تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - يا اخي العنعنة هي مظنة الانقطاع وتأول اليه وذلك ان الناقد اذا رأى العنعنة من المدلس الثقة غلب على ظنه انه اسقط راو وعبر بعن بدلا من صيغة التحديث , وعليه فقول من قال الحديث الفلاني علته (عنعنة فلان .... ) انما اراد الذي يمكن احتماله بسبب العنعنة اي الانقطاع. وهذا كما ترى انما هو تعبير منهم على وجه الاختصار والاحتياط اعني ان الناقد عندما يعله بذلك انما اراد الاشارة الى احتمالية الانقطاع لا الجزم به كون المدلس وان كان شأنه الاسقاط يحتمل انه لم يسقط في هذا الحديث لكن الاحتياط جعل الناقد يتوقف بحديث المدلس جملة لوجود الريبة, ولهذا عدل عن التصريح بالانقطاع الى التعبير بالعنعنة - والله اعلم -

3 - قولك (وكأن العنعنة هي مظنة الإنقطاع فقط، أو أنَّ التصريح بالسماع دليل الإتصال0

... ، ولا التصريح بالسماع نافٍ لهذه العلة) نعم العنعنة ليست وحدها مظنة الانقطاع, اما التصريح بالسماع في حديث علته فقط العنعنة الاصل فيه انه دليل الاتصال وكافٍ في اثباته لكن قد يكون هناك بعض الحالات يكون التصريح بالسماع فيها وهم ولذلك يجب الحذر والاحتياط في مثل هذه الحالات

4 - متى نحكم على ان التصريح بالسماع في حديث ما وهم؟

اظن ان ذلك ينبغي ان يترك للنقاد من اهل العلم فلا يجوز لاحد ان يحكم على تصريح بالسماع بأنه وهم حتى ينص على ذلك احد النقاد الكبار كابن المديني او الامام احمد او ابن معين او امثالهم وذلك ان هذا الامر يحتاج الى عالم سبر الاحاديث وعرف مرويات كل راو وعمن روى وممن سمع وهذ شأن لا يتيسر الا لقلة من العلماء

ونحن نلاحظ ان بعض اهل العلم عدوا من العلل في الحديث (ابطال او نفي السماع المتوهم) كما ورد ذلك عند الحاكم وابن رجب والدارقطني

وهكذا يتضح ان الاصل بالتصريح بالسماع انه كافٍ لاثبات الاتصال الا ان تكون هناك قرينة قوية تبطل هذا التصريح وتؤكد وهمه هذا اذا كانت العلة فقط العنعنة من المدلس الثقة

5 - لا شك ان منهج المتقدمين اسلم واوثق لكن ينبغي علينا ان نستفيد من الجميع ولقد رايتك انت في هذا الموضوع بالذات الذي تنتقد به المتأخرين تقدم قول بعضهم على قول المتقدمين

(وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى - وهو يتحدث عن تصريح سماع الأعمش من مجاهد، في حديث أخرجه البخاري رحمه الله تعالى – ما نصه:

" قوله عن الأعمش حدثني مجاهد أنكر العقيلي هذه اللفظة وهي حدثني ...... انظر إلى قول الحافظ ابن حجر: " وتفرد بن المديني بالتصريح "0والصحيح أنَّه من رواية الأعمش عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد0) ولا تثريب عليك فالحق يقبل من الجميع

6 - كما قلت سابقا انا مع الرجوع الى المنابع الاصلية لكن مع عدم اهدار جهود المتأخرين - والله اعلم -

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

بارك الله فيك أخي:" أبا تميم عبد الله "0 وأحسن إليك00اللهمَّ آمين0

لقد قرأتُ ملاحظاتك، ويشهد الله بأنَّي قد سررتُ بها جداً، لذلك اسمح لي بمناقشتك فيها، فأقول وبالله نستعين:

1 - أمَّا قولك:" انا مع التوجه المنادي بالرجوع بالحديث وعلومه الى منابعه الاصلية والاعتماد على منهج المتقدمين اكثر لكن من غير اهمال لما قدمه المتأخرون "0

لا اعتقد أنَّ في كلامي أي أشارة إلى هذا المعنى الذي قلته، وهو الدعوة إلى اهمال جهود المتأخرين، بل أرى أنَّ عند المتأخرين من العلم والتقوى ما لا يجوز لنا أن نتجاهلهم أبداً، ودليل أنَّي لا ادعوا إلى إهمال جهود المتأخرين أنَّي قد استشهدتُ - والغريب أنَّك قد غمزتني بهذا الإستشهاد - بقول أحد أئمة المتأخرين وهو الحافظ ابن حجر عندما ردَّ تصريح بالسماع بين الأعمش و مجاهد، وقال أنَّ علي بن المديني رحمه الله تعالى هو الذي تفرد بذكر السماع من أصحاب الأعمش0

فهذا إن دلَّ على شيء، فإنَّه يدل على أنَّ للمتأخرين مكانة كبيرة عندي، بل وحتى المعاصرين كالشيخ العلامة عبد الرحمن اليماني، والشيخ العلامة أحمد محمد شاكر، والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ وشيخنا العلامة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمهم الله تعالى جميعاً0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير