تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[08 - 09 - 08, 01:33 ص]ـ

باستقراء صنيع المحدثين نجد ما يأتي:

الأئمة المتقدمون حين يحكمون على الراوي، فإنهم يحكمون على عدالته بالمعاينة أو التنصيص من عالم معاين، أو الاستفاضة والشهرة، وعلى ضبطه بالسبر والاختبار، فمن وجدنا فيه حكماً لإمام من المتقدمين فهو حكم قاطع على عدالته وضبطه معاً ....

وأما بالنسبة لأثر السبر في الحكم على الرجال، فنقول (بإيجاز):

أولاً: الحكم على ضبط الرجل دون عدالته ممكن من خلال السبر، لذا فلا يمكن للمتأخر الحكم على الرجال بسبر حديثهم، إن لم يكن منصوصاً على عدالتهم من قبل إمام من الأئمة، وأصحاب المرتبة الخامسة من مراتب التعديل على تقسيم ابن حجر في التقريب هي حكم على عدالة الراوي دون ضبطه، ولا يوثق أو يجرح حتى يختبر حديثه، قال ابن الصلاح عن أصحاب هذه المرتبة «لِأَنَّ هِذِهِ العِبَارَاتُ لَاْ تُشْعِرُ بِشَرِيْطَةِ الضَّبْطِ، فَيُنْظَرُ فِيْ حَدِيْثِهِ وَيُخْتَبَرُ حَتَّىْ يُعْرَفَ ضَبْطُهُ، وَإِنْ لَمْ نَسْتَوْفِ النَّظَرَ المُعَرِّفَ لِكَوْنِ ذَلِكَ المُحَدِّثَ فِيْ نَفْسِهِ ضَاْبِطَاً مُطْلَقَاً، وَاحْتَجْنَا إِلَىْ حَدِيْثٍ مِنْ حَدِيْثِهِ اعْتَبَرْنَاْ ذَلِكَ الحَدِيْثَ وَنَظَرْنَاْ هَلْ لَهُ أَصْلٌ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِ، كَمَاْ تَقَدَّمَ بَيَاْنُ طَرِيْقِ الاِعْتِبَاْرِ».

ثانياً: الحكم على الراوي من خلال السبر هو مذهب من قال بعدالة الرواة في الأصل ما لم يظهر منهم قدح، وهو مذهب ابن حبان وابن عبد البر وابن سيد الناس والمزي وابن الجزري و الذهبي (وأخرج المستورين من ذلك) وابن المواق.

ثالثاً: اعتماد السبر كمرجح بين من اشتد الخلاف فيهم من الرواة.وأشار إليه الدكتور العوفي في بدء المشاركة. ويمكننا - من خلال الاستقراء - نسب هذا المذهب إلى ابن حبان في الثقات والمجروحين، وابن عدي في الكامل، والذهبي في الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم.

رابعاً: الحكم على الرواة مجهولي الحال أو المستورين: وقد أشار أيضاً لذلك الدكتور العوفي آنفاً. وهذا مذهب أيضاً من قال بعدالة الراوة في الأصل، كابن حبان، والعجلي، وابن خزيمة، والدارقطني، وقد مر أن الذهبي أخرج المستورين ومجهولي الحال من دائرة العدالة لعدمشهرتهم بالعلم.

هذا ما كتبته بعجالة ....

نبتغي نقاش ما كتبت، وإثراؤه بالأمثلة أو التصويب ....

ونريد أن يفيدنا الأخوة فيما إذا حكم المتقدمون على الراوي، وقام متأخر بسبر حديثه فتبين له استقامة حديثه، هل يمكن نقض قول المتقدمين بسبر المتأخرين، وما هي المذاهب المعتمدة في الحكم على الرجال من خلال السبر؟

طبعاً: أجبت على شيء من هذا فيما سبق، لكن أريد مناقشة هذه المسألة لأنها من الأهمية بمكان.

رابعاً:

ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[13 - 09 - 08, 09:20 م]ـ

بارك الله فيكم على هذه النقول

ورحم الله أئمة الحديث وجزاهم عنا خيرا على كل ما عانوه خدمة لحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

حفظوا وسبروا وقارنوا وتذاكروا وسافروا وعانوا وأوذوا .. رحمهم الله رحمة واسعة

ثم يأتي الآن الصغار فيقولون: (ما هكذا تعل الأحاديث يا ابن المديني) و (كلام أبي حاتم ينقض آخره أوله) ....

أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن عرف للسلف قدرهم واتبع نهجهم واقتفى أثرهم وحشرنا معهم آمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير