قال الحاكم سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد
وجامعه وعلله الصغير والكبير أكبر دليل على فهمه هذا الشأن وإتقانه له
قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به
وقال أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الحق اليوسفي: الجامع على أربعة أقسام قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بينا وقسم أخرجه وأبان عن علته، وقسم رابع أبان عنه فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء.
ونحوه عن الحافظ ابن القيسراني
ومن جلالة كتابه وعلو مكانته اطلق عليه أبو عبد الله الحاكم وأبو بكر الخطيب اسم الصحة!
وتصحيح الأحاديث وتجريح الرواة وتعديلهم محل اجتهاد بين العلماء
وأبو عيسى أهل للاجتهاد
ولو سلمنا أن الترمذي متساهل نسبيا أو في باب دون باب أو قلنا عنده تساهل
فهذا أمر منهجي
فهو منهج قد ارتآه صوابا عن اجتهاد لا عن هوى أو قلة علم
فالوصف بالتساهل لا ينافي ولا يضاد علو المرتبة في العلم والمعرفة
وقد قال أبو حاتم إن الذهلي بابه السلامة
فهل يقول عاقل أن محمد بن يحيى الذهلي ليس من أئمة الحديث والعلل
وهذا أحمد بن صالح المصري
إمام أهل مصر في العلل والحديث وأعلم أهل عصره بعلل أحاديث الزهري
ومع ذلك في أحكامه بعض التساهل
وهذا أبو حاتم ابن حبان موصوف بالتساهل
لكن انظر في ترجمته وأسماء الكتب التي صنفها والتي سردها الإمام الخطيب عن شيخه الإمام السجزي
تعرف مكانة هذا الإمام من العلل والرجال والتواريخ والفقه
فمن زعم بعد ذلك أن تصحيح الترمذي أو أحكامه على الأحاديث لا يؤخذ بها فقد نادى على نفسه بقلة العلم
أو زعم هذا الزعم في حق ابن حبان
أو قال أن الحافظ أو الألباني أعلم منهما
أو نحو هذه العبارات التي نسمعها ممن لم يعرف قدر أسلافه واغتر بكثرة كلام المتاخرين
بل تعدى الأمر إلى أن بعض الطلبة وغير أهل الاختصاص أهدروا أحكام الترمذي بالكلية
وهذه والله مصيبة ما بعدها مصيبة
وجهل يفوق كل جهل
الخلاصة:
أن أحكام الترمذي كأحكام غيره من أهل العلم
يجوز تقليده فيها كغيره من أهل العلم
ومتى تبين له أنه تساهل في حديث ما وأن الحق في خلاف حكمه تركه كما يترك أحكام غيره من العلماء عندما يترجح له أن الحق في خلافها
والله أعلم
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:44 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أمجد
وكم من حديث أغرب به الترمذي على شيخه البخاري في العلل!! فيا له من حافظ.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:31 م]ـ
بارك الله فيك
أما حفظه فلا يشك فيه من عرف خبر القوم وسيرتهم
فلله أبوه من حافظ!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:33 ص]ـ
وَهَلْ سَلِمَ غَيْرُ التِّرْمِذِيِّ حَتَّى يَسْلَمَ هُوَ!
دَلِيلُ الْمُحَقِّقِينَ الْمُنْصِفِينَ
إِلَى صِحَّةِ مَا ضُعِّفَ مِنْ أحَادِيثِ رِيَاضِ الصَّالِحِينِ
وَقَدْ افْتَتَحْنَا هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ بِقَوْلِنَا: «قد سَلَكْنَا عَلَى الإِنْصَافِ قَصْدَ السَّبِيلِ، وَلا بِدْعَ فِي أَنْ يُعْطَى الْمَحْبُوبُ حُكْمَ السَّغَبِ وَالتَّبْتِيلِ». وَمِنَ الإِنْصَافِ، بَلْ كَمَالِ التَّعَقُّلِ: الانْكِفَافُ عَنِ الأَحْكَامِ الْخَاطِئَةِ فِي حَقِّ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ الْعَارِفِينَ بِأَسْبَابِهِ وَشَرَائِطِهِ، وَأَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ رُفَعَائِهِمْ وَكُبَرَائِهِمْ، فَهُوَ أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ، وَبُحُورِ الْمَعْرِفَةِ بِفُنُونِ الْحَدِيثِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيفِ الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا، فَهِيَ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْصِفُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: «وَمِثْلُ هَذِهِ الْمُصَنَّفَاتِ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَكْثُرَ بِهَا النَّسْخُ، وَيَتَنَافَسَ فِيهَا أَهْلُ الْعِلْمِ، وَيَكْتُبُوهَا، وَيُجَلِّدُوهَا احْرَازَاً لَهَا»، وَتَرْجَمَةُ هَذَا الإِمَامِ الْحُجَّةِ ضَافِيَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ يَضِيقُ الْمَقَامُ هَاهُنَا عَنِ اسْتِيفَاءِهَا.
¥