تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قال الألبانى رحمه الله: وفى هذا الحديث نبأ خطير!!]

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:36 م]ـ

قال رحمه الله فى السلسله الصحيحه 1\ 127:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك و

لا صدقة و ليسرى على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية و

تبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير و العجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه

الكلمة: " لا إله إلا الله " فنحن نقولها ".

أخرجه ابن ماجه (4049) و الحاكم (4/ 473) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك

الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا به، و زاد:

" قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة

و لا صيام و لا نسك و لا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك

يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار.

ثلاثا ".

و قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي.

قلت: و هو كما قالا.

و قال البوصيري في " الزوائد " (ق 247/ 1): " إسناده صحيح، رجاله ثقات ".

(يدرس) من درس الرسم دروسا: إذا عفا و هلك.

(وشي الثوب) نقشه.

من فوائد الحديث:


و في هذا الحديث نبأ خطير، و هو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره،
و على القرآن فيرفع فلا يبقى منه و لا آية واحدة، و ذلك لا يكون قطعا إلا بعد
أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها، و تكون كلمته فيها هي العليا.
كما هو نص قول الله تبارك و تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق
ليظهره على الدين كله)، و كما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في
أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات (الأحاديث
الصحيحة).
و ما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيدا لإقامة الساعة على شرار الخلق
الذين لا يعرفون شيئا من الإسلام البتة، حتى و لا توحيده!
و في الحديث إشارة إلى عظمة القرآن، و أن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء
دينهم و رسوخ بنيانه و ما ذلك إلا بتدارسه و تدبره و تفهمه و لذلك تعهد الله
تبارك و تعالى بحفظه، إلى أن يأذن الله برفعه. فما أبعد ضلال بعض المقلدة
الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، و أنه لا ضير على المسلمين
من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك!!

هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من
الأعاجم و هو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة و ذلك لما جرى الحديث بيني و بينه
حول الاجتهاد و التقليد.
قال - ما يردده كثير من الناس -: إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع!
فقلت له: و ماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها
اليوم؟
قال: إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها
أو مثلها.
قلت: فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحا و لا بد!
قال: و كيف ذلك؟
قلت: لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها، لا عن عينها و إذ الأمر كذلك،
فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر، هي مثل التي أجابوا عنها، و حين
ذلك فلا مناص من استعمال النظر و القياس و هو الدليل الرابع من أدلة الشرع،
و هذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل! فكيف تقولون بسد بابه؟!

و يذكرني
هذا بحديث آخر جرى بيني و بين أحد المفتين شمال سورية، سألته: هل تصح الصلاة
في الطائرة؟ قال: نعم. قلت: هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا؟ قال: ماذا
تعني؟ قلت: لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء، أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد،
بل اعتمادا على نص من إمام، فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة؟ قال: لا،
قلت: فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص؟ قال: قياسا.
قلت: ما هو المقيس عليه؟ قال: الصلاة في السفينة.
قلت: هذا حسن، و لكنك خالفت بذلك أصلا و فرعا، أما الأصل فما سبق ذكره،
و أما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة
بالسقف و لا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة. قال: لا علم لي بهذا.
قلت: فراجع الرافعي إذن لتعلم أن (فوق كل ذي علم عليم)، فلو أنك تعترف أنك
من أهل القياس و الاجتهاد و أنه يجوز لك ذلك و لو في حدود المذهب فقط، لكانت
النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي
من الفرضية الخيالية يومئذ. أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في
ذلك، و لئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها و بين
الأرض، فالطائرة أيضا مدعمة بالهواء بينها و بين الأرض. و هذا هو الذي بدا
لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالا، و لكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي
صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم!؟

أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي، قلت له: و إذا كان الأمر كما
تقولون: إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين
المسألة أو مثلها، فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن؟ قال: هذا لا يقع،
قلت: إنما أقول: لو فرض، قال: لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك!
قلت: فما قيمة امتنان الله عز و جل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال: (إنا
نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)، إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة
؟!
و الحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة، هو جواب
كل مقلد على وجه الأرض، و إنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به، و إن
كان قلبه قد انطوى عليه. نعوذ بالله من الخذلان.
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه، لقد جعلوا القرآن في حكم
المرفوع، و هو لا يزال بين ظهرانينا و الحمد لله، فكيف يكون حالهم حين يسرى
عليه في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية؟! فاللهم هداك.ا. هـ

والله اعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير