تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" وهذا الحديث وإن لم يصح إسناده ففي قول جماعة العلماء به وإجماع الناس على معناه ما يغني عن الإسناد فيه والقيراط "0

ومن يراجع سنن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يراه كثيراً ما يضعف الحديث من حيث الإسناد، ثم نراه يقول:والعمل على هذا عند أهل العلم "0وهذه بعض الأمثلة من كلام الإمام الترمذي رحمه الله تعالى:

1 - أخرج في سننه: (رقم188) 0من طريق حنش عن عكرمة عن ابن عبَّاس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جمع الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر 0فقال معلقاً:

" و حنش هذا هو أبو على الرحبي وهو حسين بن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أحمد وغيره والعمل على هذا عند أهل العلم أن لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر أو بعرفة "0

2 - أخرج في سننه: (رقم199) 0من طريق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن زياد بن نعيم الخضرمي عن زياد بن الحرث الصدائي قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أؤذن في صلاة الفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم0

قال معلقاً على هذا الحديث:

" وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي و الإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره قال أحمد لا أكتب حديث الإفريقي قال ورأيت محمد بن إسمعيل يقوى أمره ويقول هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم "0

3 - واخرج في سننه أيضاً: (رقم261) 0من طريق إسحق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا سجد فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده وذلك أدناه0

ثم قال معلقاً على هذا الحديث:

" حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود

والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات "0

4 - وأخرج: (رقم364) 0من طريق ابن أبي ليلي عن الشعبي قال صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين فسبح به القوم وسبح بهم فلما صلى بقية صلاته سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل الذي فعل0

قال معلقاً على هذا الحديث:

" وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبي ليلى من قبل حفظه

قال أحمد لايحتج بحديث ابن أبي ليلى

وقال محمد بن إسماعيل ابن أبي ليلى هو صدوق ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه وكل من كل مثل هذا فلا أروي عنه شيئا، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة:

رواه سفيان عن جابر عن المغيرة بن شبيل عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة

و جابر الجعفي قد ضعفه بعض أهل العلم تركه يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي وغيرهما

والعمل على هذا عند أهل العلم أن الرجل إذا اقم في الركعتين مضي في صلاته وسجد سجدتين منهم من رأى قبل التسليم ومنهم من رأى بعد التسليم "0

5 - وأخرج: (رقم366) 0من طريق سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف قال شعبة ثم حرك سعد شفتيه بشيء فأقول حتى يقوم؟ فيقول حتى يقوم 0 (والرَضْف: هي الحجارة التي حميت بالشمس أو النار، واحدتها:" رضفة "0وهذا كناية عن تحفيف الجلوس، كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى) 0

قال معلقاً على هذا الحديث:

" هذا حديث حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه

والعمل على هذا عند أهل العمل يختارون أن لا يطيل الرجل القعود في الركعتين الأوليين ولا يزيد على التشهد شيئا "0

ولو سردنا ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في هذا الصدد لضاق بها المكان، بيد أنَّ ما ذكرته من أمثلة يكفي للإستدلال على هذا القاعدة، بأنَّ الحديث الضعيف إذا تلقته الأمة بالقبول فإنَّه يعمل به، بل ذهب الحافظ ابن حجر إلى وجوب العمل به حيث قال في النكت على ابن الصلاح ما نصه:

" من جملة صفات القبول التي لم يتعرض لها شيخنا:" يعني العراقي "0أن يتفق العلماء على العمل بمدلول حديث، فإنَّه يقبل ويجب العمل به0

قال: وقد صرح بذلك جماعة من أئمة الأصول، ومثَّل ذلك بمثالين:

أحدهما: حديث: لا وصية لوارث0

وثانيهما: حديث: الماء إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه يصير نجساً0

لم يثبت إسنادهما إلاَّ أنَّ العلماء لم يختلفوا في قبولهما "

وفي ذلك يقول الحافظ السخاوي في فتح المغيث: (1/ 288 - 289) 0

" وكذا إذا تلقت الأمه الضعيف بالقبول يعمل به على الصحيح حتى أنه ينزل منزله المتواتر في أنه ينسخ المقطوع به ولهذا قال الشافعي رحمه الله في حديث لا وصيه لوارث إنه لا يثبته أهل الحديث ولكن العامه تلقته بالقبول وعملوا به حتى جعلوة ناسخا لآيه الوصيه له "0

والعمل بالحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه، مذهب جماهير الفقهاء والعلماء كالإمام أحمد وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم، وفي ذلك يقول الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه الفذ:" فتح المغيث "0ما نصه: (1/ 288)

" لكنه احتج رحمه الله - أي الإمام أحمد - بالضعيف حتى لم يكن في الباب غيرة وتبعه أبو داود وقدماه على الرأي والقياس يقال عن أبي حنيفه أيضا ذلك وإن الشافعي يحتج بالمرسل إذا لم يجد غيرة "0

وقد ذهب الحافظ ابن جزم في كتابه الأحكام: (6/ 792) 0وابن القيم في كتابه إعلام الموقعين: (1/ 32) 0إلى أنَّ الحديث الضعيف أولى عند أبي حنيفة من الرأي والقياس0

أعتذر لكم إخوتي على هذه الإطالة00والله أسأل لي لكم الإخلاص والسداد في القول والعمل0

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير