تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالقاضي تجده لو شهد عنده ثلاثة ما يكتفي بذلك فلا بد من الرابع، فكل واحد يسمى شاهدًا للآخر، والجميع كلهم شهود لصاحب القضية الأساسي، فلعل -إن شاء الله- يعني: في هذا الوصف يتضح عندنا أصل للقضية، أما ما بعد ذلك، فالأمر -إن شاء الله- أيضًا سهل ويسير فإذا كنت أريد أن أفرق بين المتابع والشاهد بناءًا على الوصف الذي وصفت لكم أو بناءا على القول الراجح فيما ذكرنا، وهو أن المتابع بشرط الاشتراك فيمن؟ في الصحابي طبعا نقول على القول الراجح: والشاهد بشرط ماذا؟ بشرط الاختلاف في الصحابي، فلنأخذ الآن الجزء الأول وهو المتابع.

لو فرضا أنني حكيت خبرًا للأخ فهد فيما بيني وبينه، والأخ فهد حكاه للأخ الذي بجانبه، والأخ حكاه لمجموعة من الأفراد، وأصبح الخبر يعني: بطريقة معينة. .. افرضوا أنني قلت مثلا للأخ فهد: إنني سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يفتي بأن الطلاق ثلاثا بلفظ واحد يعد واحدة بهذه الصورة، ثم نقله وانتشر الخبر عن الأخ ما الاسم؟ عن الأخ محمود رواه عنه مثلا عشرة كلهم رووه بهذه الصورة، ثم جاء واحد من الناس ورواه عن محمود مع التحويل في الكلام نوعا ما فقال: إن الشيخ عبد العزيز بن باز يفتي بأن الطلاق ثلاثا يعود واحدة يعني: ما اشترط لفظًا واحدا. فبلا شك أن الحكم هنا يختلف يعني: فرق بين الإنسان يكرر اللفظة ثلاث مرات، وفرق بين إنسان يقولها مرة واحدة. الحكم هنا يختلف عن الحكم هنا فهو أتي باللفظ بصيغة العموم.

الآن الأخ الذي نقل هذا الخبر عن محمود نقله بصورة غير الصورة التي نقلها عشرة من الأنفس، فالأمر أصبح يستدعي تسليط الضوء على هذا الأخ الذي نقل الخبر بهذه الصورة فيتهم بأنه شذ في نقل هذا اللفظ بهذه الصورة فيقال له: هل من أحد يشهد معك؟ طبعا هو يقول: أنا متأكد أن محمود قال لي: هذا الخبر بهذه الصورة فيقال له: هل معك أحد يشهد معك؟؛ لأن هناك قرينة .. يعني: لو لم يكن هناك عشرة أنفس رووا هذا الخبر، وأنت عندنا في الأصل صادق وعدل لا مطعن فيك، فنحن نقبل خبرك؛ لأنه ما جاء من يخالفك، لكن الآن بهذه الصورة هناك عشرة من الأنفس كلهم يحكون عن الرجل الذي تحكي عنه غير ما حكيت أنت، فنبدأ نبحث ونقول: هل من أحد يشهد معه؟ فنجد مثلا واحدا أو اثنين أو أكثر كلهم يقولون: نعم. سمعنا محمودا ينقل عن فهد عن سعد عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أنه يقول: إن الطلاق ثلاثا يعود واحدة، فبهذه الصورة يصبح الواحد أو الاثنين أو الثلاثة الذين شهدوا مع هذا الأخ الذي انفرد بالخبر أساسا يقال: إنهم تابعوه.

وهذه تسمى متابعة تامة؛ لأنها جاءت للذي سلطت عليه الأضواء أساسا، فهذه تسمى متابعة تامة، لكن لو لم نجد أحدا يشهد معه هو، ولكن جاء هناك إنسان آخر، وليكن الأخ، ونقل عني نفس الكلام أنا قلت: إن الشيخ عبد العزيز يقول: إن الطلاق ثلاثا يعود واحدة، فالمصدر أنا. ففي هذه الحال يكون أيضًا قد تابع ذلك الأخ لكنها تسمى متابعة قاصرة؛ لأنها ما جاءت في الشيخ اللي هو محمود الذي عليه مدار الكلام لا جاءت فيمن بعد ذلك فحينما جاءت فيمن بعد ذلك أصبحت هذه متابعة؛ لأن الاشتراك في أنا يعني: ما اختلف الأمر لكن اختلف فيمن بعدي، فهذه تسمي متابعة لكنها متابعة قاصرة؛ لأنها ما جاءت في الذي عليه مدار الكلام، ثم لو وجدنا إنسانا آخر، ولكن الأخ قال: نعم. أنا سمعت الشيخ عبد العزيز بن باز يقول: إن الطلاق ثلاثًا يعود واحدة طبعا لا تحمّلون الشيخ مثل هذا الكلام، أنا آتي به للتمثيل فقط، ففي هذه الحال يقال: إن الأخ شهد معي أنا فأصبح هذا شاهدًا لمن؟ لي أنا لا يعتبر متابعًا إلا إذا نظرنا للشيخ عبد العزيز، فهذا الحال يختلف لكن بهذه الصورة بيني، وبينه يعتبر شاهدًا معي، فهذا هو الاختلاف في مسألة المتابع والشاهد، يعني: كلما صعدت للأعلى أو نزلت للأسفل فنفس الحال، تصوروا أن الشيخ عبد العزيز بن باز مكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في نقل الخبر مع فارق التشبيه ومع فارق التشبيه أيضًا أن مثلي ومثل الأخ مثل الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- والأخ، فهد مثل التابعين، وهكذا بهذه الصورة -إن شاء الله- الأمر واضح .. طيب.

طبعا قلنا: إن الاعتبار ما يعتبر قسمًا ثالثا بهذه الصورة فليس هناك إلا متابع أو شاهد، والاعتبار ما هو؟ تفضل. أي نعم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير