ج: أقول: الحديث طرقه ضعيفة، ولكن بعضهم يؤيد هذه الطرق بعضها مع بعض ويقول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق يصل لدرجة الحديث الحسن لغيره، وأقول: ما دام أنه يعني فيه فضيلة من فضائل الأعمال، فلا بأس إن شاء الله بقبوله بهذه الصورة مادام أنه له طرق متعددة.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: لا. هذا يسمى غريبًا غرابة مطلقة يعني؛ لأن الغرابة جاءت في أصل السند لكن ليس معنى هذا أن الحديث مثلًا يتطرق الشك إلى صحته، بل بهذه الصورة يعتبر حديثًا من أصح الصحيح، مادام أنه يرويه عن الصحابي عشرون من التابعين يعتبر من أصح الصحيح، وهكذا يعني زاد العدد بعد ذلك.
س: يقول: لو أن حديثًا من الأحاديث رواه صحابي واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ذلك الصحابي رواه عنه عشرون من التابعين، وعن العشرين رواه عدد أكثر من أتباع التابعين، وهكذا ما زال العدد يزداد فهل هذا يعتبر غريبًا أو ماذا يعتبر؟
ج: نقول: نعم من حيث التقسيم الاصطلاحي يعتبر هذا غريبًا غرابة مطلقة مثل حديث: إنما الأعمال بالنيات لكنه يعتبر من أصح الصحيح إذا كانت طرقه صحيحة أو حسنة. نعم، حديث يرويه سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أيش الحديث فاكره؟ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان هذا الحديث يصبح مشهورًا تقصد؟ هذا مشهور غير اصطلاحي.
قلنا في الحديث المشهور: إنه ينقسم إلى قسمين: مشهور اصطلاحي وهو ما رواه ثلاثة فأكثر لا بد أن يتوفر فيه العدد. ومشهور غير اصطلاحي هذا يقصد به ما اشتهر على الألسنة مشهور بين الناس، وهذا مشهور على ألسنة من؟ على ألسنة فئة من الناس وهم المحدثون، هم يمثلون دائمًا بهذا الحديث فأصبح مشهورًا عند المحدثين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان وعصيَّة
هذا سيأتي -إن شاء الله- معنا يعني أيهما أرجح مذهب مسلم أو مذهب البخاري في اشتراط اللقيا. مسلم اكتفى بالمعاصرة والبخاري اشترط اللقيا فأيهما أرجح؟ هذا إن شاء الله في الليلة القادمة سيأتي معنا إن شاء الله.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: إذا أمكن إزالة العلة.
س: السؤال يقول: إذا كان الحديث له علة فهل هذه العلة توجب رد الحديث؟ مثل حديث أسماء الذي ذكرناه؟
ج: أقول: نعم مثل حديث أسماء العلة توجب رد الحديث بهذه الصورة اللهم إلا أن يتبين؛ لأن الذهبي توقع توقعًا حينما قال: لعلها أختها سلمى لكن هذا التوقع قد يكون صحيحًا وقد لا يكون فيصبح في الحديث يعني سببًا من أسباب الضعف لم يتبين لنا، المهم أن هذه العلة دلت على أن في الحديث شيئًا.
لكن إذا كان هناك حديث هناك من العلماء من أعله مثل حديث أبي سفيان الذي ذكره الأخ، والحديث في صحيح مسلم أن أبا سفيان قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: وأهبك ابنتي أم حبيبة .. يعني يزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: كيف أبو سفيان قال هذا الكلام بعد فتح مكة؟ لأن أبا سفيان ما أسلم إلا بعد ذلك والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم مع العلم -أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج أم حبيبة قبل ذلك.
فهل هذه العلة صحيحة، ويعل هذا الحديث في صحيح مسلم أ لا؟ إن شاء الله التفصيل في الكلام عن هذه العلة سيأتي معنا إن شاء الله في شرح صحيح مسلم إن كان يعني بعض الإخوة يحضر، لكن على كل حال أنا أقول: إنها ليست علة قادحة. لماذا؟ لأن هناك توجيهات لبعض العلماء لهذه العلة لإزالة الطعن في هذا الحديث الذي في صحيح مسلم فقالوا: إن أم حبيبة التي ذكرها أبو سفيان ليست هي أم حبيبة التي تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا أحد الأجوبة.
فقد تكنى الأخت بكنية أختها. صحيح قد يشكل عليكم مثلًا كيف النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين أختين؟ والجواب أن هذا لم يحصل، ومنهم من قال: بل المقصود تأكيد النكاح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج أم حبيبة حينما كانت مهاجرة في الحبشة، فلم يعقد لها أبوها أبو سفيان، فأراد تأكيد عقد النكاح، فهذا من الأجوبة التي قيلت. وهناك أجوبة أخرى، إن شاء الله سيأتي الجواب عليها في حينه؛ لأني لا أستحضرها الآن. على كل حال العلة منتفية عن هذا الحديث الذي في صحيح مسلم.
¥