تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الفاضل: هيثم حمدان ... وفقه الله

أحسنتم .. بارك الله فيكم؛ ولكن ههنا (3) ثلاث ملاحظات خفيفة:

1 - أنَّ تعليل أثر ابن عباس بأبي بكر الهذلي هو من كلام الدرقطني لا البيهقي، إذ قال البيهقي (وهو: أحمد بن الحسين): قال علي (يعني: ابن عمر الدارقطني): ((أبو بكر الهذلي: ضعيف)).

* وهكذا هو بالنص في سنن الدارقطني (1/ 46).

* والبيهقي معروف عنه كثرة النقل عن الدارقطني في تضعيف الأحاديث وتعليلها، والخبر الذي ساقه إنما هو من طريق الدارقطني؛ إذ قال: ((أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه أنا [علي بن عمر الحافظ] ثنا محمد بن مخلد ... الخ))، وهو في سننه (1/ 46) كما تقدَّم.

2 - أنَّه يستفاد أيضاً من كلام البيهقي في الكبرى (1/ 23) قوله قبل إيراد هذا الأثر مباشرة: ((وقد روى أبو بكر الهذلي عن الزهري في هذا الحديث زيادة لم يتابعه عليها ثقة ... ))؛ ثم ساق الأثر المتقدِّم، وتضعيف الدارقطني لأبي بكر الهذلي.

* فيفهم من هذا أنَّ البيهقي يضعِّف الأثر إذا كان شاذاً (أو منكراً).

3 - وهذه (فائدةٌ نفيسة) أنَّ الامام يحيى بن معين قد أعلَّ هذا الأثر أيضاً.

* إذ ساق البيهقي عقب كلامه السالف مباشرة قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ [يعني: الحاكم] نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: ((هذا الحديث ليس يرويه إلا أبو بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: (أنه كره من الميتة لحمها؛ فأما السن والشعر والقد فلا بأس به).

قال يحيى [ابن معين]: أبو بكر الهذلي ليس بشيء)).

* قال أبو عمر: فيستفاد من كلام يحيى هذا أنه يضعِّف هذا الأثر بالنكارة والشذوذ؛ إذّْ قال: ((هذا الحديث ليس يرويه إلا أبو بكر الهذلي) أي: أنَّه تفرَّد به، وهو ليس بشيءٍ.

* فقولكم بارك الله فيكم: ((أمثلةٌ على تضعيف البيهقي لبعض الآثار لضعف في رواتها)) = أقول: ولوزدتم: يحيى بن معين والدراقطني لكان أولى؛ لأنَّ البيهقي لهما بالتبع.

* قال أبو عمر السمرقندي: فضفرنا بكلام لابن معين في إعلال هذا (الأثر) بالتفرُّد الذي لا يحتمل!

* والحمدلله رب العالمين.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 01 - 03, 11:44 ص]ـ

** (ذكر أمثلةٍ لمنهج بعض الأئمة في تضعيفهم لآثار الصحابة) **

3 - في تضيعف الإمامين محمد بن إسماعيل البخاري وعبدالله بن عبدالرحمن الدارمي لبعض طرق آثار الصحابة بالعلل:

* قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 837 - 838): ((حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة نا محمد بن عبيدالله بن أبي مليكة عن القس بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس، ومن أسخط الله برضى الله وكله الله إلى الناس).

* قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث؛ فقال: أخطأ النضر؛ إنما روى هذا شعبة عن واقد بن محمد عن رجل عن ابن أبي مليكة.

وروى عثمان بن واقد عن ابيه عن ابن المنكدر عن عروة عن عائشة؛ وهذا أصحُّ.

وروى سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية بهذا الحديث)).

* وروى الترمذي في العلل الكبير (2/ 900 - 901) قال: ((حدثنا الحسن بن حمد الزعفراني نا عفان نا حفص بن غياث نا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رؤضي الله عنه في قول الله: ((ما قطعتم من لينة) قال: اللينة: النخلة، و ((وليجزي الفاسقين))؛ قال استنزلهم من حصونم ... الخبر.

* قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، واستغربه، وسمعه مني.

* وذاكرت بهذا الحديث عبدالله بن عبدالرحمن [هو: الدارمي]؛ فقال: أنا مروان بن معاوية عن حفص بن غياث [عن] حبيب بن أي عمرة [وفي المطبوعة: بن حبيب؟!] عن سعيد بن جبير؛ نحو هذا الحديث.

ولم يذكر ابن عباس)).

• قال أبو عمر السمرقندي: تنبيه: هناك المزيد - إن شاء الله –، ويكفي من القلادة ما أحاط العنق ..

• ولكن .. مَن قال بأنَّ من الأئمة (المتقدمين أو المتأخرين) = من تساهل في تصحيح الآثار أو تحسينها فلْيوثِّق النقل والمثال.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 01 - 03, 03:05 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير