[هل في هذه القصة ما يدل على تدليس هشام بن عروة؟]
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 08:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
مشايخي الأفاضل00إخوتي الأكارم00السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00
لدي سؤال حول ما وقفتُ عليه من كلام للحافظ ابن حجر في كتابه طبقات المدلسين، حيث ذكر هشام بن عروة في هذا الكتاب، وقال: (ص26) 0
" تابعي صغير مشهور ذكره بذلك أبو الحسن القطان وأنكره الذهبي وابن القطان فان الحكاية المشهورة عنه أنه قدم العراق ثلاث مرات ففي الأولى حدث عن أبيه فصرح بسماعهوفي الثانية حدث بالكثير فلم يصرح بالقصة وهي تقتضي انه حدث عنه بما لم يسمعه منهوهذا هو التدليس "0
والحافظ ابن حجر يشير بهذا الكلام إلى القصة المشهور التي ذكرها أهل العلم في كتبهم حول ما قاله ابن خراش:
" 00بلغني أنَّ مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث قدمات: قدمة كان يقول حدثني أبي قال سمعتُ عائشة، وقدم الثانية فكان يقول: حدثني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة لا يذكر السماع "0 [1]
فهل يفهم من هذه القصة ما يدل على أنَّ هشام بن عروة من المدلسين00؟؟ 0
مع العلم بأنَّ الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يفهم ما فهمه الحافظ ابن حجر من أنَّ هذا يدل على التدليس، أو أنَّ:" هذا هو التدليس "0على حد تعبير الحافظ
فقد روى الأثرم عن الإمام أحمد قوله:" ما أحسن حديث الكوفيين عن هشام بن عروة، أسندوا عنه أشياء، قال: وما أرى ذلك إلاَّ على النشاط – يعني أنَّ هشاماً ينشط تارة فيسنده، ثم يرسله مرة أخرى، قلتُ لأبي عبد الله: كان هشام تغير00؟؟ 0قال: ما بلغنا عنه تغير "0انظر شرح العلل لابن رجب: (2/ 488) 0
كما أنَّ الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى لم يفهم من هذه القصة أنَّ هشاماً من المدلسين، بل فهم منها أنَّ حديث أهل المدينة عنه أصح من حديث الكوفيين عنه، حيث قال في شرح علل الترمذي ما نصه: (2/ 488) 0
" وهذا مما يؤيد ما ذكره الإمام أحمد أنَّ حديث أهل المدينة كمالك وغيره عنه أصح من حديث أهل العراق عنه "0
وقد فهم أبو الحسن ابن القطان من هذه القصة أنَّ هشام بن عروة رحمه الله تعلى قد اختلط – ولم يفهم ما فهمه الحافظ من أنَّ هشاماً قد دلس قط – فردَّ الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء على ما فهمه ابن القطان بقوله:
" قلت: الرجل حجة مطلقا، ولا عبرة بما قاله الحافظ أبو الحسن بن القطان من أنه هو وسهيل بن أبي صالح، اختلطا وتغيرا، فإن الحافظ قد يتغير حفظه إذا كبر، وتنقص حدة ذهنه، فليس هو في شيخوخته، كهو في شبيبته.
وما ثم أحد بمعصوم من السهو والنسيان، وما هذا التغير بضار أصلا، وإنما الذي يضر الاختلاط، وهشام فلم يختلط قط، هذا أمر مقطوع به، وحديثه محتج به في " الموطأ " والصحاح، " والسنن " فقول ابن القطان: " إنه اختلط " قول مردود، مرذول، فأرني إماما من الكبار سلم من الخطأ والوهم "0 [2]
كما أني لم أقف على أحد من أهل العلم - قبل الحافظ ابن حجر – قد جعل من هذه القصة دليل على أنَّ هشام بن عروة من المدلسين 0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
[1] انظر تهذيب الكمال: (30/ 239) 0وسير أعلام النبلاء: (6/ 35) 0وشرح علل الترمذي: (2/ 489) 0
[2] انظر سير أعلام النبلاء: (6/ 35 - 36) 0وانظر قريب من هذا الكلام في كتابه ميزان الاعتدال: (4/ 301) 0
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:33 م]ـ
أخي أبا محمد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل هذا النقل يفيدك شيئا
جاء في مجموع مؤلفات الشيخ حماد الأنصاري ما يلي:
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام تابعي صغير مشهور ذكره بالتدليس أبو الحسن القطان وأنكره الذهبي وابن القطان فإن الحكاية المشهورة عنه أنه قدم العراق ثلاث مرات ففي الأولى حدث عن أبيه فصرح بسماعه وفي الثانية حدث بالكثير فلم يصرح. القصة.
¥