تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بعد: فإن أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام , وأعلى وأغلى ما خص بمزيد الاهتمام , الاشتغال بخدمة العلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية , ولا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى , وسنة نبيه المصطفى , وأن باقي العلوم إما آلات لفهمهما وهي الضالة المطلوبة , أو أجنبية عنهما وهي الضارة المغلوبة. (1) من مقدمة ابن حجر على كتاب هدي الساري مقدمة فتح الباري.

والاشتغال بخدمة العلوم الشرعية إما أن يكون ببثها للناس من تعليم وتدريس, وإما بالعناية بإخراج وطبع المصنفات والمؤلفات والشروح وتحقيق النصوص ونشرها في الأفق القريب والبعيد.

وقد رأيت مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قد تصدى لخدمة كتاب الله عناية وطباعة ونشرا , وتسجيلا لتلاواته وغير ذلك , ولا ريب في هذا , فهو النور الذي استضاءت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو المنهاج الذي من تمسك بحبله نجا وأفلح فالقرآن الكريم، كتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، محفوظ من الله، حيث قال تعالى في محكم التنزيل (إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون) [سورة الحجر: 9].

فالحمد لله كثيرا على ذلك، ثم الحمد لله كثيرا أن قيّض على مدى الأزمان مَنْ يحفظون كتابه الكريم، ويعتنون به وينشرونه، ويختص بهذا الفضل مَنْ يشاء من عباده.

وكما شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة المسجد الحرام, والمسجد النبوي، فقد خصها بدور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وأمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى معرفة السنن النبوية ومعانيها وكتب الحديث النبوي الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، والعناية بمختلف علومه، وخدمة للسنة والسيرة النبوية المطهرة والحديث الشريف، واضطلاعا من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعارًا لكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأهمية خدمة السنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل.

نرفع إلى مقامكم الكريم هذه المشروع في دراسة التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لها القبول وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

وأرجو أن يكون هذا المشروع مشروع خيرٍ وبركة لخدمة السنة النبوية أولا، ولخدمة الإسلام والمسلمين ثانيًا، راجيا من الله العلي القدير العون والتوفيق في كل أمورنا الدينية والدنيوية، وأن يوفق لقبول هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله، وهو خدمة السنة النبوية المطهرة الشريفة، ولينتفع به المسلمون شرقًا وغربًا سلوكًا وانتهاجًا وعملا واعتقادًا.

والحمد لله رب العالمين

في البداية:

يُعدُّ إنشاء مجمع الملك عبد الله لطباعة كتب السنة والسيرة النبوية والحديث الشريف بالمدينة النبوية من أجِّل صور العناية بالسنة والسيرة النبوية والحديث الشريف حفظا، وطباعة وتوزيعا على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وسينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقادا ومنهاجا، وقولا، وتطبيقا.

وهذا الأمر ليس مستغربا من المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته خفاقة عالية، وعرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو أهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

ولقد وفَّقَ الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله – في السابق لإقامة مشروع إسلامي ضخم حيث اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم وجعل ذلك حسنة يخلدها له التاريخ.

أهداف هذه الدراسة أو المشروع

تتضح أهداف هذه الدراسة فيما يلي:

1. طباعة كتب السنة والسيرة النبوية والحديث الشريف باللغات المشهورة في العالم الإسلامي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير