تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

13 ـ وكما حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا علي بن معبد حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن قيس النخعي قال: سمعت أبا الحاكم البجلي يقول: دخلت على أبي هريرة ن وهو يحتجم، فقال لي: يا أبا الحاكم أتحتجم؟ فقلت: ما احتجمت قط. فقال أخبرنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم؛ أن جبريل عليه السلام أخبره أن الحجم من أنفع ما يتداوى به الناس.

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل ما ذكره له من ذلك الخبر، لا بالحديث.

14ـ وكما حدثنا أبو أمية، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب قال: حدثنا أبو ذر بالربذة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل عليه، فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ".

قلت: يا رسول الله! وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق ". قلت:" يا رسول الله! وإن زنى، وإن سرق "؟ قال: " وإن زنى وإن سرق ".

15 ـ وكما حدثنا أبو أمية، حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش قال: حدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه.

قال: قلت: يا رسول الله! وإن زنى، وإن سرق؟

قال: " وإن زنى وإن سرق، وإن رغم أنف أبي الدرداء ".

16 ـ وكما حدثنا أبو أمية، حدثنا روح بن عبادة ن عن حاتم بن أبي صغيرة، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، أن أبا سليمان الجهني حدثه قال: حدثني أبو ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقيت الملك، فأخبرني أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله كان له الجنة ".

فما زلت أقول: وإن، وإن، حتى قلت له: وإن زنى وإن سرق؟

قال: " وإن زنى، و إن سرق "

17ـ وكما حدثنا محمد بن خزيمة، حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن حماد بن [سلمان]، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخبرني جبريل لأمتي: أنه من شهد منهم أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله دخل الجنة ". قال قلت يا رسو الله! وإن زنى، وإن سرق؟ قال: " وإن زنى، وإن سرق " قال: قلت يا رسول الله! وإن زنى، وإن سرق؟ قال:" وإن زنى وإن سرق ".

18 ـ كما حدثنا أبو أمية، حدثنا عبد الله بن بر بن حبيب السهمي وعبيد الله بن موسى العبسي قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، فلما كان بعض الليل، تنحى، فلبث طويلا، ثم أتانا، فقال: " أتاني آت من ربي عز وجل، فأخبرني أنه، من مات من أمتي لا يشكر بالله شيئاً، دخل الجنة "

قال: قلت: وإزنى، وإن سرق؟ قال: " وإن زنى، وإن سرق ".

قال أبو جعفر: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان جبريل عليه السلام قاله من ذلك بالخبر، لا بالحديث.

19ـ وكما حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا المسعودي، حدثنا اسماعيل بن واسط البجلي، عن محمد بن أبي كبشة الأنماري ـ أنمار غطفان ـ عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فسارع الناس إلى أهل الحجر، ليدخلوا عليهم، فنودي في الناس: الصلاة جامعة، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ممسك بعنزة، فقال: ما يدخلون على قوم قد غضب الله عليهم، فناداه رجل ـ متعجباً ـ منهم: يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بأعجب؟ " كأنه يعني من ذلك رجل من أنفسكم يخبركم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا، وسددوا، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً ن ثم يأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً ".

قال أبو جعفر: فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يذكر لهم في ذلك من الأشياء الماضية بالإخبار عنها، لا بالحديث عنها.

وفيما ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ما قد دل على أن الحديث عن الشيء هو الإخبار عنه، وعلى أن الإخبار عنه هو الحديث عنه، وعلى أن لا فرق بين حدثنا وأخبرنا في المواضع التي ذكرناها في أول هذا الباب، وعلى أنه ما جاز أن يقال فيه: حدثنا، فجايز أن يقال فيه: أخبرنا، وما جاز أن يقال فيه:أخبرنا جايز أن يقال فيه: حدثنا.

وقد ذهب قوم فيما قرئ على العالم، فأجازه، وقبله وأقره، أنه يقال فيه: قرئ على فلان، ولا يقال فيه: حدثنا، ولا: أخبرنا.

قال أبو جعفر: ولا وجه لهذا القول منه عندنا، ولا بأس أن يقول في ذلك: أخبرنا، وحدثنا، وهو في معنى القراءة على العالم على من يأخذ ذلك عنه، وجايز أن يقول في ذلك ما يقوله فيما قرأه على العالم عليه.

ألا ترى أن رجلاًَ لو قرأ صكاً على رجل، فأقر له بفهمه، ثم أشهده على ما فيه على نفسه، أنه جايز له أن يقول: أقر عندي، كما يجوز له أن يقول ذلك، لو كان المكتوب عليه قرأه على نفسه عليه بنفسه، فصار الإقرار بالشيء، والتصديق به، وإن كان المتكلم به غير المقر، وغير المصدق، في حكم المقر به، والمصدق له، لو كان هذا المتكلم به، فكذلك يجب أن يكون ذلك في الحديث كذلك. والله أعلم بالصواب.

تم الفصل من كلام أبي جعفر الطحاوي ـ يرحمه الله ـ والحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.

غفر الله لمن ساهم في طبعها ونشرها ولوالديه وذريته ولمن قال آمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير