تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المشكلة -أيها الإخوة- ليست في مسألة علم نظري وعلم ضروري، نحن نقول: ما علينا أنتم اقبلوا أنها تفيد العلم حتى، وإن كان علمًا نظريًا، لا بأس ابحثوا في أحوال الرواة انظروا في الأسانيد، فإذا وجدتم أن الأسانيد صحيحة وتَحَصَّل لكم من خلال النظر أن هذه الأحاديث قد صَحَّتْ أسانيدها فليس هناك إطلاقًا ما يدعو للتوقف، ولا يجوز لمسلم بحال من الأحوال أن يتوقف عن قبول ذلك الحديث.

لكن أن ترفض الأحاديث بحجة أنها لا تفيد إلا الظن فهذا هو الذي نرفضه ونعتبر أنه غريب غرابة كلية على منهج أهل السنة والجماعة؛ فابن حجر الآن يقول: "إن أحاديث الآحاد قد يقع فيها ونعرف أن قد تفيد أي شيء؟ القلة، "قد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن أيضًا على المختار فهو يذكر هناك بعض القرائن التي إذا انضمت إلى خبر الآحاد أفادت العلم النظري فما هي هذه القرائن يا تُرى؟

ذكر أول هذه القرائن: "أن يكون الحديث مرويًا في الصحيحين" يقول: "منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما ما لم يبلغ حد التواتر" يقول: إن الصحيحين لهما مكانة في قلوب المسلمين، والذي دعانا إلى اعتبار أن أحاديث الصحيحين تفيد العلم النظري ما تميز به هذان الكتابان من جلالة، البخاري ومسلم وتقدمهما على أقرانهما في هذا الفن، وهو علم الحديث فيقول: إنهما لا يقبلان من الحديث إلا ما بلغ الدرجة العليا من الصحة فلأجل مكانة البخاري ومسلم اعتبرنا هذا ميزة لكتابيهما.

أيضًا هذان الكتابان نجد أن العلماء من وقت البخاري ومسلم حتى وقتنا هذا قد تلقوا أحاديث هذين الكتابين بالقبول والتسليم، ويستثنى من ذلك الأحاديث التي انْتُقِدَتْ من قِبَل بعض الحفاظ، ومن قِبَل بعض العلماء -علماء الحديث- على البخاري ومسلم فإذا نُحِّيَتْ تلك الأحاديث -على قلتها- بقي لنا البقية، وهي الكثرة الكاثرة من أحاديث الصحيحين.

فيقول: هذه البقية تفيدنا العلم الذي تحصل من خلال النظر طيب تحصل من خلال النظر لنا نحن؟ قال: لا، ليس من الضرورة أن يكون لنا نحن، ولكنه تَحَصَّل للبخاري ومسلم فإنهما ما أودعا هذه الأحاديث في هذين الكتابين إلا بعد أن نظرا في أسانيدها وتحقق عندهما أنها صحيحة أيضًا لو التفتنا إلى أنفسنا، فإن هذا العلم ما تحقق لنا إلا من جَرَّاء النظر أيضًا لكن أيّ نظر؟

نظرنا، وإذا بهذا الحديث في الصحيحين فبمجرد كونه في الصحيحين بعد أن نظرنا اكتفينا بهذا، واعتبرنا هذا يفيدنا العلم النظري من خلال نظرنا إلى أن هذا الحديث في الصحيحين هل هناك قرائن أخرى يمكن أن تضاف؟ يعني لو لم نجد الحديث مثلًا في الصحيحين، وصح سنده فهل معنى هذا -عند ابن حجر- أنه لا يفيد إلا الظن؟ قال: لا: قد يفيد العلم النظري أيضًا لكن بقرينة أخرى مثل أن يكون الحديث مثل ما ترون، ومنها المشهور إذا كانت له طرق متباينة.

فيقول: إذا كان الحديث مرويًا من طرق كثيرة لكنه لم يبلغ حد التواتر، وهو ما نسميه بالمشهور، فهذه الطرق إذا كانت صحيحة فكل واحدة منها انضمت للأخرى، فَتَحَصَّل لنا من جراء ذلك علمًا نظريًا يعني بعد أن نظرنا في تلك الطرق فوجدنا أنها طرق صحيحة، فإذا هذه الطرق بمجموعها كونت في نفس الناظر فيها علمًا يسمى علما نظريًا، فإذن هذه الأحاديث عند ابن حجر ليست كبقية الأحاديث فهذه إذًا قرينة ثانية، وهي أن يكون الحديث مرويًا من طرق تصل لدرجة الشهرة.

تفضل: +++

تقصد الأحاديث التي انتقدها بعض الحفاظ، نعم يا أخي، يعني الأحاديث التي انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني والجياني، وأمثالهم هي متنازع في التسليم لها بالقبول حتى وإن كنا يعني نقول مثلًا: إن هذا الحديث الأرجح عندنا أنه صحيح، وأن ما ارتآه البخاري ومسلم أو أحدهما أرجح عندنا مما ارتآه مثلًا الدارقطني لكن هل معنى هذا أننا نصف المخالف الذي يتبنى نظر الدارقطني أو ما ارتآه الدارقطني نصفه بأنه مثلًا خالف الإجماع ونُشَنِّع عليه ونعده يعني سلك مسلكًا من مسالك الضلال؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير