[التجرؤ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[09 - 05 - 09, 12:17 م]ـ
كتب أحد الكتّاب (الهواة) مقالاً عن أبي بكر رضي الله عنه معتمداً فيه على رواية منكرة!! وأظهر فيه هذا الكاتب (قلة أدب واحترام) لأبي بكر رضي الله عنه.
دين ودينار
نزاع حدودي بين أبي بكر وربيعة!!
تاريخ النشر: 30/ 04/2009 - 11:47 م
محمد الشرافي
إليكم هذه القصة التي يرويها ربيعة الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة، قال: وجاءت الدنيا. فقال أبو بكر: هذه في حدي، فقلت: لا، بل هي في حدي. قال: فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم عليها. فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصاً، فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً، قال: والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصاً وإلا استعديت عليك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً قال فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي ــصلى الله عليه وسلم وجعلت أتلوه ــ أي أتبعه ــ فقال أناس من أسلم أي من قبيلته يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال ويستعدي عليك. فقلت أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر، هذا ثاني اثنين، هذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله لغضبهما، فيهلك ربيعة. قال: فرجعوا عني وانطلقت أتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الذي كان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ربيعة مالك والصديق؟ فقلت مثل ما قال أي كما ذكر الصديق كان كذا وكذا فقال لي قل مثل ما قلت لك فأبيت أن أقول له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك، ولكن قل: يغفر الله لك يا أبا بكر. قال فولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبكي». رواه الحاكم في مستدركه وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
أيعقل أن الغني الثري ينازع المولى الفقير في نخلة واحدة من أرض ليست من كسب أحدهما إنما هي هبة وأعطية؟ أيتصور أن يحتد النزاع على هذه النخلة ليصل إلى حد الشتيمة من الموصوف باللين والرقة؟ ثم ماذا عساها هذه النخلة أن تساوي في جنب الملايين التي أنفقها أبو بكر في سبيل الله حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أمّن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر».
هي والله طبائع التجار، يتصدق الرجل منهم بآلاف الدنانير ثم هو يساوم البائع على دينار ويجادل العامل على درهم! هو يظن أن رأس ماله عقله التجاري فلا يحب أن يغلبه عليه أحد. وقد قال رجل لعبد الله بن جعفر ــ رضي الله عنه ــ: تماكس - أي تساوم - في درهم، وأنت تجودُ من المال بكذا وكذا؟ فقال: ذاكَ مالي جُدْتُ به، وهذا عقلي بخلت به.
ولا أحسب النخلة إلا في أرض أبي بكر وساءه أن يدعيها ربيعة - حسب ظنه - وكان لربيعة أن يأخذها بطيب نفس ومعها غيرها كثير، فلما ادعاها بانت طبائع التجار عند الصديق وجاءت الدنيا فجادل ونازع وشتم رضي الله عنهما، ثم ندم الصديق وسارع إلى التوبة فترك النخلة ومعها الأرض أيضاً، ورجع إلى المسامحة لقول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). لقد كانوا بشراً لم يخرجوا من عباءة بشريتهم ليكونوا ملائكة في الأرض، ولكنهم كانوا أسمى مقامات البشرية بعد النبوة.
نعم ... يغفر الله لك يا أبا بكر ولكل تاجر مر على خطاك
وقد رددت عليه في الجريدة نفسها، وقد اختصروا كثيراً مما كتبته، وكان ما نشروه:
رداً على مقالة «نزاع حدودي»
تاريخ النشر: 07/ 05/2009 - 10:35 م
نشرت صحيفة السبيل الأردنية في عددها رقم (862) يوم الجمعة (1) أيار (2009م) في صفحة (5) (المال والاسلام) مقالاً للكاتب (محمد الشرافي) تحت موضوع: (دين ودينار) بعنوان: (نزاع حدودي بين أبي بكر وربيعة!!).
وحقاً فإن العنوان ملفتٌ للنظر؛ لأنه قرن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنِزاع مع ربيعة.
¥