تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والرابع: الغريبُ. وكلُّها - سوى الأول - آحادُ، وفيها المقبولُ والمردود؛ لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رُواتها دُون الأوَّل.

وقد يقع فيها ما يُفيد العلم النظريَّ بالقرائن على المُختار. ثم الغرابة: إمَّا أن تكون في أصل السند، أو لا.

فالأول: الفردُ المطلقُ.

والثاني: الفردُ النسبيُّ، ويقل إطلاق الفرد عليه.


القسم الرابع، أو النوع الرابع هو الغريب.

والغريب المراد به الحديث الذي يتفرد بروايته راوٍ واحد وسواء كان هذا التفرد في أصل السنة، أو في أثناء السند فهذا يرجع إلى أقسام هذا النوع من أنواع علوم الحديث، وهو الغريب، لكن إذا أردنا تعريفه فنقول هو ما يتفرد بروايته راوٍ واحد أيًّا كان ذلك التفرد.

الغريب له قسمان: ففيه الغريب المطلق، والغريب النسبي، ويقال له أيضًا الفرد المطلق والفرد النسبي فكلاهما لفظان يردان دومًا الغريب، والفرد منهم بمعنى واحد، وإن كان بعضهم أكثر ما يستعمل الغريب للفرد النسبي، ويقلُّ استعمال هذه اللفظة في الفرد المطلق ما المراد بالغريب؟، أو الفرد النسبي والمطلق الأول وهو المطلق ما كانت الغرابة فيه في أصل السند.

والمراد بأصل السند أي من جهة الصحابي ففي الأصل، وأكثر ما يقع دائمًا في الصحابي بحيث يكون من حديث مثلًا مرويًا عن صحابي واحد وعن ذلك الصحابي قد يتفرد بروايته واحد من التابعين، وقد يرويه أكثر من واحد أيضًا من التابعين فسواء، أو تفرد بروايته واحد، أو رواه أكثر من واحد عن ذلك الصحابي فهذا النوع وهذا القسم يقال له: الفرد، أو الغريب المطلق فإذن تعريف الفرد المطلق، أو الغريب المطلق هو ما كانت الغرابة فيه في أصل السند وأكثر ما يطلق أصل السند على الصحابي، لكن هل يرد على ما بعد الصحابي، أو لا يرد؟ نقول: قد يرد فيطلقون أصل السند أيضًا على مخرج الحديث وهو الراوي الذي تدور عليه الأسانيد.

فمثلًا إذا جئنا للحديث الذي نذكره دومًا وهو حديث إنما الأعمال بالنيات هذا الحديث ذكرنا أن الذي تفرد به مَنْ من الصحابة؟ عمر بن الخطاب ومن الذي رواه عنه من التابعين؟ علقمة بن وقاص الليثي، ومن الذي رواه عن علقمة؟ محمد بن إبراهيم التيمي، طيب هل هناك أحد رواه عن عمر غير علقمة؟ ما في أحد. هل هناك من رواه عن علقمة غير محمد بن إبراهيم التيمي؟ طيب من الذي رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي؟ يحيى بن سعيد الأنصاري هل هناك أحد رواه عن التيمي غير يحيى بن سعيد الأنصاري؟ ما في أحد.

الآن هذه الغرابة استمرت، أو كانت مقصورة على عمر بن الخطاب استمرت في ثلاثة دون عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لكن يحيى بن سعيد الأنصاري هو الذي اشتهر عنه الحديث فرواه جمع كثير حتى إن بعضهم قال: إنه رواه عنه أكثر من ستمائة شخص.

لكن قد يكون في هذا العدد مبالغة وقد يكون صحيحًا فالأجزاء والكتب الحديثية لم تصلنا كلها، لكن الحافظ ابن حجر يقول: إنه اجتهد في جمعه فلا يكاد يبلغ إلا مائة والمائة في الحقيقة كثير أيضًا يعني مائة كلهم يروون هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري كثيرة فأصبح مخرج الحديث، أو أصل الحديث هنا من هو؟ يحيى بن سعيد الأنصاري، فهذا أيضًا يقال له أيش؟ أصل السند، وهو نوع من أنواع الغريب والفرد المطلق، يهمنا هذا يعني التفريق؛ لأنه في هذه الحال قد يقول قائل: ما الفرق فهذا الغريب، أو الفرد المطلق وصفناه بهذا الوصف؛ لأنه في الأصل ما رواه إلا صحابي واحد وهو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؟

أقول: قد يرد الحديث عن أكثر من صحابي ويعتبر أيضًا غريبًا وفردًا مطلقًا فلتنبه لهذه؛ لأني يعني ما أجد أنه نص عليها في هذا الكتاب، وقد لا تجدون يعني هذا المبحث في بعض الكتب التي ترجعون إليها فتنبهوا إليها، فإذا جاءنا مثلًا الحديث عن اثنين من الصحابة وتفرد بروايته عنهما واحد من التابعين، وهذا كثير في الأحاديث فنجد بعض التابعين يقول: حدثني مثلًا أبو هريرة وأبو سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: كذا وكذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير