تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا ابن حزم كان أولا ولدا مرفها، فأبوه كان وزيرا، وكان يعيش عيشة المرفهين، وبعد أن مضت عليه فترة من العمر طويلة ابتدأ يطلب علم الحديث، وإلا كان في السابق مشغولا بالآداب والأمور التي تشغل الإنسان هذه؛ ولذلك هو له نصيب مما يسمى بالأدب، وما إلى ذلك، فهو ما طلب علم الحديث إلا متأخرا، ومع ذلك انظر إلى كتابه المحلى تجد فيه علما جما بل كيف لو وصل إلينا كتابه الأصلي وهو الإيصال الذي هو أصل المحلى، المحلى هذا يعتبر مختصرا، يعني على ما فيه من الدسومة، يعتبر مختصرا فكيف بأصله، بل انظر إلى كتابه إحكام الأحكام، ولست يعني بكلامي هذا يعني أقول: إن جميع ما في الأحكام أو ما في المحلى صواب، بل أقول: لا بد للذي يريد أن يقرأ هذين الكتابين أن يكون متبحرا حتى لا يغتر بأسلوب ابن حزم؛ لأن بعض الناس يغتر بأسلوبه، فوقعوا في بعض الشذوذات العلمية، لكن ما ينبغي أن يقرأ هذين الكتابين وأمثالهما من كتب ابن حزم إلا إنسان متبحر هذا مثال لابن حزم.

هناك أيضا مثال عبد الله بن وهب فهو في بداية عمره، لم يكن طلب العلم حتى ألقت إليه شبهة من الشبه، فذهب إلى عالم يسأله عن تلك الشبهة، فعرف ذلك العالم أن هذه الشبهة ما وردت على عبد الله بن وهب إلا بسبب قلة علمه، فقال له: عبد الله بن وهب؟ قال: نعم. قال: اطلب العلم، فتنبه من الجحيم، فطلب العلم بعدما كبر ولازم الإمام مالكا -رحمه الله- وغيره من العلماء، فأصبح عبد الله بن وهب من خيرة العلماء، ومن فطاحلة العلماء، وله مؤلفات عدة منها الجامع والمسند، وهو أحد الرواة لموطأ الإمام مالك وغيرها كثير، والأمثلة على هذا كثيرة يعني لو فتحنا في كتب التراجم نجد كثيرا من الرواة ما طلبوا العلم إلا في حال الكبر وما طلبوا العلم إلى في حال الكبر، لكنهم بعد ذلك يعني شعروا فعلا بأن ساعات العمر التي مضت ينبغي أن يعوضوها، فكثفوا من الجهود ووفقهم الله جل وعلا وعلى كل حال كل إنسان بحسب نيته، فالذي يصدق مع الله جل وعلا يصدق الله معه، فيوفقه لحافظة قوية يسهل أموره في الطلب وما إلى ذلك.

يقول: وجد في بعض نسخ الفتح ضبط الحميدي هكذا الحُمَيِّدي بالتضعيف فهل هما رجلان أم أنه تصحيف في النسخ؟.

إذا لم يكن فيه إحراج على الأخ السائل يمكن أعرفه؟ على أساس يعني نعرف أن أنت السائل على أساس أعرف أي نسخة من الفتح ورد فيها هذا؟ نعم.

على كل حال قد يكون خرج، وقد يكون يعني لا يريد الظهور أمام الأخوة، فأنا لا أشك في أن هذا خطأ؛ لأنني ما أعرف أن الحميدي هناك من صغر اسمه، وعلى كل حال يعني إن كان بعض الأخوة يبحث أيضا في كتب الترجمة؛ فيفيدنا جزاه الله خيرا، لكن إذا كانت هذه النسخة من الفتح من النسخ التي تضبط إن كانت يعني الفتح التي طبعتها المطبعة السلفية، فهذه في الغالب طبعة يعني جيدة خاصة، أنا أقصد الطبعة الأولى، أما إن كانت الطبعة الأخيرة أو الطبعات الأخرى من الفتح، فقد يكون فيها تصحيف.

س: أحد الأخوة يسأل عن صحة حديثين الأول: يقول: روي عن عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا فنقر رجل منهم موضعه بفأس فقالوا: ما تصنع؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت فلم يأخذوا على يديه فهلك وهلكوا يسأل عن صحة هذا الحديث.

ج: أقول: هذا الحديث إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة فهذا إسناد معضل؛ لأن بين عبد الله بن مبارك وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة رجال، أما إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك أحد رجال السند وأنه ساق الحديث بسنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن هذا الحديث قد يكون رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له، فالحديث صحيح، لكن هذا أحد ألفاظه، فقد يكون مثلا في هذا الطريق الذي ساقه عبد الله بن المبارك شيء من الضعف فأنا لا يحضرني الآن، لكن أصل الحديث صحيح ومعروف في الصحيحين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: مثل القائم على حدود الله، ومثل الواقع فيها كمثل قوم ركبوا في سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا في نصيبا خرقا، فلم نؤذ من فوقنا إلى آخر الحديث معروف في الصحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير