تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا أهل الحديث أبشروا بحسن الخاتمة، لا يموتنّ احدكم إلا وهو يحسن الظنّ بربه

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 04 - 09, 04:32 م]ـ

قال الحافظ الذهبي رحمه الله:

قال أبو جعفر محمد بن علي، وراق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة بماشهران، وهو في السوق [يقصد سكرات الموت] وعنده أبو حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان، وغيرهم، فذكروا حديث التلقين: " لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله " واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث.

فقال ابن وارة: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن أبي، ولم يجاوزه .... [أي نسي باقي الإسناد]

وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز .... ، والباقون سكتوا.

فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ ابن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة " وتوفي، رحمه الله. السير (13/ 76 ـ 77)،

وأخرج أصلها مختصرة بالسند العالي ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل، فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق جبينه في النزع فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟ فقال محمد بن مسلم: يروي عن معاذ بن جبل - فمن قبل أن يستتم رفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال: روي عبد الحميد ابن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. فصار البيت ضجة ببكاء من حضر. التقدمة (ص 346).

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أحمد بن إسماعيل ابن عم أبي زرعة يقول: سمعت أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أشتاق إلى رؤيتك، فإن قال لي بأيّ عمل اشتقت إليّ؟ قلت: برحمتك يا رب. تقدمة الجرح والتعديل (ص 346).

الله أكبر الله أكبر

ربّاه هل من عودة لأولئك الأخيار.

ربّاه إنّا أحببناهم حبّا خالط شغاف قلوبنا، ولم نعمل ولن نعمل بعملهم، فهل ستلحقنا بهم ربّاه

إخوتي في الله لمثل هذه القصص تُسكب العَبَرات، وتصعد الزفرات، وتعظم الحسرات، وليس لنا إلاّ رحمة ربّ الأرض والسماوات.

ملاحظة: ما بين معقوفتين من إضافتي زيادة في التوضيح.

علّق أخي أبو حمزة المسيلي وفقه الله فقال: لكن ابن وارة لم "ينس" و لم "ينقطع لهول الموقف"ولكنه تظاهر بالنسيان ــ كماتظاهر الآخرون ــ حتى يتلفظ أبو زرعة بالشهادة. اهـ

قلت: وهو الأقرب.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير