تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:42 م]ـ

البَابُ الثَّاني

النَّقْدُ والاسْتِدْرَاكَاتُ لكِتَابِ

«الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ»

للشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى

لاشَكَّ أنَّ الشَّيْخَ يَحْيَى اليَحْيَى حَفِظَهُ الله لَهُ آثَارُ حَسَنَةٌ، وجُهُوْدٌ مَشْكُوْرَةٌ في إحْيَاءِ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ سَوَاءٌ في بِلادِ الحَرَمَيْنِ أو في غَيْرِهَا مِنَ بِلادِ المُسْلِمِيْنَ؛ حَيْثُ أجْرَى الله على يَدَيْهِ قِيَامَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ في ضَبْطِ السُّنَّةِ، ودَفْعِ الطُّلَّابِ إلى حِفْظِهَا، في غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الجُهُوْدِ الحَدِيْثِيَّةِ الَّتِي تَنْتَظِمُ في عِقْدِ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، ولا نُزَكِّيْهِ على الله تَعَالى!

كَمَا أنَّني أذَكِّرُ نَفْسِي والشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله بحَدِيْثِ النَّبِيِّ r : « مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أجْرُهَا وأجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُوْرِهِم شَيءٌ ... »، وقَوْلِهِ r : « مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» أخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ.

* * *

ونَحْنُ مِنْ خِلالِ ثَنَائِنَا على هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، وعلى جُهُوْدِ القَائِمِيْنَ عَلَيْهَا لا نَقْطَعُ بسَلامَتِهَا مِنَ الخَطَأ والاسْتِدْرَاكِ، لأنَّهُ قَدْ بَاتَ لَدَى عُقَلاءِ بَنِي آدَمَ: أنَّ كُلَّ عَمَلٍ أو كِتَابٍ يَقُوْمُ بِهِ البَشَرُ؛ فَهُوَ عُرْضَةٌ للنَّقْدِ والنَّقْصِ؛ لأنَّ الله تَعَالى لم يَكْتُبِ الحِفْظَ والكَمَالَ إلَّا لكِتَابِهِ العَزِيْزِ، لأجْلِ هَذَا فَقَدْ وَقَعَ نَظَرِي على بَعْضِ الاسْتِدْرَاكَاتِ المَوْجُوْدَةِ في كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى، فَكَانَ ذِكْرُنَا لهَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتِ مِنْ وَاجِبِ النَّصِيْحَةِ، ومِنْ إبْرَاءِ الذِّمَّةِ في حَقِّ السُّنَّةِ وأهْلِهَا، ولاسِيَّما في حَقِّ «الصَّحِيْحَيْنِ» عَلَيْنَا وعلى الأمَّةِ أجْمَعَ!

ومِنْ قَبْلُ؛ فَإنَّ كُلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ في البَابِ الأوَّلِ مِنْ مُلاحَظَاتٍ واسْتِدْراكَاتٍ على عَامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» وغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»؛ فَإنَّها جَارِيَةٌ والحَالَةُ هَذِهِ على كُتُبِ الشَّيْخِ اليَحْيَى، بطَرِيْقِ الأوْلى أو اللُّزُوْمِ.

عِلمًا أنَّني هُنَا لم أتَتَبَّعْ جَمِيْعَ مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ»، بَلْ إنَّني وَقَفْتُ مَعَ المُقَدِّمَةِ الَّتِي خَطَّهَا الشَّيْخُ كمَنْهَجٍ للتَّألِيْفِ فَقَطُ، كَمَا وَقَفْتُ أيْضًا مَعَ أوَّلِ حَدِيْثَيْنِ ذَكَرَهُمَا الشَّيْخُ في أوَّلِ كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لقَصْدِ التَّمْثِيْلِ والاعْتِبَارِ، لَيْسَ إلَّا.

لِذَا فَإنَّني لم أقِفْ أو أتَتَبَّعْ كُلَّ مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى في كُتُبِهِ، عِلْمًا أنَّ مَا ذَكَرْتُهُ مِنْ تَعْقِيْبٍ أو اسْتِدْرَاكٍ على مُقَدِّمَتِهِ وعلى أوَّلِ حَدِيْثَيْنِ عِنْدَهُ لهُوَ كَافٍ في الحُكْمِ عَلَى كُتُبِهِ: وذَلِكَ بلُزُوْمِ الاسْتِعَاضَةِ عَنْهَا بحِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ» وغَيْرِهِمَا مِنْ أُصُوْلِ السُّنَّةِ، وعلى هَذَا اقْتَضَى التَّنْبِيْهُ، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.

* * *

ثُمَّ أمَّا بَعْدُ؛ فَهَذِهِ بَعْضُ الاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّةِ، والتَّعَقُّبَاتِ الحَدِيْثِيَّةِ على كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ العَشَرَةِ» على وَجْهِ الاخْتِصَارِ، وطَرَفِ الاعْتِبَارِ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير