تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي (النقاد) .. أحبك الذي أحببتنا فيه .. وشكر الله لك هذا التعقيب .. الذي يدل على فهم وسعة اطلاع. . وأنت أيها (البخاري) جزاك الله خيرًا.

وزد على ما تقدم:

· هشيم بن بشير فمن أصحابه من كان على علم بحديثه وروايته، يعلم ما دلس فيه وما صح له سماعه، فلا وجه لإعلال ما ورد من طريقهم، فمن هؤلاء: إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى الطباع. ومحمد بن الصَّباح الدولابي.

ـ فأما إبراهيم بن عبد الله، فقال ابن معين: "أصحاب هشيم محمد بن الصبَّاح الدولابي، وإبراهيم الهروي، وهو أكيس الرجلين".

انظر (السير 11: 479) وله كلام في أحاديث لهشيم تنبئ بدراية واسعة لمروياته.

روى صالح جزرة، عن إبراهيم بن عبد الله، أنه قال: "ما مر حديث لهشيم إلا وقد سمعته عشرين مرة أو أكثر، وكنت أُوقفه".

انظر (العلل رواية عبد الله، الفهارس 4: 342 - 344)، و (المراسيل لابن أبي حاتم ص230) وغيرهما من المظان.

ـ أما أحمد بن حنبل فقال: "حفظت كل شيء سمعته من هشيم، وهشيم حي قبل موته".

وقد لازمه قرابة أربع سنين، وكان من أوائل شيوخه.

قال أحمد: "طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة، ومات هشيم وأنا ابن عشرين سنة، وأنا أحفظ ما سمعت منه، ولقد جاء إنسان إلى باب ابن علية، ومعه كتب هشيم، فجعل يلقيها عليّ، وأنا أقول: هذا إسناده كذا، وهذا إسناده كذا .. ".

ويظهر من حال أحمد مع هشيم، أنه على دراية تامة بتدليس هشيم، فتراه يقول: لم يسمع من فلان، وسمع من فلان، وقد أحصيت من ذكر أحمد من الرواة الذين لهشيم عنهم رواية ولم يسمع منهم، أو سمع منهم، ولكنه دلس عليهم، فبلغوا أكثر من سبعة عشر راويًا، مما يدل على أنه على معرفة تامة بذلك، فتبين بهذا أنه عمدة في معرفة حال هشيم ورواياته.

ـ وأما محمد بن عيسى الطَّباع، فقال علي بن المديني: "سمعت عبد الرحمن ويحيى يسألانه عن حديث هشيم، وما أعلم أحداً أعلم به منه". انظر (التاريخ الكبير 1/ 1: 203).

وقال أبو حاتم الرازي: "سمعت محمد بن عيسى، يقول: اختلف عبد الرحمن ابن مهدي، وأبو داود في حديث لهشيم، فقال أحدهما: كان يدلسه، وقال الآخر: بل هو سماع، فتراضيا بي فأخبرتهما بما عندي، فاقتصرا عليه". انظر (تاريخ بغداد 2: 396).

وقال ابن حبان في الثقات (9: 64): "كان من أعلم الناس بحديث هشيم، كان يحيى وعبد الرحمن يسألانه عن حديث هشيم".

وكتب محبكم / يحيى العدل صبيحة الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي القعدة لسنة ثلاث وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة .. على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 01 - 03, 09:24 ص]ـ

أخي الفاضل يحيى العدل

هل من دليل على أن هؤلاء الحفاظ لا يحدثون عن هشيم إلا بما سمعه؟ يعني هذا حسن الظن بهم، لكن هل هذا أكيد؟

أيضاً هل من دليل على ما ذكره ابن حجر عن حفص بن غياث أنه يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع، وبين ما دلسه؟

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 01 - 03, 07:43 م]ـ

حييت أخي (الأمين) محمد .. نعم ما ذكرتم وارد .. والكلام حول هذه القضية طويل الذيل .. خلاصته أن: (النظر في القرائن هو الفيصل في رواية المدلس بالعنعنة) .. ومنها ما ذكرت آنفًا.

وإذا نظرت في تصرفات النقاد من المتقدمين والمتأخرين لمست في تصرفاتهم صدق ما ذكرت لكم ..

ولو نظرتم إلى اعتماد الكثير على قاعدة رد حديث المدلس ما لم يصرح بالسماع (بإنصاف) .. لوجدت أنهم وقعوا في التناقظ بالتفريق بين ما رواه المدلس في الصحيحين .. وما رواه خارجهما .. (بلا دليل معتبر).

ثم إن هذا أوقع فئام من طلبة العلم في التعقب والاستدراك على كبار الأئمة .. أخذًا بظاهر هذه القاعدة التي لا تطرد.

ودائرة هذه القرائن (المشار إليها) متسعة .. لعلنا نلقي عليها الضوء يومًا مدعمةً بالأمثلة ..

وكتب/ محبك يحيى العدل.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:19 ص]ـ

[ COLOR=blue]

وهذا شعبة بن الحجاج في جماعة من المدلسين مرَّ ذكر بعضهم. قال الحافظ: "وكان شعبة لا يأخذ عن شيوخه ما دلسوا فيه ولا ما لقنوا ". انظر (التلخيص الحبير 2: 197).

[/ SIZE]

قال العلائي في (جامع التحصيل) (ص102):

(روى عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة أنه قال كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال: حدثنا، كتبت؛ وإذا قال: حدث، لم أكتب)؛ ثم قال العلائي معلقاً على هذا الكلام في معرض مناقشته لبعض المسائل:

(لكن هذا قد لا يرد على الحاكم لأن شعبة كان لا يقبل التدليس مطلقاً سواء كان عن ثقة أو لم يكن).

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 12 - 05, 05:19 ص]ـ

ونقل ابن حجر في آخر كتابه (طبقات المدلسين) من (المعرفة) للبيهقي ما حكاه عن شعبة من أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة؛ ثم قال ابن حجر: فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة؛ ونظيره (ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر) فإنه لم يسمع منه إلا مسموعه من جابر؛ قال سعيد بن أبي مريم ثنا الليث قال: جئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين فسألته: أسمعت هذا كله عن جابر؟ قال: لا، منه ما سمعت، ومنه ما لم أسمع؛ قال: فأعلم لي على ما سمعت منه؛ فأعلم لي على هذا الذي عندي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير