تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجزم ابن عبد السلام بالإزالة دون الفناء، وقرر ذلك بأنه لا يلزم أنيكون انتقالها موجبا لموته، بل يجوز أن يبقى الجسد حيا، لأن موت الجسد بمفارقةالروح ليس بواجب عقلا، بل بعادة أجراها الله تعالى في بعض خلقه.

ونظيره انتقال أرواح الشهداء إلى أجواف طيور خضر تسرح في الجنة.

وقال شيخنا شيخ الإسلام: ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحالفيه، بل يجوز أن يكون الآتي هو جبريل بشكله الأصلي، إلا أنه انضم فصار على قدر هيئةالرجل، وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته، ومثال ذلك القطن إذا جمع بعد أن كان منتفشافإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير.

وهذا على سبيل التقريب، والحق أن تمثل الملك رجلا، ليس معناه أنذاته انقلبت رجلا، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه.

والظاهر أيضا أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، بل يخفى على الرائيفقط.

والله أعلم.

قوله: (فيكلمني) كذا للأكثر، ووقع في رواية البيهقي من طريقالقعنبي عن مالك " فيعلمني " بالعين بدل الكاف، والظاهر أنه تصحيف، فقد وقع فيالموطأ رواية القعنبي بالكاف، وكذا للدار قطني في حديث مالك من طريق القعنبيوغيره.

قوله: (فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحه " وهو أهونهعلى ".

وقد وقع التغاير في الحالتين حيث قال في الأول: " وقد وعيت " بلفظ الماضي، وهنا " فأعي " بلفظ الاستقبال، لأن الوعي حصل في الأول قبل الفصم، وفي الثاني حصل حال المكالمة، أو أنه كان في الأول قد تلبس بالصفات الملكية فإذاعاد إلى حالته الجبلية، كان حافظا لما قيل له فعبر عنه بالماضي، بخلاف الثاني فإنهعلى حالته المعهودة.

قوله: (قالت عائشة) هو بالإسناد الذي قبله، وإن كان بغير حرفالعطف كما يستعمل المصنف وغيره كثيرا، وحيث يريد التعليق يأتي بحرف العطف.

وقد أخرجه الدارقطني في حديث مالك من طريق عتيق بن يعقوب عن مالكمفصولا عن الحديث الأول، وكذا فصلهما مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام. ونكتة هذاالاقتطاع هنا اختلاف التحمل، لأنها في الأول أخبرت عن مسألة الحارث، وفي الثانيأخبرت عما شاهدت تأييدا للخبر الأول.

قوله: (ليتفصد) بالفاء وتشديد المهملة، مأخوذ من الفصد وهو: قطع العرق لإسالة الدم، شبه جبينه بالعرق المفصود مبالغة في كثرة العرق.

وفي قولها: " في اليوم الشديد البرد " دلالة على كثرة معاناةالتعب والكرب عند نزول الوحي، لما فيه من مخالفة العادة، وهو كثرة العرق في شدةالبرد، فإنه يشعر بوجود أمر طارئ زائد على الطباع البشرية.

وقوله: " عرقا " بالنصب على التمييز، زاد ابن أبي الزناد عنهشام بهذا الإسناد عند البيهقي في الدلائل: " وإن كان ليوحى إليه وهو على ناقتهفيضرب حزامها من ثقل ما يوحى إليه ".

(تنبيه): حكى العسكري في التصحيف عن بعض شيوخه أنه قرأ " ليتقصد " بالقاف، ثم قال العسكري: إن ثبت فهو من قولهم: تقصد الشيء إذا تكسروتقطع، ولا يخفى بعده انتهى.

وقد وقع في هذا التصحيف أبو الفضل بن طاهر، فرده عليه المؤتمنالساجي بالفاء، قال: فأصر على القاف، وذكر الذهبي في ترجمة ابن طاهر عن ابن ناصرأنه رد على ابن طاهر لما قرأها بالقاف، قال: فكابرني. (1/ 22)

قلت: ولعل ابن طاهر وجهها بما أشار إليه العسكري.

والله أعلم.

وفي حديث الباب من الفوائد - غير ما تقدم - إن السؤال عن الكيفيةلطلب الطمأنينة لا يقدح في اليقين، وجواز السؤال عن أحوال الأنبياء من الوحي وغيره، وأن المسؤول عنه إذا كان ذا أقسام يذكر المجيب في أول جوابه ما يقتضي التفصيل.

والله أعلم.

ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ

أصلح كتابة الآيات بارك الله فيك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير