وألا تبادر بحكم ضعف الراوي بوجود أنكر ما روى في حق روايته في الكامل والميزان ونحوهما فإنهم يطلقون هذا اللفظ على الحديث الحسن والصحيح أيضا بمجرد تفرد راويها
وأن تفرق بين قول القدماء هذا حديث منكر وبين قول المتأخرين هذا حديث منكر فإن القدماء كثيرا ما يطلقونه على مجرد ما تفرد به راويه وإن كان من الأثبات والمتأخرين يطلقونه على رواية راو ضعيف خالف الثقات".
بيان مراد ابن معين من قوله في الراوي ليس بشيء
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 212)
"كثيرا ما تجد في ميزان الاعتدال وغيره في حق الرواة نقلا عن يحيى بن معين إنه ليس بشيء فلا تغتر به ولا تظنن أن ذلك الراوي مجروح بجرح قوي فقد قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري في ترجمة عبدالعزيز بن المختار البصري ذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين من قوله ليس بشيء يعني أن أحاديثه قليلة انتهى
وقال السخاوي في فتح المغيث قال ابن القطان إن ابن المعين إذا قال في الراوي ليس بشيء أنه يريد أنه لم يرو حديثا كثيرا".
بيان مراد ابن معين من قوله في الراوي لا بأس به أو ليس به بأس
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 221):
"كثيرا ما تجد في الميزان وغيره نقلا عن ابن معين في حق الرواة لا بأس به فلعلك تظن منه أنه أدون من ثقة كما هو مقرر عند المتأخرين وليس كذلك فإنه عنده كثقة قال البدر بن جماعة في مختصره قال ابن معين إذا قلت لا بأس به فهو ثقة وهذا خبر عن نفسه انتهى وفي مقدمة ابن الصلاح قال ابن أبي خيثمة قلت ليحيى بن معين إنك تقول فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فثقة وإذا قلت لك ضعيف فهو ليس بثقة لا تكتب حديثه انتهى.
وفي مقدمة فتح الباري يونس البصري قال ابن الجنيد عن ابن معين ليس به بأس وهذا توثيق من ابن معين انتهى".
بيان الفرق بين قول أكثر المحدثين وقول أبي حاتم في الراوي مجهول
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 229):
"فرق بين قول أكثر المحدثين في حق الراوي إنه مجهول وبين قول أبي حاتم إنه مجهول فإنهم يريدون به غالبا جهالة العين بألا يروي عنه إلا واحد وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف فافهمه".
الرد على من يزعم الدس في الكتب بمجرد الاحتمال
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 384):
"ولا يذهب على أهل الفطانة ما في هذا الجواب من السخافة فإن مجرد احتمال كون تلك العبارة مدسوسة لا يكفي لدفع الخدشة إلا إذا تأيد ذلك بوجود نسخ الغنية الصحيحة خالية عن هذه البلية وإذ ليس فليس".
بيان مراد البخاري من قوله في الراوي فيه نظر أو سكتوا عنه
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 388):
"قول البخاري في حق أحد من الرواة فيه نظر يدل على أنه متهم عنده ولا كذلك عند غيره قال الذهبي في ميزانه في ترجمة عبد الله ابن داود الواسطي قال البخاري فيه نظر ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا انتهى وقال أيضا في ترجمة البخاري في كتابه سير أعلام النبلاء: قال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول منكر الحديث سكتوا عنه فيه نظر ونحو هذا وقل أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث
حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع انتهى.
وقال العراقي في شرح ألفيته فلان فيه نظر وفلان سكتوا عنه هاتان العبارتان يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه انتهى".
بيان تنطع العقيلي في جرحه الراوة
جاء في "الرفع والتكميل" - (ص 405):
"كثيرا ما تجد في الميزان وغيره من كتب أهل الشأن في الجرح المنقول عن العقيلي بأنه لا يتابع عليه وقد رد عليه العلماء في كثير
من المواضع على جرحه بقوله لا يتابع عليه وعلى تجاسره في الكلام في الثقات الأثبات".
بيان حكم الجرح غير البريء
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 409):
"الجرح إذا صدر من تعصب أو عداوة أو منافرة أو نحو ذلك فهو جرح مردود ولا يؤمن به إلا المطرود ولهذا لم يقبل قول الإمام مالك في محمد بن إسحاق صاحب المغازي إنه دجال من الدجاجلة لما علم أنه صدر من منافرة باهرة بل حققوا أنه حسن الحديث ".
كلام المعاصر لا يقبل في معاصره ليس على إطلاقه
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 431):
"قد صرحوا بأن كلمات المعاصر في حق المعاصر غير مقبولة وهو كما أشرنا إليه مقيد بما إذا كانت بغير برهان وحجة وكانت مبنية على التعصب والمنافرة فإن لم يكن هذا ولا هذا فهي مقبولة بلا شبهة فاحفظه فإنه مما ينفعك في الأولى والآخرة" انتهى من الرفع والتكميل.
هذا ما انتقيته لك من فوائد أراها في غاية الأهمية سائلا الله تعالى أن ينفعنا بها وأن يجزي العلامة اللكنوي خير الجزاء إنه سميع بصير مجيب.
انتقاه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
¥