تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قف على نص من كتاب (الانتفاع بجلود السباع) للإمام مسلم]

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 01 - 03, 04:13 ص]ـ

قال البيهقي في (بيان خطأ من أخطأ على الشافعي) ص 332 (أبنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله قال قرأت في أصل كتاب أبي أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الماسرجي، سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول في قول أجاده في مثله:

((وهذا قول أهل العلم بالحديث والأخبار ممن يعرف بالتفقه فيها والاتباع لها منهم يحي بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،ومحمد بن ادريس الشافعي، واحمد بن حنبل،واسحاق بن راهويه.

وقال مسلم: ((ثم أقبل صاحب الوضع في والميتة يعطف على الشافعي محمد بن ادريس يعيره بالرواية عن أقوام فيقول لو أن الشافعي اتقى حديث فلان وفلان من الضعفاء لكان ذلك أولى به من

اتقائه حديث عكرمة الذي أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديثه!

قال مسلم: ((والشافعي لم يكن اعتماده في الحجة للمسائل التي ذكر في كتبه تلك الاحاديث في أثر جواباته لها، ولكنه كان ينزع الحجج في أكثر تلك المسائل من القرآن، والسنة، والأدلة التي يستدل بها، ومن القياس،اذ كان يراه حجة.

ثم يذكر الاحاديث قوية كانت أو غير قوية

فما كان منها قويا اعتمد عليه في الاحتجاج به وما لم يبلغ منها أن يكون قويا ذكره عند الاحتجاج بذكر خامل فاتر، وكان اعتماده حينئذ على ما استدل به من القرآن والسنة والقياس.

والدليل على أن ما قلنا من مذهب الشافعي لذكر الأحاديث الضعاف أنه كما قلنا أن مذهبه ترك الاحتجاج بالتابعين تقليدا، وأنه يعتمد في كتبه لمسائل من الفروع ويتكلم فيها بما يصح من الجواب عنها من دلائل القرآن والسنة والقياس، ثم يأتي على أثرها بقول ابن جريج عن عطاء وعمرو بن دينار وغيرهما من آراء التابعين بما يوافق قوله لئلا يرى من ليس بالمتجر في العلم ممن ينكر بعض فتواه في تلك الفروع أن ما يقول في العلم لا يقوله غيره فيذكر تلك الآراء عن التابعين لهذا، الا انه لا يعتد بشئ من أقوالهم حجة يلزم القول به عنه تقليد) انتهى

وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (9/ 309) (وقال مسلم بن الحجاج في كتابه (الانتفاع بجلود السباع) وهذا قول أهل العلم بالأخبار ممن يعرف بالتفقه فيها والاتباع لها منهم يحيى بن سعيد، وابن مهدي،ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد،وإسحاق.

ولما ذكر في موضع آخر قول من عاب الشافعي أنشد

ورب عياب له منظر **** مشتمل الثوب على العيب) انتهى.

ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[19 - 01 - 03, 08:14 ص]ـ

والله إنّه لكلام رائع من الإمام مسلم في الدفاع عن الإمام الشافعي.

أحسن الله للشيخ الفقيه على هذا النقل الممتع.

ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[01 - 03 - 03, 11:21 م]ـ

جزاك الله تعالى خيرا، وأمتع بك

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 04 - 03, 02:59 ص]ـ

ولعل هذا الكلام من مسلم مما قد يستدل به البعض على أن الإمام مسلم شافعي المذهب وليس كذلك بل الإمام مسلم على مذهب أهل الحديث

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (20/ 40 - 41)

(الحمد لله رب العالمين

أما البخارى وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد

وأما مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ولا هم من الائمة المجتهدين على الاطلاق بل هم يميلون الى قول أئمة الحديث كالشافعى وأحمد واسحاق وأبى عبيد وأمثالهم

ومنهم من له اختصاص ببعض الائمة كاختصاص ابى داود ونحوه بأحمد بن حنبل وهم الى مذاهب أهل الحجاز كمالك وأمثاله أميل منهم الى مذاهب أهل العراق كأبى حنيفة والثورى

وأما ابو داود الطيالسى فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان ويزيد بن هارون الواسطى وعبد الله بن داود ووكيع بن الجراح وعبد الله بن ادريس ومعاذ بن معاذ وحفص ابن غياث وعبد الرحمن بن مهدي وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الامام أحمد وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث

ومنهم من يميل الى مذهب العراقين كأبى حنيفة والثوري ونحوهما كوكيع ويحيى بن سعيد

ومنهم من يميل الى مذهب المدنين مالك ونحوه كعبد الرحمن ابن مهدى

وأما البيهقى فكان على مذهب الشافعى منتصرا له فى عامة أقواله والدار قطنى هو أيضا يميل الى مذهب الشافعى وأئمة السند والحديث لكن ليس هو فى تقليد الشافعى كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل واجتهاد الدار قطنى أقوى منه فانه كان أعلم وأفقه منه) انتهى.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 07 - 03, 06:33 م]ـ

تأمل ما قاله الإمام مسلم: ((والشافعي لم يكن اعتماده في الحجة للمسائل التي ذكر في كتبه تلك الاحاديث في أثر جواباته لها، ولكنه كان ينزع الحجج في أكثر تلك المسائل من القرآن، والسنة، والأدلة التي يستدل بها، ومن القياس،اذ كان يراه حجة.

ثم يذكر الاحاديث قوية كانت أو غير قوية

فما كان منها قويا اعتمد عليه في الاحتجاج به وما لم يبلغ منها أن يكون قويا ذكره عند الاحتجاج بذكر خامل فاتر، وكان اعتماده حينئذ على ما استدل به من القرآن والسنة والقياس.

والدليل على أن ما قلنا من مذهب الشافعي لذكر الأحاديث الضعاف أنه كما قلنا أن مذهبه ترك الاحتجاج بالتابعين تقليدا، وأنه يعتمد في كتبه لمسائل من الفروع ويتكلم فيها بما يصح من الجواب عنها من دلائل القرآن والسنة والقياس، ثم يأتي على أثرها بقول ابن جريج عن عطاء وعمرو بن دينار وغيرهما من آراء التابعين بما يوافق قوله لئلا يرى من ليس بالمتجر في العلم ممن ينكر بعض فتواه في تلك الفروع أن ما يقول في العلم لا يقوله غيره فيذكر تلك الآراء عن التابعين لهذا، إلا انه لا يعتد بشئ من أقوالهم حجة يلزم القول به عنه تقليد) انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير