هذه الراوية، والرواية الأخرى رواية حماد بن سلمة، ورواية بريد بن عبد الله يعني هذا الإسناد لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأن هناك من تكلم في مثل هؤلاء الرواة فمثلًا:
رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. نجد البخاري -رحمه الله- أعرض عن الاحتجاج بها، وإنما أوردها في الشواهد والمتابعات، فلم يحتج برواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
أما مسلم -رحمه الله- فإنه اجتهد واعتبرها رواية صحيحة واحتج بها؛ فلأجل هذا قالوا: هذا لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأجل أن هناك بعض العلماء لهم موقف من هذه الرواية؛ لكننا نعتبرها من الدرجة الوسطى. هل دونها درجة؟ قالوا: نعم دونها درجة. مثل رواية سهيل بن أبي صالح عن والده أبي صالح السمان واسمه ذكوان عن أبي هريرة أو ما يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فهذه الرواية أيضًا فيها كلام، لكنها يعني من قسم الصحيح.
فالمهم أن رواية سهيل ورواية العلاء أعرض عنها البخاري أيضًا فلم يُخَرِّجها في صحيحه احتجاجًا أما مسلم -رحمه الله- فإنه قد احتج بهاتين الروايتين فلذلك قالوا: هذه من أنزل درجات الصحيح هذا بالنسبة للصحيح لذاته.
يقول الحافظ: فإن الجميع يشملهم اسم العدالة والضبط إلا أن للمرتبة الأولى من الصفات المرجحة -يعني من قوة الضبط- ما تفضل به على الدرجة الوسطى وللدرجة الوسطى ميزة تفضل بها عن الدرجة الدنيا.
بعد ذلك بيَّن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شرحه وهذا غير موجود في النخبة أن هناك أيضًا درجات للصحيح غير هذه الدرجات. أعلى الصحيح وما هو دونه وما هو دون ذلك. فقال: "عندنا بعض الأحاديث نجد أن البخاري ومسلم يتفقان على إخراجها وبعض الأحاديث نجد البخاري فقط هو الذي يخَرِّجها وبعض الأحاديث مسلم فقط هو الذي يخرجها، فما هو الترتيب الصحيح لمثل هذه الروايات الثلاث؟
قال: بلا شك أن ما يخرجه البخاري ومسلم هو الدرجة العليا، ثم يليه ما أخرجه البخاري فقط، ثم يليه ما أخرجه مسلم فقط، بناء على هذا الترتيب فقط ولا هناك مراتب أخرى؟ قال: لا. بل هناك مراتب أخرى. لو لم يكن الحديث في الصحيحين أصلًا لكنه حديث صحيح؛ وليكن مثلًا في مسند أحمد، أو في غيره من الكتب، فهذا الحديث هو أيضًا يعني بعد دراسة سنده وجدنا أنه صحيح.
لكن هذه الصحة على مراتب أيضًا، فنجد أحيانًا نفس رجال البخاري ومسلم موجودون في ذلك الحديث فيمكن أن نقول في هذه الحال: هذا حديث صحيح على شرطهما. يعني على شرط من؟ على شرط البخاري ومسلم. صحيح هذا الحديث ما أخرجه البخاري ومسلم لكن الرواة هم نفس الرواة. الرواة الذين احتج بهم البخاري ومسلم هم نفس الرواة الذين موجودون في هذا الحديث فلذلك قلنا عن هذا الحديث: إنه صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين احتج بهم البخاري فقط فهذا الحديث يقال عنه: صحيح على شرط من؟ على شرط البخاري. أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين يحتج بهم من؟ مسلم مثل: ما مثلنا به قبل قليل مثلًا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، ما احتج بها البخاري احتج بها من مسلم، فلو وجدنا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة موجودة مثلًا في مسند أحمد نقول عن هذه الرواية أيش؟ صحيحة لكن على شرط من؟ على شرط مسلم؛ لأن مسلما أخرج نفس الإسناد أخرج أحاديث بنفس ذلك الإسناد فهذا نقول عنه صحيح على شرط من؟ على شرط مسلم. هذه الآن.
إذن ثلاث درجات أيضًا إضافية: ما كان على شرطهما، يعني البخاري ومسلم، وما كان على شرط من؟ البخاري على شرط البخاري، وما كان على شرط مسلم، كم أصبحت المراتب بمجموعها؟ ست مراتب. فقط ولا فيه مراتب أخرى؟ قال: لا بل هناك مرتبة إضافية وهي ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرطهما. يعني وجدنا فيه رواة لم يُخَرِّج لهما البخاري ومسلم وهم ثقة فحكمنا على الحديث بالصحة، وإن لم يكن كل رواته أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما فهذه مراتب سبع بهذا التفصيل: 1 - ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم.
2 - ما انفرد بإخراجه البخاري.
3 - ما انفرد بإخراجه مسلم.
4 - ما كان صحيحًا على شرطهما.
5 - ما كان صحيحًا على شرط البخاري.
6 - ما كان صحيحًا على شرط مسلم.
7 - ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرط واحد منهما.
¥