ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[22 - 04 - 09, 09:10 م]ـ
قلت: وهذا لايمنع أن يكون بعض المتأخرين أفضل من بعض الذين شملهم اسم الصحبة كمن ليس له إلاّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلّم حجة الوداع فقط كأئمة الإسلام وعلماء الأمة الذين جمعوا إلى العلم العمل والجهاد في سبيل الله كالأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وابن المبارك والأوزاعي وشيخ الإسلام لاشكّ أنهم أفضل من بعض الصحابة الذين لم يكونوا من العلماء بل كانوا من عامة الناس. والله أعلم
[/ quote]
أخي الفاضل: بارك الله فيك، وأشكرك على الفوائد التي أتحفتنا بها، ولكن جزمك بهذه المسألة أنه قد يوجد في المتأخرين من هو أفضل من آحاد الصحابة فيه نظر.
ومعلوم شرف صحبة النبي صلى الله وفضلها ومكانتها ورؤيته صلى الله عليه وسلم لا يعدلها شئ إذا كان الذي رآه مسلما ومات عليه.
وتأمل بارك الله فيك هذه النصوص السلفية الأثرية من أقوال الأئمة
أخبرنا أبو بكر المروذي قال قلت لأبي عبد الله أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال معاوية أفضل لسنا نقيس بأصحاب رسول الله أحدا قال النبي خير الناس قرني الذي بعثت فيهم // إسناده صحيح
أخبرني عصمة بن عصام قال ثنا حنبل قال سمعت أبا عبدالله وسئل من أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز قال من رأى
رسول الله وقال رسول الله خير الناس قرني // إسناده صحيح
أخبرني يوسف بن موسى وأحمد بن الحسين بن حسان أن أبا عبدالله قيل له هل يقاس بأصحاب رسول الله أحد قال معاذ الله قيل فمعاوية أفضل من عمر بن عبدالعزيز قال أي لعمري قال النبي خير الناس قرني // إسناده صحيح
سمعت أبا بكر بن صدقة يقول حدثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت أبا أسامة وذكروا له معاوية وعمر بن عبدالعزيز فقال لا يقاس بأصحاب النبي أحدا قال رسول الله خير الناس قرني // إسناده صحيح
أخبرني أبو بكر المروذي قال كتب إلينا علي بن خشرم قال سمعت بشر بن الحارث يقول سئل المعافى وأنا أسمع أو سألته معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز فقال كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز // إسناده صحيح
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة:
وأما ما اختص به الصحابة رضوان الله عليهم وفازوا به من مشاهدة طلعته ورؤية ذاته المشرفة المكرمة فأمر من وراء العقل إذ لا يسع أحد أن يأتي من الأعمال وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يماثله ومن ثم سئل عبد الله ابن المبارك وناهيك به جلالة وعلما أيما أفضل
معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال الغبار الذي دخل أنف فرس معاوية مع رسول الله خير من عمر ابن عبد العزيز كذا وكذا مرة
أشار بذلك إلى أن فضيلة صحبته ورؤيته لا
يعدلها شيء
وقال أيضاً:
فالصواب ما قاله جمهور العلماء سلفا وخلفا لما يأتي وعلم من قول أبي عمر إلا أهل بدر والحديبية
أن الكلام في غير أكابر الصحابة ممن لم يفز إلا بمجرد رؤيته وقد ظهر أنه فاز بما لم يفز به من بعده وأن من بعده لو عمل ماعساه أن يعمل لا يمكنه أن يحصل ما يقرب من هذه الخصوصية فضلا عن أن يساويها هذا فيمن لم يفز إلا بذلك فما بالك بمن ضم إليها أنه قاتل معه أو في زمنه بأمره أو نقل شيئا من الشريعة إلى من بعده أو أنفق شيئا من ماله بسببه فهذا مما لا خلاف في أن أحدا من الجائين بعده لا يدركه ومن ثم قال تعالى "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"اهـ. الحديد (10)
واعلم أن هذا المعتقد - وهو أفضلية الصحابة مطلقا- هو الأكمل في محبة النبي صلى الله وتعظيمه.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[23 - 04 - 09, 05:06 م]ـ
((حرره المشرف، ونرجو عزو الكلام لأهل العلم وعدم الاجتهاد في مسائل تكلم فيها السلف))
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[23 - 04 - 09, 05:54 م]ـ
السّؤال: ما حكم من قال بأن أفراد قبيلته أو منطقته أفضل عنده من الصحابة، وكذلك قوله عن بلال _رضي الله عنه_: بلال عبد, والرجل من قبيلتي أو منطقتي أفضل منه؟
الجواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
هذا كلام منكر قبيح لا يصدر عمن يؤمن بالله ورسوله فقد دل القرآن والسنة المتواترة أن الصحابة _رضي الله عنهم_ خير هذه الأمة, فلا يجوز أن يفضل عليهم أحد جاء بعدهم ولو كان من العلماء أو العبّاد الصالحين, فكيف بتفضيل عامي جاهل أو فاسق, والحامل لصاحب هذا القول المنكر هو التعصب للقبيلة والعشيرة أو الوطن, وهو من سمات أهل الجاهلية, ومن آثر محبوباته على محبة الله ورسوله, ومحبة ما يحب فهو من الفاسقين الخارجين عن طاعة الله, قال الله تعالى: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" (التوبة 24) , فمن فضل آحاد قبيلته أو أهل بلده على أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فإنه يبين له ويعرف بضلاله, فإن رجع وإلا ضربت عنقه كافراً مرتداً؛ لأنه معاند لله ورسوله متبعُ لهواه, نعوذ بالله من الخذلان وطاعة الشيطان, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
العلاّمة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
المصدر ( http://islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=1342&id=17349)
¥