تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكَذَا مِنْ فَوَائِدِ حِفْظِ الصَّحِيْحَيْنِ: مَعْرِفَةُ الكُتُبِ الشَّارِحَةِ «للصَّحِيْحَيْنِ»، سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ كُتُبِ الشَّرْحِ أو الاسْتِدْرَاكِ أو التَّخْرِيْجِ أو الإلْزَامِ أو الاخْتِصَارِ.

ومِنْهَا أيْضًا: مَعْرِفَةُ رِجَالِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ومَعْرِفَةِ الكُتُبِ الَّتِي تَضَمَّنَتْ رِجَالَ «الصَّحِيْحَيْنِ» في غَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ العِلَلِ والتّعْلِيْقَاتِ والغَرِيْبِ.

ومِنْهَا: مَعْرِفَةُ وتَمْييِزُ الأحَادِيْثِ الأصُوْلِ في «الصَّحِيْحَيْنِ» مِنْ غَيْرِهَا مِنْ أحَادِيْثِ المُتَابَعَاتِ والشَّوَاهِدِ ممَّا هِي في الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ في الصِّحَّةِ، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ عِنْدَ أهْلِ المَعْرِفَةِ بالحَدِيْثِ والرِّجَالِ، وغَيْرَهُ كَثِيرٌ جِدًّا لا يَسْتَطِيْعُ الإحَاطَةَ بِهَا إلَّا مَنْ مَارَسَ حِفْظَ «الصَّحِيْحَيْنِ»، أو دَاوَمَ مُطَالَعَتَهُمَا، أو أنْعَمَ النَّظَرَ في مَجْمُوْعِ شُرُوْحِهِمَا، والله أعْلَمُ.

* * *

الاسْتِدْرَاكُ الثَّاني عَشَرَ: ومِنْهَا أنَّ الحَافِظَ للجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ قَدْ يَغْرُبُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ ضَبْطِ اسْمِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ الوُقُوْفَ على اسْمَيْهِمَا لهُمَا مِنَ الفَوَائِدِ والعَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ الشَّيءُ الكَثِيْرُ.

ولَوْ لم يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إلَّا أنَّ الطَّالِبَ يَعْلَمُ: أنَّ البُخَاريَّ ومُسْلمًا لم يَقْصِدَا بكِتَابَيْهِمَا الإحَاطَةَ بجَمِيْعِ الأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ، وأنَّهمَا أيْضًا لم يَقْصِدَا جَمْعَ وذِكْرَ الآثَارَ والمَوْقُوْفَاتِ والمَقْطُوْعَاتِ والبَلاغَاتِ وغَيْرَهَا ممَّا هُوَ ظَاهِرٌ مِنْ عِنْوَانِ اسْمِ كِتَابَيْهِمَا ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftn4)) .

يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ اسْمَيْ كِتَابَيْهِمَا يَدُلَّانِ على مَنَاهِجَ حَدِيْثِيَّةٍ، ومَعَانٍ عِلْمِيَّةٍ، كَمَا هُوَ مَأخُوْذٌ ومُتَلَقَّى مِنَ الاسْمِ والعِنْوَانِ، كَما يَلي:

فَأمَّا اسْمُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ: فَهُوَ: «الجَامِعُ المُسْنَدُ الصَّحِيْحُ المُخْتَصَرُ مِنْ أمُوْرِ رَسُوْلِ الله r، وسُنَنِهِ وأيَّامِهِ»، كَمَا وَضَعَهُ الإمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أبو عَبْدِ الله محَمَّدُ بنُ أسْماعِيْلَ البُخَارِيُّ الجُعْفِيُّ رَحِمَهُ الله (256)، وأمَّا اسْمُ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ: فَهُوَ «المُسْنَدُ الصَّحِيْحُ المُخْتَصَرُ مِنَ السُّنَنِ بنَقْلِ العَدْلِ عَنِ العَدْلِ عَنْ رَسُوْلِ الله r»، كَمَا وَضَعَهُ الإمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أبو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشيْريُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَحِمَهُ الله (261)، وحَسْبُكَ أنَّ في هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ مِنَ الفَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ، والدُّرَرِ العِلْمِيَّةِ، والنُّكَاتِ البَدِيْعَةِ الشَّيءَ الكَثِيرَ الكَثِيْرَ ممَّا يَعْرِفُهُ أهْلُ الصِّنَاعَةِ الحَدِيْثِيَّةِ، والمُشْتَغِلِيْنَ بمُطَالَعَةِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، ولَيْسَ هَذَا مَحلَّ بَسْطِهَا، والله المُوَفِّقُ.

وهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ والتَّعَقُّبَاتِ على مَنِ اسْتَعَاضَ بحِفْظِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ» عَنِ حِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما ممَّنْ أعْطَاهُ الله هِمَّةً عَالِيَةً، وأعْطَاهُ عَزِيْمَةً قَوِيَّةً، وآتَاهُ ذَاكِرَةً صَافِيَةً، ورَزَقَهُ صَبْرًا وجَلَدًا في حِفْظِ ودِارَسَةِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، فَهَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتُ وغَيْرُهَا قَدْ تَجَاوَزْنَا ذِكْرَهَا خَشْيَةَ الإطَالَةِ والمِلالِ، والله الهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ.

[/ URL]([1]) ويَدْخُلُ في مَعْنَاهَا كُتُبُ الأفْرَادِ!

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref1)([2]) قُلْتُ: إنَّ مَا ذَكَرَهُ الدِّهْلِويُّ عَنْ خُمُوْلِ ذِكْرِ بَعْضِ الكُتُبِ؛ مُسْتَدْرَكٌ ومُنْتَقَدٌ، بَلْ لا يُسَلَّمُ لَهُ فِيْمَا ذَكَرَهُ وقَالَهُ، ولاسِيَّما عَنْ مُسْنَدِ أبي يَعْلى، وكُتُبِ البَيْهَقِي وغَيْرِهِمَا!

([3]) لاشَكَّ أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله لم يَكْتُبْ في صَحِيْحِهِ إلَّا أسْماءَ الكُتُبِ فَقَطُ، أمَّا أسْماءُ الأبْوَابِ فَلَمْ يُبَوِّبْهَا، بَلْ سَاقَ أحَادِيْثَ الكِتَابِ على التَّرتِيْبِ الفِقْهِيِّ، لِذَا فَإنَّ هَذِهِ التَّبْوِيْبَاتِ المَوْجُوْدَةَ في كِتَابِهِ هِيَ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ الشُّرَّاحِ والمُخَرِّجِيْنَ والمُخْتَصِرِيْنَ لكِتَابِهِ، ومِنْ هَؤلاءِ محي الدِّيْنِ النَّووِيُّ رَحِمَهُ الله، وإنْ كَانَ تَبْوِيْبُ أبي العَبَّاسِ القُرْطُبيِّ قَبْلَهُ أجْوَدَ مِنْهُ صِنَاعَةً، والله أعْلَمُ!

[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref3)([4]) لاشَكَّ أنَّ المَوْقُوْفَاتِ والآثَارَ وغَيْرَهَا المَوْجُوْدَةَ في «الصَّحِيْحَيْنِ» لم تَكُنْ مَقْصُوْدَةً بالتَّألِيْفِ؛ بَلْ تَأتي عِنْدَهُمَا تِبَاعًا؛ خِلافًا لذِكْرِ الأحادِيْثِ المَرْفُوْعَةِ، والله أعْلَمُ!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير