تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تكلمنا أيضا عن زيادة الراوي المقبول وزيادة الراوي غير المقبول، والراوي المقبول قلنا: إنه يقصد به الثقة والصدوق على حد سواء فما هو حكم زيادة الراوي المقبول؟ نعم حكم زيادة الراوي المقبول أنها مقبولة ما لم تكن مخالفة لمن هو أوثق منه أو أكثر عددا، بهذا إذن نستطيع أن نفصل في الزيادة فنقول: إن الزيادة تنقسم إلى كم؟ إلى قسمين: زيادة فيها مخالفة، وزيادة ليس فيها مخالفة فالزيادة التي ليس فيها مخالفة فهذه حكمها أيش؟.

القبول، والزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد، حينما نقول: الزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد هل يمكن أن يطلق عليها اصطلاح معين عند علماء الحديث؟ نعم، الشاذة لو أردنا أن نعرف الشاذ ماذا نقول؟.

الشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه هل هناك اختلاف في تعريف الحديث الشاذ ولا باتفاق بين العلماء أن هذا هو تعريفه؟ نعم بعض العلماء يقول: إذا تفرد الراوي المقبول أيا كان ثقة أو صدوقا، فهذا هو الحديث الشاذ فيجعلون مطلق التفرد. طيب هل هذا التعريف صحيح أو غير صحيح؟ بس نريد يعني بانتباه نعم، وغيره أيضا من الأحاديث، هذا التعريف غير صحيح؛ لأننا لو قلناه للزم عليه أن نرد كثيرا من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد إلينا إلا من طريق واحدة كحديث إنما الأعمال بالنيات لكن يعني هل يمكن أن نفهم من هذا أن الذي عرف الحديث الشاذ بمطلق تفرد الثقة أنه يرد الحديث الشاذ هذا طبعا ما افترقنا، لكن تفهمون يعني أنه لا يلزم من كون العالم الذي اختار هذا التعريف أنه يرد الحديث الشاذ، لا هو قد يكون يطلقه إطلاقا اصطلاحيا فقط، مثل ما لو يعني يريد تعريف الحديث الذي لم يروه إلا راو واحد حينما نقول: هذا حديث غريب هو يسميه ماذا؟ يسميه حديثا شاذا.

فإذن لا يلزم عليه الرد عنده، هو لكن بعد أن استقر الاصطلاح، فالحديث الشاذ يلزم منه الرد، لكن بناء على التعريف المختار ما الذي يقابل الحديث الشاذ الطرف الآخر؟ نعم الراجح ما هو ماذا يسمى؟ ارفع صوتك أحسنت المحفوظ، فإذا جاءنا حديث فيه اختلاف الرواية المردودة التي نسميها شاذة والرواية المقبولة هي الراجحة نسميها المحفوظة، هناك نوع شبيه بالشاذ يشتبه معه اشتباها كبيرا ما عدا بعض الأمور التي يختلف فيها فما هو؟ المنكر ما هو تعريف الحديث المنكر؟ أحسنت الحديث المنكر هو ما يرويه الضعيف مخالفا للثقة هذا التعريف متفق عليه أيضا أو فيه اختلاف بين العلماء؟ نعم بعضهم سمى المنكر ما ينفرد به الراوي المستور أو الضعيف في حفظه دون أن يشاركه أحد يسمي هذه الرواية على الإطلاق رواية منكرة دون اشتراط المخالفة.

تبين بهذا أن المنكر والشاذ يشتركان في بعض الأمور، ويختلفان في بعضها، فما الذي يشتركان فيه؟ يشتركان في المخالفة فكل من الشاذ والمنكر فيه مخالفة للراوي الأوثق، لكن ما الذي يفترقان فيه؟ نعم الذي يختلفان فيه أن الشاذ يرويه الثقة والمنكر يرويه الضعيف مع وجود المخالفة في كلا النوعين مستوي معه، هذا سيأتي اليوم إن شاء الله يعني نحن الآن نتكلم عن وجود الاختلاف بين الثقتين هذا ثقة وهذا ثقة، لكن أحدهما أوثق من الآخر، لكن إذا استويا هذا سيأتي اليوم إن شاء الله.

طيب بعد هذا الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد

يقول الحافظ -رحمه الله-:

الاعتبار والمتابع والشاهد

والفرد النسبي إن وافقه غيره فهو المتابع، وإن وجد متن يشبهه فهو الشاهد، وتتبع الطرق لذلك هو الاعتبار


فقط هذه العبارة تحتاج منا إلى بسط الآن عندنا ثلاثة أنواع من أنواع علوم الحديث الاعتبار والمتابع والشاهد ابن الصلاح -رحمه الله- حينما عنون بهذا العنوان ظن العلماء بعض الناس، أو قد يفهم منه أن الاعتبار قسم والمتابع قسم والشاهد قسم ثالث.

فالحافظ ابن حجر -رحمه الله- يبين أن الاعتبار ليس قسيما للمتابع، والشاهد يعني ليس قسما ثالثا لهما، وإنما المسألة وما فيها كل منها تنقسم إلى قسمين: متابع وشاهد، لكن الاعتبار هو الطريقة التي يتوصل بها إلى معرفة المتابع والشاهد، فإذا جاءني حديث وجدته من طريق واحد فأنا لا أستطيع أن أحكم على هذا الحديث بأنه حديث فرد أي حديث غريب لا غرابة نسبية ولا غرابة مطلقة أيا كانت إلا بعد التتبع والاستقصاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير