تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استدراك على ابن القيم في معنى حديث خباب؟؟]

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 04:36 م]ـ

قال الامام ابن القيم رحمه الله

وفي صحيح البخارى من حديث خباب بن الارت قال شكونا إلى رسول الله وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون

وفي لفظ للبخارى أتيت رسول الله وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه فقال لقد كان الرجل ليمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه وقد حمل أهل العلم قول خباب شكونا إلى رسول الله حر الرمضاء فلم يشكنا على هذا المحمل وقال شكوا اليه حر الرمضاء الذى كان يصيب جباههم وأكفهم من تعذيب الكفار فلم يشكهم وانما دلهم على الصبر

وهذا الوجه أنسب من تفسير من فسر ذلك بالسجود على الرمضاء واحتج به على وجوب مباشرة المصلى بالجبهة لثلاثة أوجه

أحدها انه لا دليل في اللفظ على ذلك

الثانى انهم قد أخبروا أنهم كانوا مع النبي فكان أحدهم اذا لم يستطع أن يسجد على الأرض يبسط ثوبه فسجد عليه والظاهر أن هذا يبلغه ويعلم به وقد أقرهم عليه

الثالث ان شدة الحر في الحجاز تمنع من مباشرة الجبهة والكف للأرض بل يكاد يشوى الوجه والكف فلا يتمكن من الطمأنينة في السجود ويذهب خشوع الصلاة ويتضرر البدن ويتعرض للمرض والشريعة لا تأتى بهذا فتأمل رواية خباب لهذا والذى قبله واجمع بين اللفظين والمعنيين والله أعلم ولا تستوحش من قوله فلم يشكنا فانه هو معنى إعراضه عن شكايتهم واخباره لهم بصبر من قبلهم والله أعلم

ثم استدركت على الامام ابن القيم رحمه الله وقلت بان الروايات يفسر بعضها بعضا

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التلخيص ويعارض الإبراد ما رواه مسلم، عن خباب {شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا} قيل معناه ولم يعذرنا ولم يزل شكوانا والهمزة للسلب كأعجمت الكتاب أي أزلت أعجمته وقيل معناه لم يحوجنا إلى الشكوى بل رخص لنا في التأخير، والأول يدل عليه ما رواه ابن المنذر والبيهقي، من حديث سعيد بن وهب، عن خباب {شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء فما أشكانا وقال: إذا زالت الشمس فصلوا}

، ومال الأثرم والطحاوي إلى نسخ حديث خباب.

قال الطحاوي: ويدل عليه حديث المغيرة: {كنا نصلي بالهاجرة فقال لنا: أبردوا} فبين أن الإبراد كان بعد التهجير،

وحمل بعضهم حديث الإبراد على ما إذا صار الظل فيئا. وحديث خباب، على ما إذا كان الحصى لم يبرد، لأنه لا يبرد حتى تصفر الشمس،

فلذلك رخص في الإبراد، ولم يرخص في التأخير إلى خروج الوقت

ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[10 - 07 - 09, 05:11 م]ـ

أصبت أخي نفع الله بك وجزاك الله خيرا

وقد ذهب إلى ما ذهب إليه ابن القيم ابن كثير أيضا رحم الله الجميع

فقال في سيرته

والذى يقع لى، والله أعلم، أن هذا الحديث مختصر من الاول، وهو أنهم شكوا إليه صلى الله عليه وسلم ما يلقون من المشركين من التعذيب بحر الرمضاء، وأنهم يسحبونهم على وجوههم فيتقون بأكفهم، وغير ذلك من أنواع العذاب كما تقدم عن ابن إسحاق وغيره، وسألوا منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم على المشركين، أو يستنصر عليهم، فوعدهم ذلك ولم ينجزه لهم في الحالة الراهنة، وأخبرهم عمن كان قبلهم أنهم كانوا يلقون من العذاب ما هو أشد مما أصابهم ولا يصرفهم ذلك عن دينهم، ويبشرهم أن الله سيتم هذا الامر ويظهره ويعلنه، وينشره وينصره في الاقاليم والآفاق، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عزوجل والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. ولهذا قال: " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في وجوهنا وأكفنا فلم يشكنا " أي لم يدع لنا في الساعة الراهنة. فمن استدل بهذا الحديث على عدم الابراد، أو على وجوب مباشرة المصلى بالكف، كما هو أحد قولى الشافعي، ففيه نظر. والله أعلم.

وأشار ابن حجر إلى أن ابن كثير قال بذلك أيضا ونبه عليه فقال

تنبيه اخر

أغرب الشيخ عماد الدين بن كثير فزعم ان الحديث الوارد عن خباب عند مسلم وأصحاب السنن شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حر الرمضاء فلم يشكنا طرف من حديث الباب وان المراد انهم شكوا ما يلقونه من المشركين من تعذيبهم بحر الرمضاء وغيره فسألوه ان يدعو على المشركين فلم يشكهم أي لم يزل شكواهم وعدل إلى تسليتهم بمن مضى ممن قبلهم ولكن وعدهم بالنصر انتهى ويبعد هذا الحمل ان في بعض طرق حديث مسلم عند بن ماجة الصلاة في الرمضاء وعند احمد يعني الظهر وقال إذا زالت الشمس فصلوا وبهذا تمسك من قال انه ورد في تعجيل الظهر وذلك قبل مشروعية الابراد وهو المعتمد والله اعلم

فتح الباري - ابن حجر - (7/ 167)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير