الثاني: أن هذا الحديث قد روي مرفوعا من من حديث علي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن مسعود وعبد الله بن عمرو وابن عمر وأبي أمامة وجابر بن سمرة وأسامة بن زيد وأسانيدها ضعيفة وقال الدارقطني " لا يصح مرفوعا إنما هو عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري عن النبي صلى الله عليه و سلم وقال ابن عدي " رواه الثقات عن الوليد بن مسلم عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال ثنا الثقة من أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فذكره وأورده العقيلي في الضفعاء في ترجمة معان بن رفاعة وقال " لا يعرف إلا به " انتهى. وهو مرسل أو معضل ضعيف وإبراهيم الذي أرسله قال فيه ابن القطان " لا نعرفه البتة في شيء من العلم غير هذا ولم يضعوا اسمه في تواريخهم "
قلت: ذكره الحسن بن عرفة في الصحابة حكاه عنه أبو نعيم لكنه قال " لم يتابع عليه "
وقال ابن الجوزي " في صحبته نظر "
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين فحصل أنه إما تابعي ثقة (أم) مشكوك في صحبته بل في كتاب العلل للخلال أن أحمد بن حنبل سئل عن هذا الحديث فقيل له كأنه كلام موضوع؟ فقال لا هو صحيح فقيل له ممن سمعته؟ فقال من غير واحد فقيل من هم؟ فقال حدثني به مسكين إلا أنه يقول عن معان عن القاسم بن عبد الرحمن قال أحمد ومعان لا بأس به ووثقة ابن المديني قال ابن القطان وخفي على أحمد من أمره ما علمه غيره ثم ذكر تضعيفه عن طبقة أخرى متصلة بهم منهم إسحاق الكوسج والدارمي والذهلي والبخاري والعجلي الحافظ نزيل المغرب ثم من بعدهم أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ومسلم بن الحجاج وابو إسحاق الجوزجاني وهو ممن يبالغ في الجرح وأبو داود السجستاني وبقي بن مخلد وأبو زرعة الدمشقي وغيرهم ثم من بعدهم عبد الرحمن بن يوسف بن خراش البغدادي له مصنف ابن معين وابن أبي حاتم والسعدي وابن عدي وابن حبان وقال عبد الحق حديث أبي هريرة أحسن من عبد الله بن عمرو ونازعه ابن القطان في ذلك وفيما صار إلى من تضعيفه نظر فإنه يتقوى بتعدد طرقه ومن شواهده كتاب عمر إلي أبي موسى " المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو نسب "
الثالث: المشهور في لفظ هذا الحديث " يحمل " بفتح الفاء وضم العين من " عدوله " على أنه جمع عدل ورأيت في رحلة ابن الصلاح [بخطه] مما نقله قال الخطابي ومن روى الحديث بسكون اللام فقد أحال. " أهـ
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[13 - 08 - 09, 06:40 ص]ـ
4 - نصائح لطالب علم الحديث أفاد بها ابن الصلاح يرحمه الله تعالى.
قال ابن الصلاح:
أ- و ليكن كلما مر به اسم مشكل، أو كلمة من حديث مشكلة، بحث عنها وأودعها قلبه، فإنه يجتمع له بذلك علم كثير في يسر.
وليكن تحفظه للحديث على التدرج قليلا قليلا مع الأيام والليالي فذلك أحرى بأن يمتع بمحفوفظه.
ب- وأقوى ما يعتمد عليه في تفسير غريب الحديث: أن يظفر به مفسرا في بعض روايات الحديث.
ج- ينبغي له أن يحافظ على كِتْبَةِ الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وأله وسلم عنده ذكره، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره، فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبه، ومن أقفل ذلك حرم حظاً عظيماً، وقد روينا لأهل ذلك منامنات صالحة.
وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه، فلذلك لا يتقيد فيه بالروايه ولا يقتصر فيه على ما في الأصل.
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه، نحو " عز وجل " و " تبارك وتعالى و ما ضاهى ذلك.
د- وليشتغل بالتخريج والتأليف والتصنيف إذا استعد لذلك وتأهل له، فإنه - كما قال الخطيب الحافظ - يثبت الحفظ، ويذكي القلب، ويشحذ الطبع، ويجيد البيان، ويكشف الملتبس، ويكسب جميل الذكر ويخلده إلى آخر الدهر: وقل ما يمهر في علم الحديث،. ويقف على غوامضه، ويستبين الخفي من فوائدة إلا من فعل ذلك.
هـ- ثم أن من أعلى المراتب في تصنيفه تصنيفه معللاً، بأن جمع فى كل حديث طرقه واختلاف الرواة فيه، كما فعل يعقوب بن شيبة في مسنده." أهـ
والحمد لله تعالى، والصلاه والسلام على نبينا محمد.