تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: والحكاية التي نقلها الرَّافضي ابن خراش لم يسق إسنادها بل حكاها بلاغا عن الإمام مالك

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:30 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

جزاك الله شيخنا الفاضل:" خالد بن عمر "0خير الجزاء على هذه المشاركة النافعة00وأجزل مثوبتك بما هو أهله00اللهم آمين

و لا يخفيك شيخنا أنَّ أكثر ما يمكن أن يتمسك به من يتهم هشام بن عروة بالتدليس هو: ما أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث من طريق قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال: ثنا أبو جعفر المستعيني قال: ثنا علي بن عبد الله المديني قال: قال أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبية عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ماخير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما وما ضرب بيده شيئاً" الحديث فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين" لم أسمع من أبي إلا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري "انظر معرفة علوم الحديث: (ص104) 0

والحقيقة أني أشك في صحة هذا النقل عن علي بن المديني، وذلك لسببين:

الأول: أني لم اقف على ترجمة ابن علي بن المديني، واسمه:" عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح "0هذا مع العلم بأنَّ الحافظ المزي رحمه الله تعالى قد ذكر في الرواة عن علي بن المديني:" ابنه عبدالله بن علي ين المديني "0انظر تهذيب الكمال: (21/ 8) 0

الثاني: هذا العدد الهائل من الأحاديث التي أخرجها صاحبي الصحيحين من طريق:" هشام بن عروة عن أبيه "0

فهل يعقل أن لا يكون قد سمع هشام بن عروة من أبيه إلاَّ هذا الحديث، مع العلم بأنَّ البخاري قال في تاريخه الكبير: (8/ 193) 0" سمع ابن عمرو وابن الزبير "0

لذا نرجو من مشاخنا الأفاضل أن يبنوا لنا ما مدى صحة هذه الراوية00أو توجيهها إذا كانت صحيحة00

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - 07 - 09, 05:03 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

شكر الله لك أخي الحبيب:" أحمد الأقطش "0و بارك الله فيك00كم أنا محتاج إلى هذا الكتاب القيم00والله اسأل أن يجزيك عني خير الجزاء00ويجعل هذا العمل في صحيفة عملك الصالح يوم يقوم النَّاس لرب العالمين

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

أخي المكرَّم أبا محمد السوري .. أكرمك الله ورفع قدرك .. وغفر لنا ولكم وأصلح حالنا وحالكم

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:20 ص]ـ

بارك الله فيك أخي أبا محمد

أولا: أنا لست شيخا حفظك الله لا سنا ولا قدرا

ثانيا: هذا الذي استشكلته ليس مشكلا أصلا، لأن كلام هشام بن عروة ليس على إطلاقه كما قد يفهم منه أول الأمر فقوله ((قال أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبية عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ماخير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وما ضرب بيده شيئاً " الحديث

فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين" لم أسمع من أبي إلا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري "))

هشام بن عروة رحمه الله لا يقصد هنا أنَّه لم يسمع من أبيه إلا رواية ((مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا))، وأنَّ كل رواياته الأخرى عن أبيه إنَّما أخذها عن الزُّهري

بل يقصد هذه الزِّيادة التي زادها هنا ((وما ضرب بيده شيئاً))، وقد تكلم عليها االإمام لدراقطني، في تتمة العلل (13/ 249)

وهذا لا يخرج عن قول الإمام مسلم رحمه الله (( ... فجائز لكل واحد منهم أن ينزل فى بعض الرواية فيسمع من غيره عنه بعض أحاديثه ثم يرسله عنه أحيانا ولا يسمى من سمع منه وينشط أحيانا فيسمى الرجل الذى حمل عنه الحديث ويترك الإرسال ... ))

وهشام لمَّا سئل عن مسموعه من غيره بيَّن ذلك، وهذا الذي قصده الحاكم من هذا المثال

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:59 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكما الله خيراً وزادكما من فضله. أرجو أن تصحّحا لي ما يلي:

- الإرسال: هو رواية الراوي عمَّن لم يسمع منه، سواء لم يدرك عصره وهو الإرسال الجليّ، كالتابعي والرسول صلى الله عليه وسلم. أو تعاصرا وهو الإرسال الخفيّ، كيونس بن عبيد ونافع.

- وأما التدليس: فهو رواية الراوي عمَّن سمع منه ما لم يسمعه.

ويتفق الإرسال والتدليس في أن كليهما انقطاع، لأن هناك واسطة أسقطه الراوي بينه وبين شيخه. ويختلفان في أن المُرسِل لا يدّعي السماع ولا يوهم السامع بذلك. أما المُدَلِّس فمعروفٌ سماعُه من شيخه، فيُوهِم السامِع أن هذا الحديث مِن مسموعاته.

وأرى أن الأئمة أطلقوا على صنيع هشام بن عروة إرسالاً لأنه لم يقصد الإيهام، إلاّ أن إسقاط الواسطة تدليس حتى ولو كان الواسطة ثقة. ولذلك قالوا إن ابن عيينة لا يدلّس إلا عن ثقة.

والذي أراه في ضوء كلام أئمة النقد أنه رحمه الله كان يُسقط الواسطة بينه وبين أبيه في بعض الأحاديث التي اضطرب في حفظها فلم يتقنها، ولذلك فوقوع التدليس القليل لا يعني أنه مدلّس. ولذلك نصّوا على أنه لم يشتهر بالتدليس، ووضعه ابن حجر في المرتبة الأولى ونبّه على ذلك.

والله تعالى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير