تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سماع قتادة من قسامة بن زهير]

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:57 م]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

فهذه نظرة في حديث قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة

ولندأ بالتخريج من المسند الجامع:

عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ، أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا، عنكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ، فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ، أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ، فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ".

أخرجه النسائي 4/ 8، وفي"الكبرى" 1972 و11926 قَالَ: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. وفي"الكبرى" 11927 وعن إسحاق بن إبراهيم

كلاهما (عبيد الله، وإسحاق) عن معاذ بن هشام، حدَّثني أبي، عن قتادة، عن قسامة بن زهير، فذكره.

قلت: أضيف: أن رواية هشام رواها أيضا البزار في مسنده 243/ 2 (المخطوط، وليس في المجلدات المطبوعة إلى الخامس عشر) على ما ذكر محققوا العلل، لابن أبي حاتم، ومحقق علل الدارقطني

ورواه أيضا القاسم بن الفضل، كذلك عند البزار في مسنده، ورواه معمر بن راشد، أخرج روايته الحاكم

فالحديث ُ رواه هشام الدستوائي عن قتادة به، وتابعه معمرُ بنُ راشد، والقاسمُ بنُ الفضل، وخالفهم همَّامُ بنُ يحيى، فرواه عن قتادة عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة.

وللننظر في تعليق أبي حاتم الرازي على الحديث:

قال أبو محمد بن أبي حاتم:

1044 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا حَضَرَ الْمُؤْمِنَ الْمَوْتُ حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قُبِضَ نَفْسُهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ " الْحَدِيثَ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَابَعَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ أَبِي: هَذَا أَشْبَهُ، لأَنَّ هِشَامًا أَحْفَظُ مِنْ هَمَّامٍ

فانحصر كلام أبي حاتم في الترجيح بين الروايتين، وكلتاهما معنعنة، فلو لم يكن سماع قتادة من شيخه صحيحا - سواء أكان قسامة بن زهير أو أبا الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي – لم يكن للترجيح معنى، إذ الترجيح بين منقطعين لَغوٌ لا حاجة إليه،

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في المراسيل (باب: ما ذُكر في الأسانيد المرسلة أنها لا تثبت بها الحجة، ص7)

15 - سمعتُ أبي وأبا زُرعةَ يقولان: (لا يُحتَجُّ بالمراسيل، ولا تقومُ الحُجَّةُ إلَّا بالأسانيد الصحاح المُتَّصِلَة)

وقد ذهب أبو حاتم إلى ترجيح رواية هشامٍ،

أما الدارقطني، فقد توقف في الترجيح،

قال أبو بكر البرقاني عن الدارقطني في العلل:

2244 - وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ حَضَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ نَفْسَهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَنْطَلِقُ بِهَا إِلَى بَابِ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ " الْحَدِيثَ، وَفِيهِ طُولٌ فَقَالَ: يَرْوِيهِ قَتَادَةُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَخَالَفَهُمُ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، فَرَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قِسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ

قلت: والظاهر أنه يرى احتمال صحة الروايتين، لأن قتادة واسع الرواية، وكذلك أبو هريرة، لكن أبا الحسن الدارقطني هو الآخر لم يتعرض لعنعنة قتادة، والظاهر أن في النسخ سقطا ما، لأن النسخة المطبوعة ليس فيها ذكر رواية هشام الدستوائي.

يتبع إن شاء الله تعالى .............

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير