قال (أبو موسى المديني): لم أزل أسمع ذلك من الناس حتى قرأته على (أبي منصور بن رزيق). اه
وكذا صرح بذلك الحافظ (شمس الدين محمد بن علي الحسيني) في (التذكرة) فقال: عدة أحاديثه أربعون ألفا بالمكرر.
وقال (ابن المنادي): أنه ثلاثون ألفا والاعتماد على قوله دون غيره وقد انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث ولم يدخل فيه إلا ما يحتج به عنده وتفضيل (ابن الصلاح) كتب السنن عليه منتقد وبالغ بعضهم فأطلق عليه اسم (الصحة) والحق أن فيه أحاديث كثيرة ضعيفة وبعضها أشد في الضعف من بعض حتى أن (ابن الجوزي) أدخل كثيرا منها في موضوعاته ولكن تعقبه في بعضها الحافظ (أبو الفضل العراقي) وفي سائرها الحافظ (ابن حجر) في (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد) و (السيوطي) في ذيله المسمى: (بالذيل الممهد على القول المسدد) وحقق الأول منهما نفي الوضع عن جميع أحاديثه وأنه أحسن انتقاء وتحريرا من الكتب التي لم تلتزم الصحة في جمعها قال: وليست الأحاديث الزائدة فيه على ما في الصحيحين بأكثر ضعفا من الأحاديث الزائدة في (سنن أبي داود) و (الترمذي) عليهما.
وقال غيره: ما ضعف من أحاديثه أحسن حالا مما يصححه كثير من المتأخرين وقد رتبه على الأبواب بعض الحفاظ الأصبهانيين وكذا الحافظ (ناصر الدين ابن رزيق) وكذا بعض من تأخر عنه ورتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين الحافظ (أبو بكر بن المحب).
ولولده (أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي) الحافظ المتوفى: سنة تسعين ومائتين كتاب في زوائد مسنده هذا وهو نحو من ربعه في الحجم قيل: أنه مشتمل على عشر آلاف حديث وله أيضا زوائد كتاب (الزهد) لأبيه وللإمام الحافظ (أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي) ترتيب مسند (أحمد) هذا كله على حروف المعجم فهذه هي كتب الأئمة الأربعة وبإضافتها إلى الستة الأولى تكمل الكتب العشرة التي هي أصول الإسلام وعليها مدار الدين ".
تساهل الحاكم في قدر الخمس الأول منه قليل
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"ويقال: أن السبب في التساهل الواقع فيه أنه صنفه أواخر عمره وقد حصلت له غفلة وتغير أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه
وقد قال (الحافظ): وجدت قريبا من نصف الجزء الثاني من تجزئة ستة من (المستدرك) إلى هنا انتهى إملاء (الحاكم)
قال: وما عدا ذلك من الكتاب لا يؤخذ عنه إلا بطريق الإجازة والتساهل في القدر المملى قليل جدا بالنسبة إلى ما بعده".
ابن خزيمة أعلى مزية من ابن حبان وهو أعلى مزية من الحاكم
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وقد قال (الحازمي): (ابن حبان) أمكن في الحديث من (الحاكم) وقال (العماد ابن كثير): قد التزم (ابن خزيمة) و (ابن حبان) الصحة وهما خير من (المستدرك) بكثير وأنظف أسانيد ومتونا وقال غيرهما: (صحيح ابن خزيمة) أعلى مزية من (صحيح ابن حبان) و (صحيح ابن حبان) أعلى من (الحاكم) وهو مقارب (للحاكم) في التساهل لأنه غير متقيد بالمعدلين بل ربما يخرج للمجهولين لا سيما ومذهبه إدراج الحسن في الصحيح لكن هذا كله اصطلاح له ولا مشاحة فيه على أن في (صحيح ابن خزيمة) أيضا أحاديث محكوما منه بصحتها وهي لا ترتقي عن درجة الحسن بل وفيما صححه (الترمذي) من ذلك أيضا جملة مع أنه ممن يفرق بين الصحيح والحسن وحينئذ فلا بد من النظر في أحاديث كل ليحكم على كل واحد منها بما يليق به. والله أعلم".
ترتيب صحيح ابن حبان
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وصحيح (أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن معاذ التميمي الدارمي البستي) بضم الموحدة وإسكان السين وفوقية نسبة إلى بست بلد كبير من بلاد الغور بطرف خراسان الشافعي أحد الحفاظ الكبار صاحب التصانيف العديدة المتوفى: ببست سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وهو المسمى: (بالتقاسيم والأنواع) في خمس مجلدات وترتيبه مخترع ليس على الأبواب ولا على المسانيد والكشف منه عسر جدا
¥