تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أوْهَامُ الرَّائدِ في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ

ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:11 م]ـ

أوْهَامُ الرَّائدِ

في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ

(وَقَفَاتٌ مَعَ كُتُبِ ودَوْرَاتِ الشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى)

تَألِيْفُ

ذِيَاب بن سَعد آل حمدَان الغَامديّ

الطَّبْعَةُ الأوْلى

(1430)

3

إلَّا لمَنْ أرَادَ طَبْعَهُ وتَوْزِيْعَهُ مَجَّانًا

بَعْدَ أخْذِ الأذْنِ مِنَ المُؤلِّفِ

بِسمِ الله الرَحمن الرَّحِيم

الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيْهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ خَاتَمِ الأنْبِيَاءِ والمُرْسَلِيْنَ، وعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ الغُرِّ المَيَامِيْنَ، وعلى مَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ.

أمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ رِسَالَةٌ تَصْحِيْحِيَّةٌ ومُذَاكَرَةٌ أخَوِيَّةٌ؛ أرْسَلْتُهَا بقَلَمِ النَّصِيْحَةِ، وقَيَّدْتُهَا بالأقْوَالِ الصَّرِيْحَةِ لرُوَّامِ الحَدِيْثِ، وحُفَّاظِهِ مِنْ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ، ولاسِيَّما هَذِهِ الأيَّامَ الَّتِي أشْرَقَتْ بَعْدَ ظُلْمَةٍ، وتَبَصَّرَتْ بَعْدَ غَفْلَةٍ.

نَعَم؛ فَإنَّ إقْبَالَ النَّاشِئَةِ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ هَذِهِ الأيَّامَ إلى حِفْظِ الحَدِيْثِ ومُذَاكَرَتِهِ، وإلى فَهْمِهِ ومُدَارَسَتِهِ ... مِمَّا يُبَشِّرُ بخَيْرَي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، كَما يُبَشِّرُ بعَوْدَةِ الأمَّةِ إلى بَصَائِر طَرِيْقِهَا، وتَصْحِيْحِ مَنْهَجِهَا الأثَرِيِّ السَّلَفِيِّ.

فحَيْهَلا؛ بطُلَّابِ السُّنَّةِ أهْلِ الوُجُوْهِ النَّظِرَةِ، أهْلِ القُلُوْبِ النَّيِّرَةِ يَوْمَ نَرَاهُم لا يَلْوُنَ على أحَدٍ غَيْرَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ حِفْظًا وفَهْمًا.

وأيْمُ الله! إنَّني أكْتُبُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ وكُلِّي فَرَحٌ وسُرُوْرٌ بهَذِهِ الجُمُوْعِ المُشْرِقَةِ، وهَذِهِ الدَّوْرَاتِ المُوَفَّقَةِ الَّتِي أخَذَتْ على نَفْسِهَا إحْيَاءَ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ (بَعْدَ طُوْلِ قَطِيْعَةٍ!)، وذَلِكَ بحَمْلِ أبْنَائِنَا على حِفْظِ الأحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ: ابْتِدَاءً بالصَّحِيْحَيْنَ، ومُرُوْرًا بالسُّنَنِ الأرْبَعِ، وانْتِهَاءً بالمَسَانِيْدِ في غَيْرِهَا مِنْ أمَّاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، فَلَهُمْ مِنَّا الدُّعَاءُ المَوْفُوْرُ، والشَّكْرُ المَوْصُوْلُ، والله مِنْ وَرَائِهِم حَافِظًا ومُؤيِّدًا، ومِنْ بَيْنِ أيْديْهم نَاصِرًا ومُسَدِّدًا!

* * *

ثُمَّ اعْلَمْ يَا رَعاكَ الله؛ بأنَّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ لَيْسَتْ جَارِيَةً في ذِكْرِ السُّنَّةِ وفَضْلِهَا، ولا في بَيَانِ أهَمِّيَّةِ فَهْمِهَا وحِفْظِهَا ... بَلْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ جَاءَتْ تَصْحِيْحًا لطَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ، واسْتِدْرَاكًا لتَقْوِيْمِ بَعْضِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما تَصْحِيْحُ بَعْضِ الأخْطَاءِ الحَاصِلَةِ في طَرَائِقِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، كَما هُوَ جَارٍ عِنْدَهُم في تَنْهِيْجِ حِفْظِ السُّنَّةِ مِنْ خِلالِ كُتُبِ: «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ثُمَّ الرُّجُوْعُ على حِفْظِ «أفْرَادِ» كُلٍّ مِنْهُمَا على الآخَرِ، ثُمَّ التَّعْرِيْجُ على حِفْظِ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» بَعْضِهَا على بَعْضٍ، وهَكَذَا في تَرَاتِيْبَ مَطْرُوْحَةٍ، مِنْ خِلالِ دَوْرَاتٍ عِلْمِيَّةٍ، وجُهُوْدٍ فَرْدِيَّةٍ ... الأمْرُ الَّذِي يَحْمِلُنَا جَمِيْعًا أنْ نَقِفَ مَعَ هَذِهِ الطَّلائِعِ السَّلَفِيَّةِ، والبَشَائِرِ الأثَرِيَّةِ المُقْبِلَةِ على حِفْظِ السُّنَّةِ بشَيءٍ مِنَ النَّصِيْحَةِ الأخَوِيَّةِ، والاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّة وغَيْرَهُ ممَّا اسْتَوْجَبَتْهُ الأُخُوَّةُ الإيْمانِيَّةُ بَيْنَنَا، و فَرَضَتْهُ الطَّرِيْقَةُ الأثَرِيَّةُ عَلَيْنَا، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.

* * *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير