقد قال الإمام النسائي في كتاب الطهارة، باب 133 من المجتبى:

200 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَأَيُّهُمَا سَبَقَ كَانَ الشَّبَهُ». تحفة 1181 - 116/ 1

فقال أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي (في الصحيح المسند - 43)

هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الصحيحين:

قلت: فاته أن الحديث قد رواه مسلم في صحيحه، لكن قبل النظر في صحيح مسلم، ينبغي أن ننظر في رواية عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة، وهي الرواية التي بين أيدينا:

ففي مسند إسحاق بن راهويه، قال رحمه الله (عن جوامع الكلم)

2159 - أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمَرْأَةُ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ (؟؟): يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ تَجِدُ الْمَرْأَةُ شَهْوَةً؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمِنْ أَيْنَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟ إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا أَوْ سَبَقَ كَانَ الشَّبَهُ

فهذا يدل على أن الرواية التي في المجتبى على الاختصار، وأن إسحاق بن إبراهيم قد روى الحديث عن عبدة بن سليمان بتمامه، في كتابه

وحتى نستوثق، فقد روى الحديث محمد بن إسحاق السرَّاج في حديثه بتخريج الشحامي:

قال رحمه الله (ط/ دار الفاروق):

183 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَرْأَةُ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَجِدُ الْمَرْأَةُ شَهْوَةً؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَمِنْ أَيْنَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا، إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَإِنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا، أَوْ سَبَقَ، كَانَ الشَّبَهُ

والحديث قد أعيد برقم 1854 أيضا

وقد تابع إسحاق بن إبراهيم على الرواية التامَّة هنَّاد بن السري

قال الإمام النسائي في السنن الكبرى له:

[9029] أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: نا عَبْدَةُ، قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمَّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ أَوْ إِحْدَاكُنَّ، فَلْتَغْتَسِلْ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَ يَكُونُ هَذَا؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، وَمَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ فَمِنْ أَيُّهُمَا سَبَقَ، أَوْ عَلا، يَكُونُ الشَّبَهُ

فهذه رواية عبدة وهي متابعة تامَّة - أو قريبة من ذلك، لرواية يزيد بن زريع التي أخرجها مسلم في صحيحه

قال - رحمه الله - في كتاب الحيض:

736 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ حَدَّثَتْ أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِى مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا رَأَتْ ذَلِكِ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ». فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ (قلت: في بعض النسخ: أم سلمة) وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ ذَلِكَ قَالَتْ وَهَلْ يَكُونُ هَذَا فَقَالَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «نَعَمْ فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلاَ أَوْ سَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ». تحفة 18324، 1181 - 311/ 30

(وانظر صحيح ابن حبان 6184)

وبالتالي، فالحديث رواه مسلم في صحيحه، فلا وجه لإخراج هذا الحديث في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين

وكان يكفي من ذلك - حقيقةً -النظر في تحفة الأشراف 1181 مع النكت الظراف، بالإضافة إلى 18324

وحتى نكون قد أوفينا الأمر حقه، فلا بأس أن نذكر روايةً أخرجها ابن حبان، قال:

[6185] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِِسْحَاقُ بْنُ إِِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ كَانَ الشَّبَهُ "

وعبد الله بن محمد الأزدي قريب سنه من سن الإمام النسائي، فقد ولد سنة 213هـ وتوفي سنة 305هـ، فالظاهر أن إسحاق بن راهويه حدثهما من حفظه بأخرة فاختصر الحديث، وإنما الحكم للرواية التي في كتابه (وهو مسند إسحاق بن راهويه)

وأما الكلام الذي قاله الشيخ يحيى بن علي الحجوري في كتابه (تبيين الجهالات ص181)، فقد وددت لو أنه نظر في تحفة الأشراف ولم يقل ما قال

والله تعالى أجل وأعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير