ج: أقول: نعم. لا بد من استعمال العبارة هذه؛ لأننا لا نستطيع أن نحكم على الحديث أنه فرد، حتى الآن ما تأكدنا نحن أمامنا حديث ما له إلا طريق واحد الآن بادئ ذي بدء فأنا أريد أن أعرف الآن أنا أظن أن هذا الحديث فرد، يعني: غريب، يعني: ما له إلا طريق واحد. هذا بناءً على الظن فقط، فأنا بعد البحث، وجدت في الحقيقة أن هذا الحديث ليس فردًا، وإنما له طرق، أخرى، فهذا الذي دعاني إلى قول هذه العبارة الذي يظن أنه فرد.
س: يقول: هل يفهم من الحديث المختلف الذي اختلفت طرقه، هل يفهم منه الاختلاف في السند والمتن أم فقط الاختلاف في المتن؟
ج: لا. أقول الاختلاف إنما هو في المتن في هذه الحال. مختلف الحديث نقصد به الاختلاف في المتن، أما الاختلاف في السند فهذا تقدم الكلام عنه في مبحث الحديث الشاذ، وسيأتي -إن شاء الله- أيضًا أو تقدم في الحقيقة الكلام عن زيادة الثقة، والحديث الشاذ، هذا كله تقدم الكلام عنه، فهذا بالنسبة للإسناد أكثر.
س: أحد الإخوة يقول: أريد أن أسمّع المتن وأخجل أرفع يدي وعندي أسئلة أستحيي أسائلك إياها .. إيش أسوي؟، وعلى كل، فأنا إلى الآن لم أفهم في درس اليوم شيئا، المتابعة والشاهد فهل تعيد الشرح علما أنها أول مرة ما أفهم؟
ج: أقول: والله يا أخي أمرك محير يعني: لو كانت نقطة واحدة قد يكون القصور مني، وأستغفر الله من هذا. على كل حال ندلك على أدب من أدب السلف الصالح -رضي الله عنهم- أنهم قالوا: لا ينال العلم مستح ولا مستكبر.
فالحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير لكن في مثل هذه المواضع لا يستحسن الحياء؛ لأن الحياء يمنعك من أخذ العلم، فكان بعض السلف تجد الواحد منهم حيي لكن إذا ما كان الأمر يتعلق بالعلم وبالدين في هذه الحال لا.
بل إنه حتى في صفوف النساء، ولعلكم تذكرون أن بعض النساء الصحابيات كانت تأتي، وتسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمور يعني: مخجلة، وخاصة من نساء الأنصار، لكن عائشة تترحم عليهن، وتذكر أنهن لم يكن يمنعهن من فهم الدين الحياء، فالمرأة التي أتت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسأل عن بعض الأمور التي تتعلق بحيض النساء فأرشدها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمر يعني: يخجل من الإفصاح به، وهي لم تفهم، فأصبحت تراجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: سبحان الله! اصنعي كذا فأمسكت عائشة بيديها، وأخذتها وبينت لها الحكم الذي ترتفع فيه الكلفة بين النساء.
فهذه المرأة بلا شك أن الحياء من طبعها، وبخاصة الإيمان دائما يصنع الحياء في نفوس الناس، لكن الحياء لم يكن يمنعهن من تفهم الدين، فمن باب أولى يا أخي مثلك، وفي حلق العلم لا تستحيي أن تسمّع، ولا تستحيي أن تسأل، هذا من باب أولى. التسمع مسألة سهلة لكن السؤال ما ينبغي أن تستحيي من السؤال، وأنت ترى إخوانك يمنة ويسرة، كل واحد منهم يرفع يده، ومع ذلك ففي إمكانك أن تكتب سؤالك في ورقة، وتعرف أننا نقدم الأوراق على الأسئلة الشفهية، وهذا ليس فيه أي حياء إطلاقًا.
أما بالنسبة لعدم فهمك لدرس اليوم، فالحقيقة إعادة الدرس كله هذا أمر فيه مشقة لكن لعلي ألتقي بك، وأوضح لك ما يمكن أن يكون مفتاحًا لما استغلق عليك، فلعلي أراك -إن شاء الله-.
س: يقول: هل الرجل هو عبد الله بن مسلمة القعنبي، أو عبد الله بن سلمة القعنبي علمًا بأن في نسختي هو عبد الله بن سلمة أو سلمة؟
ج: أقول لا. الصواب أنه عبد الله بن مسلمة القعنبي هذا أحد رواة الموطأ، وهو مشهور فصوب نسختك.
س: بالمناسبة بالأمس كان أحد الإخوة سألني عن حديثين أجبته عن أحدهما ووعدته أن أجيبه على الآخر، وهو الحديث الذي يقول فيه: روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله: يا ابن آدم ما أنصفتني. أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلى بالمعاصي ... إلى آخر الحديث.
ج: فأقول: هذا الحديث وجدت أن الذي رواه الديلمي في مسند الفردوس، والرافعي في كتابه التدوين في ذكر أخبار قزوين، فالحديث ضعيف لا يصح، وقد يكون أيضًا أشد من الضعيف فالمهم أن الحديث غير صحيح.
س: يقول أحد الإخوة: ما صحة حديث من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار وهل عدم القيام سنة؟.
¥