[مع عنوان مشيخة ابن طهمان]
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:38 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..
فما زال أهلُ العلم وطلابُه يُعنَونَ بالكتاب من حيثُ مضمونُه وموضوعُه ومؤلِّفُه، وكذلك عنوانُه؛ إذ الكلام في توثيق عنوان الكتاب أصلٌ من أصول التحقيق العلمي لا ينبغي للمحقق إغفالُه أو المسامحةُ فيه! فإن تصحيح عنوان الكتاب مطلب علميٌّ مرغوب فيه ([1])، إذ إنه من النصح للعلم وطلابه، والذبِّ عن الكتابِ ومؤلِّفِه، ولا أقَلَّ من أن يكون إماطةً للأذى عن الطريق!
لذلك أُلِّفَتْ في تصحيح عنوان الكتاب مؤلفاتٌ أجاد فيها أصحابها ([2])، فنصحوا وبَرُّوا.
ومن الأسباب الداعية إلى تصحيح عنوان الكتاب ـ وهي كثيرة ـ ضبطُ عدم الاختلال في دراسة تاريخ التصنيف، كما هو الحال في كتابنا هذا، والله الموفق.
فكتابنا الذي نروم الكلامَ عنه طُبِع باسم «مشيخة ابن طَهْمان ([3])»، وتداوله الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية بهذا الاسم دون تردُّدٍ أو توقُّف.
فقد طُبِع الكتاب ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة (1403هـ ـ 1983م) بتحقيق: الدكتور محمد طاهر مالك.
وقد أَفرَد المحققُ لدراسة عنوان الكتاب مِساحةً من مقدمة التحقيق استغرقت الصفحاتِ (10 ـ 17)، غير أنه لم يوفَّق للاهتداء إلى عنوان الكتاب الصحيح. بل وقع في خطأ مركَّب آخر، حيث ادّعى أن عنوان الكتاب الصحيح مصحَّف عن «سنن ابن طهمان» كذا! ومع ذلك فقد أثبتَ اسم «المشيخة» على الغلاف، مع ترجيحه خطأ هذه التسمية!!
وأقول: كل ذلك خطأ من المحقق. فالكتاب إنما هو قطعة تتضمن جزأين من «نسخة ابن طهمان»، لا «مشيخة ابن طهمان» ولا «سننه».
ولعل ما أوقعه في هذا الوَهَم: انطماس كلمة «نسخة» في أول المخطوطة ([4])، وركونه لتسمية من سبقه من أفاضل المعاصرين للكتاب بالمشيخة ([5]).
وإنما وقع العلماءُ الأفاضلُ وطلبة العلم في هذا الإشكال بسبب قربِ رسم «مشيخة» من رسم «نسخة» ([6])، والله أعلم.
وبين أيديكم ـ أيها الأحبة ـ مقالة حررتها في نقد عنوان هذه النسخة، وبيان خطأ تسميتها بالمشيخة، والله الموفق.
.............................. .......................
([1]) انظر لأهمية ذلك: «العنوان الصحيح للكتاب» ص25ـ 30.
([2]) للشيخ عبد الفتاح أبو غدة ـ رحمه الله ـ رسالة «تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي»، وللشيخ الدكتور موفق عبد الله عبد القادر كتاب «توثيق النصوص وضبطها عند المحققين»، وللشيخ الدكتور حاتم بن عارف العوني كتاب «العنوان الصحيح للكتاب .. تعريفه، وأهميته» وهو أجلُّ ما في الباب.
([3]) تَصرَّفَت ريشة الخطّاط في الغلاف بضبط اسم طَهمان، فضمت طاءَه! فسار الضمُّ على ألسنة بعض الفضلاء! والصواب فتحُها، كما نبّه عليه المحقق في المقدمة ص18، هامش39.
([4]) الناظر في طُرّة المخطوط يلحظ تثخين كلمتَي (نسخة) و (بن طهمان)، مما يعني أنهما قد طُمستا بسبب الرطوبة أو نحوها، ثم جاء من أراد أن يصلح الأمر، فأفسده، والله المستعان.
([5]) لم أرَ أحداً سبق الشيخ الألبانيَّ ـ رحمه الله ـ في تسمية «نسخة ابن طهمان» بالمشيخة.
ثم تتابع الناسُ بعدُ على إطلاق اسم «المشيخة» على هذه «النسخة»، فلم أسمع أو أقرأ لأحدٍ ـمن المعاصرينـ ممن استدلَّ بأحاديث الكتاب أو عزا إليه إلا وأطلق عليه اسم «المشيخة». لا أستثني من ذلك أحداً، فيما أعلم.
([6]) وأغرق في الخطأ الأستاذ العلامة خير الدين الزركلي في الأعلام 1/ 45، فقال: «وفي مجموعٍ مخطوط بالظاهرية قائمة بأسماء شيوخه، من الورقة 236 – 255». اهـ.
قلت: المخطوط بين يديَّ، ولله الحمد. والكتابُ ليس قائمةً بأسماء شيوخه البتةَ.
وقد تلقف هذا الخطأ ـ دون رَويّة ـ فؤاد سزكين في كتابه «تاريخ التراث العربي» 1/ 171، كأنه استروح لكلام الزركلي، فكلامه يدل على عدم نظره في المخطوط، إذ قال: «وقد وصل إلينا ... قائمة بشيوخه، أي (مشيخة)» اهـ. والنسخة ليس فيها أدنى رائحة لقائمة شيوخ.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:03 م]ـ
لا تزال محاولاتي في رفع ملف المقالة تبوء بالفشل، فالله المستعان.
وما أدري سبب منع الموقع من ذكر رابط الملف في موقع الألوكة!!؟
لذا أرجو من الموقع إلغاء مشاركتي، لأنها ـ في حالها هذا ـ تبدو قاصرة دون ذكر المقالة بتمامها.