تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إتحاف المسلم بصحيح مسلم مشروع جديد قديم للتعليق علي صحيح مسلم]

ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:25 ص]ـ

المشروع عبارة عن دراسة تطبيقية لمنهجية الإمام مسلم في صحيحه يقوم بها الأستاذ القاضي التقي ولد محمد عبد الله وهو بحق محدث البلاد الشنقيطية وإن كنتم لم تسمعوا به فلا تستغربوا فقديما قيل إن أهل المغرب ضيعوا علماءهم وسأحاول لاحقا أن أضع ترجمة للشيخ.

اتنهي الأستاذ المحدث من المقدمة وكتاب الإيمان.

فيقول في تقديمه:

(الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فإن إتحاف المسلم بصحيح مسلم ظل عندي شبه مشروع ثلاثين سنة لصعوبة إجراءات البحوث العلمية في السنة النبوية بجهود فردية , ونظرا لتعذر تضافر الجهود الجماعية على البحوث العلمية فلم يبق أمامي إلا أن أقتحم العقبة و أواجه تلك الصعوبات المتنوعة موجها وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا بريئا من المشركين توجه الفقير إلي الغني الحميد متضرعا إليه سبحانه أن يكتبني في ديوان عباده المخلصين. ثم ليعلم طلاب علم الحديث أن العامل في ميراث علم النبوة إذ الم يكن أمامه جديد يبديه مساهمة في تجديد الدين , قد فات الباحثين السابقين , عليه أن يكف عن تسويد البيض , إن صح التعبير. ونظرا إلي إحساسي بأن كل ما كتب عن مسند مسلم الجامع الصحيح , في القديم و الحديث , يفتقر إلي احترام منهجية مسلم من ناحية التطبيق , ومن ثم ألحقنا بعنوان المشروع القديم لفظ: دراسة جديدة تطبيقية لمنهج مسلم)

إلي أن يقول:

(وسيجدون فوق ذلك ما يرونه بعيدا عن المصطلحات كالكلمة التي كتبت عن العدالة في أعلي درجاتها و الجرحة في أسوإ دركاتها , كما أنهم واجدون في ردودنا علي من نسبوا إلي البخاري و مسلم أمورا غير مسندة إليهما أوالى أحدهما صريحا قوة لهجة في تلك الردود مثل التخرص و التكهن فليصبروا حتى يقرؤوا تلك الردود فإن الحق أكبر من الجميع. وحسبنا الله و نعم الوكيل)

ثم يقول:

(أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد , و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة هذا وإنا قد تلقينا صحيح مسلم إجازة عن أربعة مشائخ: الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الحسني التونسي , الشيخ أبو القاسم التواتي ثم الليبي البيضاوي من مدينة البيضاء و الشيخين: أحمد الكتّاني الحسني المغربي نزيل دمشق ابن مولاي جعفر , و محمد بن أحمد الخطيب الحسني الصالحي الدمشقي , و نكتفي بإسناد ابن عاشور الذي أخذناه فيما أخذنا عنه في ربيع الثاني سنة تسعين و ثلاثمائة و ألف للهجرة بتونس إجازة في صحيحي البخاري و مسلم.

قال أما صحيحا البخاري و مسلم فلي فيهما سند عزيز غريب من طريق الفربري في كليهما و هو ما عن جدي العلامة محمد العزيز بوعتور الوزيز عن محمد صالح الرضوي عن عمر بن عبد الكريم عن محمد بن سنة عن أحمد بن موسى بن عُجَيْنٍ اليماني عن محمد النهرواني عن محمد الطاووسي عن بابا يوسف القروي عن محمد بن شاذ بخت الفرغاني عن يحيى الختلاني عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري و عن الإمام مسلم بن الحجاج و لا يعرف سند غير هذا يتصل بالإمامين البخاري و مسلم رضي الله عنهما.

ومن الجدير بالذكر – بداهة – أن الأسانيد التي يتناقلها طلاب العلم في العصور المتأخرة لا يتوقف العمل بالوحي عليها قرآنا و سنة ثابتة لكثرة المجاهيل فيها و المعروفون منهم ليسوا على طريقة أهل الحديث المتقدمين إلا قليلا من المحدثين و لكن المحافظة على الإسناد اقتضته خصائص الأمة المسلمة فيما اختصت به من بين الأمم بالإسناد و إن كان العمل بالوِجادة متعينا عن طريق رواية أهل العلم أمهات السنة لتواتر روايتها إلى مؤلفيها بالوِجادة ومختلف الأصول العتيقة الخطية الموثوق بها و نشرها بعد تصحيحها و تحقيقها من طرف لجان العلماء و الأساتذة المنتخبين للإشراف على التحقيق في الأقطار و الدول الإسلامية فثبتت بذلك نسبة هذه الكتب إلى أصحابها ثبوتا يقينيا و هذا النوع أصبح معمولا به و موثوقا من أوثق صور التحمل.

و من أهم ما يتحف به المسلم في صحيح مسلم أن يقدم له صحيح مسلم مجردا من التبويبات و الترقيمات التي لم يأخذ أصحابها بعين الاعتبار تقسيم مسلم الرواة تقسيما علميا إلى قسمين:

- أهل حفظ و استقامة في الحديث و بعد تقصي أخبار هؤلاء يتبعهم أخبار أهل الصدق المستورين فما بين هذين القسمين و القسم الثالث لا يعرج على حديثهم و لا يتشاغل به في هذا المسند الصحيح سواء كانوا متهمين بوضع الحديث أو ذوي نكارة أو غفلة تغلب عليهم في الحديث).

وسأحاول أن أقدم بعض الفوائد من هذا العمل الذي أسأل الله أن يعين الشيخ علي إكماله:

1 - من أراد تعلم مصطلح الحديث فعليه بمقدمة صحيح مسلم يجد علوم الحديث مازال نبعها صاف لم تخالطها الفنيات بعد

2 - يقول الشيخ ان مسلما طبق منهجيته التي ذكر في المقدمة فأخرج أحاديث من هم أهل حفظ و استقامة في الحديث و بعد تقصي أخبار هؤلاء يتبعهم أخبار أهل الصدق المستورين و القسم الثالث لا يعرج على حديثهم و لا يتشاغل به في هذا المسند الصحيح سواء كانوا متهمين بوضع الحديث أو ذوي نكارة أو غفلة تغلب عليهم في الحديث، ثم يناقش الحاكم والقاضي عياضا وابن الصلاح في كلامهم علي صحيح مسلم.

3 - يقول الشيخ ان هذا التقسيم الثلاثي كان معرفا عند أهل الحديث وذكر عن ابن مهدي تقسيمه لأهل الحديث إلي الحافظ المتقن والغالب علي حديثه الصحة فهؤلاء يحفظ عنهم أي الصنف الأول والصنف الثاني لا يترك حديثهم وآخر يهم والغالب علي حديثه الوهم فهذا يترك حديثه.

يتواصل بإذن الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير