ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 04:27 م]ـ
الحمد لله وبعد
فهذه نقاط في محاورة الأخ الفاضل عادل شكر الله سعيه، وكلنا طلاب علم، وطلاب حق:
أولا: فإن قد قرأت مقالك، كولم أرد عليه إلا بعد معرفة ما فيه، لكني لم أحبذ الرد التفصيلي لأنه غير مناسب، إنما أتعرض لمفاصل الموضوع بعيدا عن التطويل الممل
ثانيا ينبغي أن نفهم بعضنا جيدا لأن الهدف الوصول للحق والصواب، فعلى هذا ينبغي أن لا نفسر كلام بعضنا بعيدا عن المراد، فثلا: قولي: إن هدف ا لحاكم هو الاختصار، لم أنف فيه أنه يعلق عليه كما توهمت وكما علقت، لأني بعد ذلك قلت: إن إضافته الوحيدة كانت التعقيبات، والتعقيبات تشمل أخي الكريم:
: تعليقه على الأسانيد الضعيفة والموضوعة والمنكرة وهو كثير في الكتاب.
: تعليقه على أوهام الحاكم في نسبة أحد الرواة للصحيحين أو أحدهما.
: تصحيحه وتضعيفه لأحاديث سكت عليها الحاكم ولم يبين درجتها.
وهي النقاط الثلاثة التي ذكرتها أنت فلم تُضف شيئا على فحوى كلامي، أما ذكرك لسكوت الذهبي في النقطة الرابعة، فالسكوت عند التحقيق ليس من الذهبي وليس هو تعليق،، وأرى أن هذا السكوت إما غفلة من ا لذهبي أو من سهو النساخ، ودليل ذلك أن الذي يختصر لا بد أن يأتي بعبارة الأصل، سواء علّق أو لم يعلق على الحديث، فالأمانة تقتضي نقل حكم الحاكم بغض ا لنظر عن رأي ا لمختصر، فالكتاب هو مختصر للمستدرك أولا وأخيرا
أما النقطة الخامسة التي ترى أن نقل حكم الحاكم كما هو يُعد إقرارا، فهو تقويل للذهبي لما لم يقله، وعلى رأي ا لشافعي رحمه الله، لا ينسب لساكت قول، فكل حديث لم يتعقبه الذهبي هو سكوت، أما لماذا سكت هل لعدم النشاط أو لأنه يؤيده أو لغير ذلك فهذا ليس لنا، المهم أنه لم يتكلم ولم يقل: قلت:
- أما قولك يا أ خ عادل: (لأنه والحالة هذه إن مر على حديث ضعيف أو منكر ثم نقل كلام الحاكم على سبيل الاختصار كما تزعمون، ولم يبين الحق فهذا من أعظم الخيانة للعلم .. بل للشريعة ولمقام النبوة، فإن الكذب عليه ليس ككذب على أحد. كما هو معلوم .. )
فهذا كلام ليس علميا، وهو تهويش، لأن من حق من يختصر أن يسكت فهدفه هو الاختصار، وقد سماه تلخيص المستدرك، ولم يسمه مثلا: تلخيص ا لمستدرك مع الدراسة والتحقيق .... ، وإذا كان المرور على حديث منكر أو باطل بدون تعليق خيانة، فأنت تتهم الذهبي بذلك، لأن ا لأحاديث التي مرّ عليها دون تعقيب كثيرة جدا، فصيانة للذهبي وتبرئة له من الخيانة لنقل إنه اختصر ولم يرد التحقيق، وما تعقبه كان عند النشاط اعتمادا على الذاكرة، لأن هذا هو حال الاختصار وليس التحقيق
- إن استشهادك بقول الزيلعي- في نص فريد- أو استشهادك بصنيع الشوكاني أو أحمد شاكر أو الشيخ الألباني، او الشيخ شعيب- مع حفظ ألقابهم رحمهم ا لله وأسكنهم فسيح جناته- وبارك الله في عمر الشيخ شعيب وأمتعنا به-- إن استشهادك بصنيعهم لا يعد دليلا علميا، إذ قد يقول لك قائل إنه قد تواردوا على ذلك تقليدا لبعضهم وتكرارا للخطأ، وإنهم لم يحققوا ا لمسألة، ولهذا أقول لك أخي الكريم إن تحمسنا للدقاع عن صنيع هؤلاء والتحرج من الاقرار أنهم تواردوا على الخطأ نفسه، لا يفيد العلم شيئا، بل الذي يفيد العلم الرجوع إلى ما نراه صوابا،
وإن كثيرا من الأخطاء العلمية انتشرت بسبب التقليد، والخوف من تخطئة الكبار، ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وبالتقليد أغفل من أغفل والله يغفر لنا ولهم"،
أما سكوت الحاكم على حديث (إذا شربوا الخمر فاجلدوهم .. ) وقول الذهبي: هو صحيح، فهذا تعقيب، وليس إقرار، فالإقرار هو الموافقة على الحكم نفسه بعبارة صريحة تدل على قائلها، لهذا فإن من أساسيات ا لبحث العلمي أن يميز الباحث بين قوله وبين قول من ينقل عنه
- ثم إنك قد علقت على قولي: (إن مؤدى القول السابق هو الإساءة للذهبي في تحقيقه ومعرفته بعلم الحديث والرجال،وهو منزه عن ذلك): علّقت بأنه ليس منزه ولا معصوم، وهنا تأتب مسألة فهم الكلام قبل التعليق عليه، فهل يا أخي الكريم تعتقد أنني أو أي طالب علم صغير يعتقد بعصمة أحد غير الأنبياء؟!، ينبغي دائما حسن الظن بالكلام والحوار العلمي على ما يليق بطالب علم، وعدم محاولة اصطياد عبارات للتشغيب بها، فليس هدفنا الظهور إنما الوصول للحقيقة دون تعصب او انتصار لأحد،
لهذا أشرح لك أن المقصود إن الذهبي منزه عن الجهل ا لمطبق ومنزه عن التخبط والتناقض الصارخ الذي هو مؤدى القول إن نقله لحكم الحاكم هو إقرار له، وليس معنى هذا أن الذهبي لا يخطيء هنا أو هناك، فهذه طبيعة البشر،
- ثم إنك خلصت إلى أنه لا يجوز الاعتماد على موافقات الذهبي لأنه لم يحرر كتابه، فإذا كان الأمر كذلك لماذا توارد العلماء الأفاضل الذين ذكرتهم على نقل حُكمه مع أنه حكم لا يعتمد عليه؟! خاصة أن بعضهم كثيرا ما يعقب بعد نقل حكم الحاكم بقوله: ووافقه الذهبي وليس كما قال ... أليس هذا يوهم القراء أن موافقة الذهبي للحاكم كانت بعد بحث ودراسة وتمحيص لكننا في هذا العصر صرنا أكثر تمحيصا ولهذا نتعقب على الذهبي؟!
إن احترام الذهبي بقتضي عدم نقل اختصاره على أنه موافقة للحاكم، فنخرج من الإشكال ونخرج من انتقاص الذهبي، ورحم الله ا لجميع، وأجزل لهم المثوبة
ومعذرة على الإطاب
¥