خمستهم: (النعمان بن عبد السلام، وبشر بن منصور، وجعفر بن عون، ومؤمل بن إسماعيل، وخالد بن عمرو) رووه عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، موصولاً.
ورواه عنه مرسلاً:
عبد الرحمان بن مهدي عند الترمذي في " العلل الكبير ": 428 (160)، و البزار (2107)، وأبو عامر العقدي عند الطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4177)، والحسين بن حفص عند الخطيب في " الكفاية ": 411، والفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح كما ذكر الدارقطني في " العلل " 7/ 208 (129).
فهذان الإمامان: شعبة وسفيان قد اختلف عليهما فيه كما ترى. وربّما طرق الذين رووه عن سفيان وشعبة موصولاً لا تصحّ إليهم. وكلام الترمذي يؤيده، فقد قال الترمذي عقب (1102): ((وقد ذكر بعض أصحاب سفيان، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى. ولا يصحّ)).
ثانياً: سفيان الثوري وشعبة – وإن كانا اثنين – إلا أنَّ اجتماعهما في هذا الحديث كواحد؛ لأنّ سماعهما هَذَا الْحَدِيْث كَانَ في مجلس واحد عرضاً، فَقَدْ قَالَ التِّرْمِذِيّ (1102) (م): ((ومما يدلّ عَلَى ذَلِكَ ما حدّثنا مَحْمُوْد بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا نِكاحَ إِلاّ بِوَليِّ؟ فقال: نعم)).
ثالثاً: إن الذين رووه عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى موصولاً، أكثر عدداً، وهم:
1 – إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عند أحمد 4/ 394 و 413، والدارمي (2182)، وأبي داود (2085)، والترمذي (1101)، والبزار (3105) و (3106)، والروياني في "مسنده" (508)، وابن حبّان (4083)، والدارقطني 3/ 217 - 218ط. العلمية و (3514) ط. الرسالة، والبيهقي 7/ 107، والخطيب في " الكفاية ": 409.
2 – يونس بن أبي إسحاق عند الترمذي (1101)، والبزار (3114)، والبيهقي7/ 109، والخطيب في " الكفاية ": 409، وكذلك أخرجه: أبو داود (2085) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن يونس وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، ثم قال أبو داود عقبه: ((هو يونس، عن أبي بردة، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة)). وسيأتي الكلام عن رواية أبي داود هذه.
3 – شريك بن عبد الله النخعي عند الدارمي (2183)، والترمذي (1101)، والبزار (3112) و (3116)، وابن حبان (4078) و (4090)، والبيهقي 7/ 108.
4 – أبو عوانة الوضاح بن عَبْد الله اليشكري عند الطيالسي (523)، وابن ماجه (1881)، والترمذي (1101)، والروياني في " مسنده " (509)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4178) و (4179) و (4180)، والحاكم 2/ 171.
5 – زهير بن معاوية الجعفي عند ابن الجارود (703)، وابن حبان (4077)، والحاكم 2/ 171، والبيهقي 7/ 108.
6 – قيس بن الربيع عند البزار (3113)، والحاكم 2/ 170، والبيهقي 7/ 108، والخطيب في " الكفاية ": 409.
7 - عبد الحميد بن الحسن الهلالي: عند البزار (3115).
رابعاً: كان سماع هؤلاء من أبي إسحاق في مجالس متعددة، قال الترمذي عقب (1102): ((ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): ((لا نِكاحَ إلا بوليِّ)) عندي أصحّ؛ لأنّ سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة)). وانظر: " العلل الكبير ": 430 (160).
خامساً: كانت طريقة تحمل سفيان الثوري وشعبة للحديث عرضاً على أبي إسحاق في حين أنَّ الباقين تحملوه سماعاً من لفظ أبي إسحاق، ولاشكّ في ترجيح ما تُحمل سماعاً على ما تحمل عرضاً عند جمهور المحدثين. انظر: " فتح الباقي " 1/ 359 بتحقيقي.
سادساً: إن من الذين رووه متصلاً:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو أثبت الناس وأتقنهم لحديث جدّه، ولم يختلف عليه فيه، أما سفيان وشعبة وإن كان إليهما المنتهى في الحفظ والإتقان، فطريقة تحملهما للحديث قد
عرفتها، أضف إليها أنّه قد اختلف عليهما فيه. قال عبد الرحمان بن مهدي: ((إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كَمَا يحفظ سورة الحمد))، رواه عنه الدارقطني 3/ 220 ط. العلمية
¥