2 - وأخرج في حلية الأولياء (1/ 76) قال: حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عون بن سلام ثنا أبو مريم عن زبيد عن مهاجر بن عمير قال قال علي بن أبي طالب: ((إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل؛ فأما اتباع الهوى فيصد علن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحد منهما بنون.
فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فان اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل)).
• قال أبو نعيم: ((رواه الثوري وجماعة عن زبيد مثله عن علي مرسلاً، ولم يذكروا مهاجر بن عمير، أفادني هذا الحديث الدارقطني عن شيخي، لم أكتبه إلا من هذا الوجه)).
• قال أبو عمر: هذا أثر معلٌّ في الرقاق والوعظ!
3 - وأخرج في الحلية (1/ 72)، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث ثنا الفضل بن الحباب الجمحي ثنا مسدد ثنا عبدالوارث بن سعيد عن محمد بن اسحاق [كذا؟ !] عن النعمان بن سعد قال: (كنت بالكوفة، في دار الإمارة، دار علي بن أبي طالب؛ إذ دخل علينا نوف بن عبدالله؛ فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلاً من اليهود.
فقال علي: عليَّ بهم؛ فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا علي! صف لنا ربك هذا الذي في السماء؛ كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان؟ وعلى أي شيء هو؟
فاستوى عليٌّ جالساً، وقال: معشر اليهود اسمعوا مني، ولا تبالوا أن لا تسألوا أحداً غيري، إنَّ ربي عز وجل هو الأول لم يبد مما، ولا ممازج معما، ولا حال وهما، ولا شبح يتقصى، ولا محجوب فيحوى، ولا كان بعد أن لم يكن؛ فيقال: حادث بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان بل لم يزل ولا يزول؛ لاختلاف الأزمان، ولا لتقلب شأن بعد شأن.
وكيف يوصف بالأشباح؟ وكيف ينعت بالألسن الفصاح؟ = من لم يكن في الأشياء فيقال بائن، ولم يبن عنها فيقال: كائن؛ بل هو بلا كيفية، وهو أقرب من حبل الوريد، وأبعد في الشبه من كل بعيد، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة، ولا كرور لفظة، ولا ازدلاف رقوة، ولا انبساط خطوة، في غسق ليل داج ولا ادلاج، لا يتغشى عليه القمر المنير، ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئهما في الكرور، ولا إقبال ليل مقبل، ولا إدبار نهار مدبر = إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه؛ فهو العالم بكل مكان، وكل حين وأوان، وكل نهاية ومدة والأمد إلى الخلق مضروب، والحد إلى غيره منسوب لم يخلق الأشياء من أصول أولية، ولا بأوائل كانت قبله بدية؛ بل خلق ما خلق فأقام خلقه، وصوَّر ما صوَّر فأحسن صورته، توحّد في علوِّه؛ فليس لشيءٍ منه امتناع، ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع، إجابته للداعين سريعة، والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة، علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المتقلبين، وعلمه بما في السموات العلى كعلمه بما في الأرض السفلى، وعلمه بكل شيء.
لا تحيره الأصوات، ولا تشغله اللغات، سميع للأصوات المختلفة؛ بلا جوارح له مؤتلفة، مدبر بصير، عالم بالأمور، حي قيوم سبحانه، كلم موسى تكليماً، بلا جوارح، ولا أدوات، ولا شفة، ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات.
من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود، ومن ذكر أن الأماكن به تحيط لزمته الحيرة والتخليط، بل هو المحيط بكل مكان.
فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل والبرهان = فصف لي جبريل وميكائيل واسرافيل، هيهات .. أتعجز عن صفة مخلوق مثلك، وتصف الخالق المعبود؟!
وأنت تدرك صفة رب الهيئة والأدوات؛ فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم، له ما في الأرضين والسموات، وما بينهما، وهو رب العرش العظيم؟!).
• قال أبو نعيم عقبه: ((هذا حديث غريب من حديث النعمان؛ كذا رواه ابن اسحاق عنه مرسلاً)).
• قال أبو عمر السمرقندي: هذا أثر غريب ضعيف، وفي إسناد المطبوع من الحلية تصحيف؛ من عبدالرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي، إلى محمد بن إسحاق.
• وعبدالرحمن هو الراوي عن النعمان بن سعد: ضعَّفوه، بل اتهم.
• قال ابن معين / رواية الدوري (3/ 391): (عبد الرحمن بن إسحاق صاحب النعمان بن سعد: ضعيف).
• وفي سؤالات أبي داود لأحمد (ص/287): ((سمعت أحمد قال: النعمان بن سعد الذي يحدث عن علي: مقارب الحديث لا بأس به، ولكن الشأن في عبد الرحمن بن إسحاق له أحاديث مناكير)).
• ويضاف إلى غرابة سنده = غرابة ألفاظه؛ ففي ذا الأثر (الغريب) ألفاظ غريبة حادثة؛ لم تكن في زمن الصحابة ولا في زمن أتباعهم؛ بل نشأت لدن المناطقة ومن ناظرهم من الكلاميين؟!
• يتبع .. إنشاء الله،،
ـ[أنور باشا]ــــــــ[26 - 01 - 03, 01:19 م]ـ
بحثٌ قيّم يا شيخَنا السمرقندي ..
و يا ليتكَ تضعهُ في ملفّ وورد لتعميم الفائدة ..
¥