تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(قضايا حديثيه): من صنف مسند الإمام أبي داود الطيالسي رحمه الله؟]

ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 10:56 ص]ـ

[(قضايا حديثيه): من صنف مسند الإمام أبي داود الطيالسي رحمه الله؟]

للاخ الفاضل المحقق خليل بن محمد العربي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

قضايا حديثية

[مَنْ صنف \"مسند\" أبي داود الطيالسي؟]

إخواني أهل الحديث وفقنا الله وإياكم لمرضاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى عليكم مدى أهمية إثبات نسبة كل كتاب لمصنفه حتى لا يتم عزو قول ما إلى غير قائله، أو نسبة وهم لغير صاحبه، أو معرفة منهج صاحب هذا المصنف من خلال دراسة مصنفه… إلى آخره.

ومما استرعى انتباهي "مسند" الإمام أبي داود الطيالسي -رحمه الله تعالى- حيث اختلفت آراء العلماء فيمن صنفه -فيما وقفت عليه- على أربعة أقوال:

القول الأول: أنه من تصنيف يونس بن حبيب.

القول الثاني: أنه من تصنيف أبي داود الطيالسي نفسه.

القول الثالث: أنه من تصنيف أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي.

القول الرابع: أنه من جمع بعض المتأخرين من حفاظ خراسان.

وسنذكر -بحول الله وقوته- بيان كل قول على حده، مع ذكر القائلين به، مشفوعاً بأدلته، مع ذكر الراجح منه:

القول الأول: أنه من تصنيف يونس بن حبيب:

وممن قال بذلك:

1 - ابن أبي حاتم الرازي: صرح بذلك في موضعين من تصانيفه وهما:

أ-الجرح والتعديل (5/ 273 رقم 1293)، فقد قال - رحمه الله تعالى- لما ترجم لعبد الرحمن بن علقمة الثقفي: "أدخله يونس بن حبيب في كتاب - وفي نسخة من الجرح:

مسند، وكذا جاء في الإصابة 4/ 173 - الوحدان، فأخبرت أبي بذلك فقال: هو تابعي، ليست له صحبة".

فهذا تصريح بيِّن من ابن أبي حاتم بأن يونس بن حبيب هو الذي أنشأ "مسند" الطيالسي، وجعله على مسانيد الصحابة -رضي الله عنهم- بدليل أنه هو الذي أدخل عبد الرحمن الثقفي في مسانيد الصحابة من الوحدان -يعني ممن لم يروي إلا حديثاً واحداً-.

وإن قال قائل: بأن هذا القول يُعد أيضاً من قول أبي حاتم الرازي نفسه لإقراره لابنه على ذلك لما أبعد.

تنبيه:

جاء في ترجمة عبد الرحمن بن علقمة الثقفي المشار إليه آنفاً وإسناد حديثه من "مسند" الطيالسي (ص190 رقم 336) محرفاً، وقد جاء على الصواب عند النسائي في الصغرى (6/ 279) فليصحح.

ب- كتاب "علل الحديث" (2/ 288 رقم 369)، فقد قال -رحمه الله تعالى- لما ذكر حديثاً رواه أبو داود الطيالسي من طريق أبي أيوب الأزدي: "ولم يفهم يونس بن حبيب أن أبا أيوب الأزدي هو العتكي، فأدخله في مسند أبي أيوب الأنصاري".

قلت: وهذه الرواية في "مسند" الطيالسي (ص81 رقم 596).

وفي هذين القولين من ابن أبي حاتم دليل واضح على أن "مسند" الطيالسي هو من تصنيف يونس بن حبيب.

وحسبك بذلك حجة من ابن أبي حاتم، فهو من أعلم الناس بيونس بن حبيب، وأكثر الناس رواية عنه.

2 - ابن حبان البستي:

فقد ذكر يونس بن حبيب في "الثقات" (9/ 291) وقال: "صاحب مسند أبي داود الطيالسي".

وكلمة "صاحب" هذه لا تقال إلا على من صنف الكتاب لا من رواه عن مصنفه.

ولو أن ابن حبان يرى أن هذا "المسند" هو من تصنيف أبي داود الطيالسي لقال في يونس بن حبيب: "راوي مسند أبي داود الطيالسي" وهذا أمر معلوم.

3 - شمس الدين الذهبي:

قال -رحمه الله تعالى- في السير (9/ 382) في ترجمة أبي داود الطيالسي: "سمع يونس بن حبيب عدة مجالس مفرقة، فهي المسند الذي وقع لنا".

ويعني الذهبي بذلك: أن ما وصل إلينا من "مسند" الطيالسي هي عدة مجالس أملاها أبو داود، فجمعها يونس بن حبيب، وجعلها على ترتيب "المسند".

قلت: وثمة دليل آخر –قطعي- يثبت أن "المسند" هو من تصنيف يونس بن حبيب:

وهو ما جاء في المسند (ص 174 رقم 1238): "…حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا يونس بن حبيب قال: أحاديث حارثة بن وهب -رضي الله عنه- حدثنا أبو داود الطيالسي…".

وكذلك في (ص346 رقم 2650): "…ثنا أبو بشر يونس بن حبيب قال: أبو العالية الريحاني عن ابن عباس - رضي الله عنهم- حدثنا أبو داود…".

ففي هذين الموضعين ترى أن يونس بن حبيب هو الذي صرح بأسماء الصحابة الذين سيورد لهم أحاديثهم فيما رواه عن شيخه أبي داود الطيالسي.

ولو أن أبا داود الطيالسي هو الذي صنف "المسند" لنسبت هاتان العبارتان له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير