2 - 3 تدريب الباحثين وشغلهم أولا بالأسهل المفيد، تحضيرا لهم وإعدادا للانتقال إلى الأصعب الأفيد، وهو الدراسة المصطلحية الجادة بمسالكها ومهالكها المعروفة.
3 - ما هي مراحل المشروع؟
أهم مراحل المشروع ثلاث:
المرحلة الأولى: مرحلة الجمع، وفيها يتم التقصي لجميع المصطلحات الحديثية المعرفة ضربا من التعريف في جميع المظان، بدءا بالأقدم فالأقدم، والأغزر مادة فالأغزر، والأوثق نصا فالأوثق.
المرحلة الثانية: مرحلة التصنيف، وفيها يتم ترتيب جميع ما جُمع، حسب كل مصطلح مصطلح، ترتيبا يمكن أن يفضي في النهاية إلى نسق جميع شروح وتعاريف المصطلح، مذ ظهر أول شرح له –بحسب ما وصل إليه التحري- حتى آخر شرح، موثقة محققة، قدر الإمكان.
المرحلة الثالثة: مرحلة التأليف، وفيها تتم الصورة الكاملة للمعجم رموزا، وترتيبا، وفهارس أو كشافات، بطريقة تيسر لمستعمله نيل المبتغى منه بأقل مجهود. ولن تتضح تلك الصورة بوضوح، إلا عند الاقتراب من الوصول إلى الهدف. ومن سار على الدرب وصل.
ثانيا: مصادر المشروع ووسائله
1 - مصادر المشروع
أهم مصادر المادة أصناف ثلاثة:
الصنف الأول: هو كتب التخصص: تخصص علم الحديث؛ مصطلحا وشروحا، علوما وطبقات .... فما فيها من المصطلحات المعرفة أكثر مما هو موجود في كتب المعاجم الاصطلاحية حتى إن بعضها يكاد يكون بمثابة معجم كامل للاصطلاحات.
الصنف الثاني: هو المعاجم الاصطلاحية واللغوية، وغير خاف لِمَ قُدِّمت الاصطلاحية على اللغوية، ذلك بأنها تتصدى أساسا إلى هذا الأمر، ومادتها جملة تعتبر من مادة المعجم الشامل المنتظر: المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية المعرفة. أما المعاجم اللغوية فقد تكون أغزر مادة، لكنها تحتاج إلى بصيرة في الاستخراج.
-الصنف الثالث: هو بقية مصادر الثقافة العربية، وذلك لطبيعة هذه الثقافة، إذ تتداخل في مصادرها العلوم والمعارف، وقد يوجد في نهر عام منها ما لا يوجد في بحر من بحور التخصص، وهذا معروف لدى كل من زاول وباشر الاتصال بهذه المصادر.
2 - وسائل المشروع:
وأهمها وسيلتان:
2 - 1 وسيلة علمية، وتتلخص في:
2 - 1 - 1 جمهرة من الباحثين في علم الحديث المهتمين بالدراسات المصطلحية تخصصا أو هواية: فهم إما متخصصون في الدراسة المصطلحية، قدرا من التخصص ولهم الأسبقية، وإما أن ميلهم إلى هذه الدراسة طاغ، فيمكن الاستفادة منهم أيضا في إنجاز المشروع، هؤلاء تقسم عليهم الأعمال: أعمال المرحلة الأولى، والمراحل التي يمكنهم أن يفيدوا فيها: أعمال الفهرسة، وأعمال البيلوغرافيا، وأعمال القراءة، وأعمال استخراج النصوص، وأعمال توثيق النصوص، وغير ذلك ...
2 - 1 - 2 - فرق بحث متخصصة في دراسة مصطلح علم الحديث.
هذه الفرق ضرورية لتركيز العمل، ولترقيته، وللتسريع بإنجازه، وهي التي ينبغي أن تقوم بتصنيف المادة العلمية التي أنجزها الباحثون المصطلحيون أو المهتمون واستخراجها حسب مكونات علم الحديث: مصادر، وشخصيات، وأمكنة، وأزمنة، واتجاهات.
2 - 1 - 3 - هيئة تنسيق وإشراف على المشروع جملة، ويمكن أن تكون مكونة من منسقي فرق البحث، ومن أعضاء من المعهد وهي تتصدى أساسا بعد متابعة ما سبق ومراقبته، إلى المرحلة الأخيرة التي هي تأليف المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المعرفة وفق مقاييس وضوابط تستجيب لحاجة العلم. ولحاجة العصر، ولحاجة الغد.
2 - 2 وسيلة مالية: وتتلخص في:
2 - 2 - 1 أشخاص قادرين محبين للعلم، ولا نيأس من وجودهم، كما لا نستهين -إن وجدوا- بقلتهم، وإن لم يكونوا موجودين –لا قدر الله- فعلينا العمل على إيجادهم.
هذا الصنف ضروري لإنجاز المشاريع العلمية الضخمة في كل أمة، وفي كل شعب، وهو موجود لدى الغرب –كما تعلمون- ولدى غير الغرب.
2 - 2 - 2 مؤسسات علمية وطنية: رسمية أو حرة، بدءا من الكليات، فالجامعات، فالوزارات، فالجمعيات والمنظمات، وكلها مرشحة –إن فَقَهَتْ أو فُقِّهت- للاضطلاع بهذا الأمر، وإلا فيلزم التفقيه أو التوعية كما نسميها اليوم، بجدوى المشروع وأهميته للبلد وللأمة وللغد في الحاضر وفي المستقبل.
2 - 2 - 3 مؤسسات علمية دولية، بدءا مما يختصر في لفظتي "أليكسو" و"إيسيسكو" أي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، وهذا شغلها أو المفترض أن يكون، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهذا من أوجب واجباتها أيضا، إلى غير ذلك من المؤسسات المشابهة، وكلها مؤهلة قادرة –إن صح العزم، ونهضت الهمة- لكشف الغمة عن هذه الأمة.
- المصدر: كتاب"جهود معهد الدراسات المصطلحية في خدمة السنة المشرفة، نموذج: مشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المعرفة". ص: 31 - 35، للدكتور الشاهد البوشيخي.
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:15 م]ـ
هذه ندوة لها علاقة بالمعجم التاريخي، والرابط هو:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180803